أنور عقل ضو

يبقى العالم البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، فقد غاص بعيد في أسرار الكون، وأثبت رياضياً وعبر نظرية النسبية لآينشتاين بأن الثقوب السوداء أو النجوم المنهارة بسبب الجاذبية هي حالة تفردية في الكون، أي أنها حدث له نقطة بداية في الزمن، وهو صاجب أبحاث ودراسات في التسلسل الزمني، فضلا عن أبحاث حول العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية.

ولا نستغرب أن تخصص له بريطانية عاما كاملا للاحتفال بميلاده الـ 75 الذي حل في كانون الثاني (يناير) الماضي، ولكن بعيدا من الغوص في نظرياته العلمية، وهي مسألة شاقة ومعقدة، استوقفتنا قبل أيام عدة مواقفه حول مصير الكوكب، ومن هذه النقطة أكد قناعاته المستندة دائما إلى العلم، فرأى أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من المعركة العالمية ضد تغير المناخ، يمكن أن يضع الأرض على الطريق نحو "مدفأة زجاجية" مماثلة لتلك التي تحيط بكوكب الزهرة.

في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال هوكينغ: "إننا على مقربة من نقطة تحول سوف يكون الاحترار العالمي عندها لا رجعة فيه".

واعتبر أن "تصرف ترامب يمكن أن يزج بالأرض إلى الهاوية، لتصبح  مثل كوكب الزهرة الذي تصل حرارته إلى 250 درجة مئوية، ويمطر حامض الكبريتيك"، في رد مباشر على قرار ترامب لجهة انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس لتغير المناخ.

وكان  هوكينغ واضحا حين أكد أن تغير المناخ هو أحد الأخطار الكبيرة التي نواجهها، وهو خطر يمكننا منعه إذا تصرفنا الآن، وأنه بإنكار الدليل على تغير المناخ والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، سوف يتسبب دونالد ترمب في أضرار بيئية لكوكبنا الجميل من الممكن  تفاديها، ويعرض عالم الطبيعة للخطر بالنسبة لنا ولأبنائنا.

وذكر هوكينغ - الذي عانى من مرض "العصبون الحركي" معظم حياته - أنه لم يتوقع أبدا بلوغ سن الخامسة والسبعين، وأشار إلى أنه يعتقد أن إنجازه الأكبر هو اكتشاف أن الثقوب السوداء ليست معتمة بالكامل، وهو اكتشاف مهم "لفهم كيفية حل التناقضات بين ميكانيكا الكم والنسبية العامة".

في ما تقدم، وإن لا تجوز المقارنة، نحن أمام نقيضين، جنون ترامب وعقلانية هوكينغ، وبينهما مساحة شاسعة تماما كتلك القائمة بين المجرات والكواكب، أي بين العلم ونقيضه، إلا أنه في حالة كوكبنا فإن المسافة باتت قصيرة بين الحياة والموت!