أنور عقل ضو

يبدو أن موجة الحر المستمرة منذ أيام عدة، كان لها أثر واضح على الأشجار الجبلية المثمرة، فقد ظهرت اليوم 30 حزيران (يونيو) بواكير "تين السبَّيق" ناضجة ونضرة، معلنة عن موسم استثنائي في مطلع آب (أغسطس) المقبل، أو قبله بقليل، بحسب اختلاف الارتفاعات بين منطقة وأخرى، أي ما بين 500 و 1500 عن سطح البحر.

ما هو تين السبيق؟

وتين السبيق، هو بواكير ثمار التين الأولى، وهي تطل غالبا قبل الموسم بأكثر من شهر، وتتميز بكبر حجمها، لكن لا يعول عليها تجاريا كون عددها لا يتعدى العشرات على الشجرة الواحدة، وإنما ينتظرها المواطنون ليتذوقوا بواكير الموسم، وما يفيض منه يوزع على الأهل والجيران ليشاركوهم متعة الحصول على التين في غير أوانه، لخاصية لا يعرف عنها الكثير، وهي بالتأكيد خاصية يتميز بها التين عن غيره من ثمار وفاكهة الضيف.

تعرف هذه الثمار في المتن الأعلى بالـ "سبّيق"، إلا أن مذاقها لا يتسم بحلو التين المعروف، ولكنها رغم ذلك تظل مغرية بحجمها وطعمها ومذاقها، بسبب انها تسبق موسم التين بشهر أو أكتر تبعاً لتقلبات المناخ، ولذلك تعرف بـ "السبّيق"، أي الثمار التي تسبق الموسم.

"السبيق نوع من التين يأتي قبل الموسم ولا نعول عليه كمردود مادي، لانه يأتي بكميات قليلة نقدمها للضيوف"، يقول المزارع منصور الأعور، ويضيف "هذا النوع من التين الذي ينضج قبل الموسم هو نعمة من الله خص بها التين الاخضر بشكل خاص، ولا سيما الذي يعرف بالتين العسلي، وهو يتميز بظهور نقطة من عصارته السكرية على شكل قطرة عسل في أسفل الثمرة".

الفاقوع

وقال الأعور: "المشكلة تبقى في الكميات الكبيرة من التين التي تبدأ بالتساقط بعد موسم (السبيق)، وهذا التين يكون غير ناضج ويتساقط قبل البلوغ، ويعرف بـ (الفاقوع) لأنه يحدث صوتا عند ارتطامه بالأرض، وكثيراً ما نتذمر من هذا النوع من التين فنضطر إلى جمعه ورميه بعيدا".

ويضيف الأعور: "نستمر على هذا الحال مع التين المتساقط غير الناضج إلى أن يبدأ موسم التين المعروف، فنقوم بقطف الناضج منه كل يوم، ونبيع كميات إلى الاسواق، ونجفف قسما كبيراً من التين الناضج كنوع من مؤونة الشتاء، يمكن استخدامه ايضا في صنع المربيات".