"المدينة الغابة" في الصين... إنجاز عالمي لمواجهة التلوث

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, June 29, 2017

"المدينة الغابة" في الصين... إنجاز عالمي لمواجهة التلوث

"غدي نيوز" – إيليسيا عبود

 

بدأت الصين تستشرف مخاطر التغيرات المناخية، وهي في قلب المعاناة، تجاهد لخفض نسب التلوث في مدنها الكبيرة، وتدأب لتكون حاضرة بقوة في مفاوضات المناخ، في سعيها الدؤوب لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.

صحيح أن الصين تعتبر الأولى في العالم من حيث نسبة انبعاثات غازات الدفيئة، وتليها الولايات المتحدة الأميركية، لكنها تحتل مرتبة متقدمة بين الدول الساعية لإنتاج الطاقة المتجددة، وتترافق جهودها مع إجراءات وتدابير متشددة بحق الملوثين، بعد أن دفعت ثمن تطور اقتصادها من صحة أبنائها، الذين حاصرهم الدخان الضبابي طوال الأعوام الثلاثة الماضية.

 

مشروع نموذجي

 

وتسعى الصين لتحقيق مشاريع طموحة، ومن بينها إنشاء "مدينة خضراء"، وقد بات هذا المشروع حقيقة واقعة، ومن المتوقع أن يكون هذا المشروع الابتكاري واحدا من مشاريع عدة تهدف إلى تحويل ضاحية منطقة قوانغشي في ليوتشو الى أول "غابة حضرية" في العالم.

وتسعى الصين من خلال تنفيذ مشروع "المدينة الغابة" إلى زيادة معدلات إنتاج الأوكسجين وامتصاص الهواء الملوث وغاز ثاني أوكسيد الكربون من أجواء هذه المنطقة، لتصبح المدينة الرائدة من أكبر المدن المستدامة على مستوى العالم خلال المستقبل القريب، على غرار بعض المشاريع التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة، وإن على نطاق أقل اتساعا.

 

30 ألف شخص و40 ألف شجرة

 

       وبحسب موقع shanghaiist الصيني بنسخته الإنكليزية، فقد صمم "المدينة الغابة" المعماري الإيطالي ستيفانو بويري Stefano Boeri، الذي صمم ناطحتي سحاب تحملان غابة عمودية لصالح الصين أيضاً، وتتم حالياً أعمال التنفيذ في موقع بمدينة "ليوشو" Liuzhou الصينية في مقاطعة قوانغشي.

وبمجرد الانتهاء من المشروع ستمتلك المدينة التي سيقطنها 30 ألف شخص أكثر من 40 ألف شجرة تمثل 100 نوعا من الأشجار، والتي بدورها ستمتص نحو 10 آلاف طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون، ونحو 75 ألف طن من الملوثات في العام الواحد، وعلى الجانب الآخر ستنتج 900 طن من الأوكسجين اللازم لحياة الإنسان.

 

تنقية الهواء

 

وبحسب صحيفة "الخليج" الإماراتية، ترتبط المدينة الغابة بوسط مدينة ليوشو من خلال قطار سريع ومركبات كهربائية، وسوق يتضمن كل سبل العيش والتمدن، مثل المدارس والمستشفيات، كما يعمل مجموعة من الخبراء لتحويل المدينة إلى الطاقة المستدامة عن طريق توليد كم هائل من الكهرباء من خلال حقل ضخم للطاقة الشمسية، من المنتظر إقامته بجانب المدينة.

ويؤكد بويري أن "مظاهر الغابات والأشجار الكثيفة لن تقتصر على الحدائق والشوارع، ولكنها ستكون أيضاً في أعلى المباني وواجهاتها، وهو ما يمكن المدينة من المساهمة في تنقية الهواء من أجل الجهود الرامية إلى تقليل درجة الحرارة.

كما سينعم سكان المدينة بالهدوء، نظراً لأن الأشجار تعد حائط صد لموجات الصوت.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن