"غدي نيوز"

أنور عقل ضو -

في آخر تقرير لها حول الأوضاع المأساوية في اليمن، مع استمرار الحرب المدمرة وما خلفت من كوارث طاولت مرافق الحياة كافة، أكدت "منظمة الصحة العالمية" World Health Organization الـ WHO أن "عدد حالات اشتباه الإصابة بـ (الكوليرا) Cholera في اليمن زاد ليتخطى الـ 100 ألف حالة منذ بدء ظهور المرض في 27 نيسان (أبريل) الماضي"، وكانت قد سجلت 798 حالة وفاة بالمرض، في 19 محافظة من بين 22 محافظة يمنية، وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى أن الوباء بلغ "مستوى غير مسبوق".

ويأتي الانتشار السريع لهذا الوباء ليطاول 19 محافظة يمنية من أصل 23، وليؤكد حجم الكارثة الإنسانية بعد سنتين من الحرب الأهلية، خصوصا - وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية - أن الأمم المتحدة أخرجت معظم منشآت الرعاية الصحية من الخدمة، فضلا عن انهيار منظومة الصحة والمياة والصرف الصحي في اليمن، بعد نحو عامين من الحرب.

صراع ومجاعة وكوليرا

كما حذرت المنظمة من احتمال وصول العدد إلى 300 ألف إصابة، بالرغم من أن العدد اليومي لحالات الإصابة الجديدة تراجع بشكل طفيف في أسبوع حتى الخامس من حزيران (يونيو) إلى 3432 من 3651 في الأسبوع السابق، وقال مكتب الأمم المتحدة في التقرير عينه أن "اليمن في قبضة وباء كوليرا حاد على نطاق لم يسبق له مثيل".

وقال طارق ياسرفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية "هناك بلاغات عن 101820 حالة اشتباه إصابة بالكوليرا و789 حالة وفاة في 19 محافظة حتى الآن".

وجاء في التقرير "زاد خطر الموت على الأطفال والنساء الذين يعانون سوء التغذية والناس الذين يعيشون في ظروف صحية مزمنة أخرى، والأسر التي لا تجد ما يكفيها من طعام وهم يواجهون الآن "التهديد الثلاثي" من صراع ومجاعة وكوليرا".

ووضعت الحرب 19 مليونا من بين سكان البلاد البالغ عددهم 28 مليون نسمة في حاجة لمساعدات إنسانية، ويوشك الكثير منهم على الوقوع في براثن المجاعة. وظهور الكوليرا الحالي هو ثاني موجة من الوباء الذي بدأ في تشرين الأول (أكتوبر) وانتشر حتى كانون الأول (ديسمبر، ومن ثم انحسر لكن دون السيطرة عليه.

اليمن على حافة الهاوية

ودعت "منظمة أوكسفام الخيرية" إلى وقف إطلاق النار من أجل التصدي للكوليرا، حتى يتسنى وقف انتشار المرض، مضيفة أن العدد المعلن أقل من العدد الفعلي على الأرجح.

وقال مدير المنظمة باليمن سجاد محمد ساجد "اليمن على حافة الهاوية... علاج الكوليرا والوقاية منها بسيط، لكن استمرار القتال يضاعف صعوبة المهمة".

وتحدث الإصابة بالكوليرا نتيجة ابتلاع البكتيريا عبر تناول ماء أو طعام ملوث بالفضلات. ويظهر المرض في الغالب بإسهال مفاجئ وحاد، وقد يفتك بالمصاب في غضون ساعات رغم أن ثلاثة أرباع المصابين لا تظهر عليهم الأعراض.

ويجعل قصر فترة الحضانة المرض قادرا على الانتشار سريعا، خصوصا في مناطق تفتقر لشبكات مياه وصرف صحي آمنة.

وجاء في تقرير الأمم المتحدة أيضا "لم يحصل موظفو الصحة والصرف الصحي على رواتبهم منذ أكثر من ثمانية أشهر، وتستورد البلاد 30 بالمئة فقط من الإمدادات الطبية المطلوبة، وعمليات جمع القمامة بالمدن غير منتظمة، ويفتقر أكثر من ثمانية ملايين شخص لسبل الوصول لمياه شرب آمنة وصرف صحي ملائم".

غدي نيوز – رويترز – بي بي سي - وكالات