دراسة حديثة واعدة... هل بات الشفاء من مرض السكري ممكنا؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, July 10, 2017

دراسة حديثة واعدة... هل بات الشفاء من مرض السكري ممكنا؟

غدي نيوز – سوزان أبو سعيد ضو

      

يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة، وهو يتسبب بمضاعفات خطيرة تسمى بـ "مضاعفات السكري"، خصوصا وأن هذا المرض يطاول الأوعية الدموية في شتى أنحاء الجسم، ولا نبالغ بالقول أن السكري يؤذي كافة أعضاء الجسم، فتأثيره على الأوعية الدقيقة قد يزيد من فرص الإصابة باعتلال في العيون وأعصاب الأذن وتدهور حالة الكلى، فضلا عن تلف في أعصاب الأطراف، وغيرها.

 

مرض السكري

 

       وكل هذه المضاعفات ناجمة عن انخفاض قدرة الجسم على إفراز كميات كافية من الإنسولين، أو عدم الاستفادة من الإنسولين الذي يتم إنتاجه من قبل خلايا بيتا في البنكرياس، أو كلاهما معاً، ما يمنع إدخال مادة الغلوكوز أو الغذاء إلى كافة خلايا الجسم فيتجمع في الدم ملحقا الأضرار بالأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الكِلى أو القلب أو العيون أو الجهاز العصبي،  لذلك فإن عن عدم علاج السكري بشكل صحيح يتسبب بتدمير تلك الأعضاء الحيوية وبالتدريج، ما يترك أثرا كبيرة على نوعية حياة مريض السكري، وقد تعرضه لمضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة.

       وتتمحور علاجات هذا المرض وفقا لأنواعه الثلاث، وهي النوع الأول، ويصيب الأطفال واليافعين حيث يدمر جهاز المريض المناعي خلايا بيتا المنتجة لهرمون الإنسولين في البنكرياس وعلاجه الوحيد هو حقن الإنسولين، والنوع الثاني ويشكل 90 بالمئة من حالات السكري ويحدث نتيجة عدم استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، على الرغم من استمرار البنكرياس في إفرازه، ويتم تشخيصه في معظم الحالات ما بعد عمر 45 عاماً، ويعالج بمواد تساهم في تخفيض نسب السكر في الدم، أو بعلاجات تزيد من استجابة الخلايا للإنسولين، وقد تستعمل حقن الإنسولين في بعض الحالات أما النوع الثالث فيحدث لدى الحوامل في النصف الثاني من فترة الحمل.

 

دراسة واعدة

 

تَعِد الدراسة الجديدة الصادرة عن مركز علم الصحة – جامعة تكساسThe University of Texas Health Science Center، في مدينة سان أنطونيو بشفاء من مرض السكري من النوع الأول، وقد نجح الباحثون بالفعل بعلاج شافٍ لدى حيوانات الفأر في المختبر، وسيبدأون بالتجارب في حيوانات المختبر الكبيرة، مع وضع هدف بالعمل على أن ينجح العلاج خلال ثلاث سنوات بعد تجربته سريريا لدى البشر، ما سيكلف ما يقارب 5 ملايين دولار.

وحصل الباحثان في وقت سابق البروفسور برونو دويرون Bruno Doiron والدكتور رالف ديفرونزو Ralph DeFronzo على براءة اختراع أميركية في كانون الثاني (يناير) من العام الحالي، وسيؤسسان شركة للتسويق التجاري للعلاج.

وقال المخترع المشارك البروفسور برونو دويرون Bruno Doiron: "إن هذه الدراسات ستسبقها موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية the U.S. Food & Drug Administration to المعروفة اختصارا بـ FDA على العلاج الجديد".

       وقال دويرون: "لقد عمل العلاج بشكل مثالي، فقد شفينا الفئران لمدة سنة واحدة دون أي آثار جانبية، وهذا أمر لم يسبق له مثيل، لكنه نموذج مخبري لدى الفأر، لذلك هناك حاجة إلى الحذر، لذا نتجه إلى الحيوانات الكبيرة الأقرب إلى البشر في علم وظائف الأعضاء وبالتحديد نظام الغدد الصماء، لدراسة العلاج".

 

تقنية نقل الجينات

 

       وقال أستاذ الطب ورئيس قسم مرض السكري في الجامعة والمخترع المشارك في براءة الإختراع رالف ديفرونزو Ralph DeFronzo: "إن البنكرياس لديه العديد من أنواع الخلايا الأخرى إلى جانب خلايا بيتا، ونهجنا هو تغيير عمل هذه الخلايا الأخرى بحيث تبدأ بإفراز الأنسولين، ولكن فقط استجابة لنسب السكر في الدم، وهو أمر مماثل لما تقوم به خلايا بيتا أساسا"، وأضاف: "يتم إنتاج هرمون الإنسولين فقط من قبل خلايا بيتا، وفي مرض السكري من النوع الأول، يتم تدمير خلايا بيتا من قبل الجهاز المناعي للشخص المصاب، وفي مرض السكري من النوع الثاني، تفشل خلايا بيتا، ما يؤدي إلى انخفاض هرمون الانسولين، وفي الوقت نفسه، فإن جسم مريض السكري من النوع الثاني لا يستخدم الأنسولين بكفاءة".

وقال ديفرونزو: "يتم العلاج عبر تقنية تسمى نقل الجينات، ويستخدم فيروس معين كناقل للجينات، ويعمل على نقل جينات مختارة في البنكرياس، وهذه الجينات تصبح متكاملة مع خلايا تفرز الانزيمات الهضمية وأنواع خلايا أخرى تتواجد في البنكرياس لتصبح قادرة على إنتاج الانسولين وكأنها خلايا بيتا".

وأضاف: "إن تقنية نقل الجينات باستخدام ناقلات فيروسية تمت الموافقة عليه حوالي 50 مرة من قبل ادارة الغذاء والدواء الاميركية FDA لعلاج الأمراض المختلفة، وبالفعل فقد ثبتت نجاعتها في علاج بعض أمراض الأطفال النادرة، وتضمن عمليات التصنيع الجيدة بعد هذا التأكد من سلامة هذه العلاجات".

وأشار ديفرونزو إلى أنه "خلافا لخلايا بيتا، والتي يرفضها الجسم في مرض السكري من النوع الأول، فخلايا البنكرياس الأخرى تتعايش مع الدفاعات المناعية للجسم".

 

مراقبة السكر ثانية... ثانية

 

العلاج ينظم بدقة نسبة السكر في دم الفئران، ويمكن أن يكون هذا تقدما كبيرا على العلاج بالأنسولين التقليدي، وبعض أدوية السكري التي تخفض نسبة السكر في الدم إلى درجة كبيرة وخطرة إن لم يتم متابعتها عن كثب.

وقال الدكتور دويرون: "المشكلة الرئيسية التي تواجهنا في مجال مرض السكري من النوع الأول هي نقص وانخفاض السكر في الدم ما يؤدي إلى حالات خطرة"، وأضاف: "إن عملية نقل الجينات التي نقترحها لافت للانتباه، لأن الخلايا المعدلة تتطابق مع خصائص خلايا بيتا، فلا تطلق الإنسولين إلا استجابة لنسب الجلوكوز في الدم".

وقال الدكتور دويرون: "لا يعاني المريض من أعراض مرض السكري حتى يفقد ما لا يقل عن 80 في المئة من خلايا بيتا"، وأضاف "لا نحتاج الى إعادة كل وظائف صنع الانسولين لخلايا بيتا، فاستعادة 20 بالمئة فقط من هذه القدرة كافية لعلاج السكري من النوع الأول".

ويأمل الباحثون أيضا أن يساعد هذا العلاج مرضى السكري من النوع الثاني المعتمد على حقن الإنسولين والتخلي عنها. 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن