الـــ "الفاو" و"الشراكة العالمية من أجل التربة"

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, June 24, 2017

تكثيف التعاون الدولي وبناء أدلة علمية موثوقة

"غدي نيوز" – يارا المغربي

 

يعزو العلماء تلوث التربة بشكل رئيسي إلى الأنشطة البشرية التي تترك فائضاً من المواد الكيماوية في التربة المستخدمة لزراعة الغذاء، وقد تناول البحث الرئيسي في الجمعية العامة الخامسة لـ "الشراكة العالمية من أجل التربة" Global Soil Partnership التي عقدت هذا الاسبوع في مقر "منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة" Food and Agriculture Organization of the United Nations الـــ "الفاو" FAO.

ومن المعروف أن زيادة النيتروجين والمعادن النادرة مثل الزرنيخ والـ "كادميوم" cadmium والرصاص والزئبق تؤدي إلى إضعاف عملية الاستقلاب في النبات، وتساهم تقليص إنتاجية المحاصيل، وتتسبب في نهاية المطاف في إضافة المزيد من الضغط على الأراضي الصالحة للزراعة. وعندما تدخل هذه الملوثات إلى سلسلة الغذاء، فإنها تشكل خطراً على الأمن الغذائي والموارد المائية وسبل المعيشة الريفية وصحة الإنسان.

 

تكثيف التعاون الدولي

 

مسؤول التربة لدى الـــ "الفاو" FAO والأمين العام للشراكة العالمية من أجل التربة رونالد فارغاس Ronald Vargas، قال: "مشكلة تلوث التربة مشكلة ناشئة، لكن لكونها تظهر بصور وأشكال مختلفة، فإن الطريقة الوحيدة لتقليص الفجوة المعرفية وتعزيز الإدارة المستدامة للتربة هي تكثيف التعاون الدولي وبناء أدلة علمية موثوقة".

وفي كلمته الرئيسية في الجمعية، قال السيد راتان لال Rattan Lal، رئيس "الاتحاد الدولي لعلوم التربة" international union of soil science: "مكافحة تلوث التربة والسعي إلى إدارة مستدامة للتربة أمران أساسيان من أجل التصدي لمشكلة تغير المناخ". وأضاف بأن معالجة المشكلات التي يسببها الانسان من خلال ممارسات مستدامة سيعني "حدوث تغييرات من الآن وحتى عام 2050 أكثر من التغييرات التي حدثت خلال 12 ألف سنة منذ ظهور الزراعة".

 

ثلاث مبادرات

 

وقالت ماريا هيلينا سيميدو Helena Semedo، نائبة المدير العام لشؤون المناخ والموارد الطبيعية في منظمة الـــ "الفاو" FAO: "جمعية الشراكة العالمية من أجل التربة هي منصة فريدة ومحايدة، تجمع العديد من أصحاب العلاقة لمناقشة مشاكل التربة العالمية والتعلم من الممارسات الجيدة والتداول بشأن الأنشطة اللازمة لتأمين تربة صحية توفر خدمات نظم بيئية فعالة وغذاء للجميع. العمل على مستوى الدولة هي الحدود الجديدة للانطلاق".

وقد وافقت الجمعية على ثلاث مبادرات جديدة تهدف إلى تسهيل تبادل المعلومات وهي: "النظام العالمي لمعلومات التربة"، و"الشبكة العالمية لمختبرات التربة"، المُعدة لتنسيق وتحديد معايير قياسية في جميع البلدان، و"الشبكة العالمية للتربة السوداء"، التي تم إطلاقها بهدف زيادة حجم المعرفة حول التربة الزراعية الأكثر خصوبة في العالم، والتي تشتهر أيضا بمحتوى الكربون العالي فيها.

 

خطر خبيث

 

أصاب تدهور التربة - بحسب الموقع الرسمي للفاو - ثلث التربة في العالم، ويعزى السبب الرئيسي في ذلك إلى الممارسات غير المستدامة في إدارة التربة. وتخسر الزراعة كل عام عشرات المليارات من الأطنان من التربة. ويعود أحد الأسباب في ذلك إلى تلوث التربة، والذي يؤثر في بعض البلدان على ما يقارب خمس أراضيها الزراعية.

ويعني مصطلح تلوث التربة وجود كيماويات في التربة إما ليس في مكانها الصحيح أو بتركيزات أعلى من المعتاد. هذا التلوث قد يكون ناتجاً عن التعدين والنشاطات الصناعية أو عن سوء إدارة المجاري والفضلات. وفي بعض الحالات تنتشر الملوثات على مساحات واسعة بسبب الرياح والأمطار. كما تعتبر بعض المدخلات الزراعية مثل الأسمدة ومبيدات الأعشاب ومبيدات الحشرات، وحتى المضادات الحيوية التي يحتوي عليها روث الحيوانات، ملوثات رئيسية محتملة تفرض تحديات خاصة بسبب التركيبات الكيماوية المتغيرة بسرعة التي يتم استخدامها.

إن تلوث التربة هو خطر خبيث لأن ملاحظته أصعب من ملاحظة بعض عمليات تدهور التربة الأخرى مثل التآكل. وتعتمد المخاطر على كيفية تأثير خصائص التربة على سلوك الكيماويات والسرعة التي تدخل فيها الأنظمة الإيكولوجية.

إن تنوع الملوثات وتعدد أنواع التربة، والطرق التي تتفاعل فيها مع بعضها، يجعل إجراء أبحاث تربة لتحديد الأخطار أمراً صعباً ومكلفاً. وقد وافق أعضاء الشراكة العالمية من أجل التربة على تنظيم ندوة عالمية حول تلوث التربة ستعقد في أبريل (نيسان) 2018، ودعموا تشكيل شبكات بيانات عالمية لتشارك المعلومات ومواءمة المعايير.

 

بتصرف عن موقع الـ "فاو" FAO

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن