"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

يشهد العالم العديد من الظواهر المناخية غير المعهودة من قبل، وما يثير الكثير من الأسئلة، أن دولا عدة تشهد هطولات مطرية وفيضانات، كان آخرها قبل أيام في الجزائر وموسكو ومناطق عدة من الصين فضىلا عن مناطق في أفريقيا وآسيا والأميركيتين.

حتى أن هذه الظاهرة لم تكن بعيدة عن لبنان، فقبل نحو أسبوع تساقطت الأمطار ولو بنسب قليلة، حتى أن منتجعات سياحية صيفية ومقاهٍ ومطاعم مكشوفة اضطرت إلى إقفال أبوابها، ومثل هذا الأمر لم يكن يحصل من قبل في شهري حزيران (يونيو) وتموز (يوليو)، والسائد أن مثل هذا الأمر كان يواجه منتزهات الصيف في أواسط شهر أيلول، أي قبيل انقضاء فصل الصيف.

الاحتباس الحراري

وما لفت انتباهنا في هذا المجال، ما توصل إليه علماء من "معهد بوتسدام الألماني" إذ أن نتائج دراستهم بينت سبب الفيضانات وسقوط الأمطار الغزيرة في العديد من مناطق العالم في السنوات الأخيرة.

وفي مقابلة مع مجلة Nature Climate Change، قال العلماء: "نعتقد أن التغيرات التي طرأت على درجات الحرارة في السنوات الأخيرة نتيجة الاحتباس الحراري، هي السبب وراء العديد من الظواهر الطبيعية التي نشهدها مؤخرا، ولو استطعنا تقدير الآثار الناجمة عن تغير الحرارة بمقدار 1.5 أو 2 درجة مئويتين، سنتمكن من التنبؤ بالعديد من الظواهر الطبيعية مستقبلا كحركة التيارات المائية في المحيطات"، بحسب ما أشارت "روسيا اليوم" نقلا عن "لينتا رو" الروسية.

ارتفاع درجات الحرارة العالمية

وأضاف العلماء: "لقد قمنا بدراسة درجات الحرارة في الفترة ما بين 1960 و1979، وكذلك ما بين 1991 و2010، ولاحظنا أن متوسط درجة حرارة الأرض في الفترة الثانية ارتفع بمعدل نصف درجة مئوية، وهذا الارتفاع كان مصحوبا بعدد من التغيرات المناخية كمعدلات تساقط الأمطار الغزيرة في مناطق معينة".

واشاروا إلى أنه "لوحظ أن متوسط درجات الحرارة في فصل الصيف ارتفع بمقدار درجة مئوية واحدة، والشتاء أصبح أسخن بمقدار 2.5 درجة مئوية".

ووفقا للدراسات، فإن معدل التقلبات المناخية في السنوات الأخيرة فاق الحد الطبيعي، وأحد أسباب هذه التقلبات هو ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري، والغازات الناجمة عن المصانع وازدياد النشاط الصناعي.

وبحسب العلماء، "لو استمرت معدلات الحرارة بالارتفاع فسيؤثر ذلك بشكل كبير على كمية المحاصيل الزراعية ويقلل من كميات المياه العذبة على سطح الأرض".