مشروع بينغو الأوروبي... لمواجهة تأثير التغير المناخي على المياه

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, July 10, 2017

مشروع بينغو الأوروبي... لمواجهة تأثير التغير المناخي على المياه

"غدي نيوز" – يارا المغربي

 

تعتبر أوروبا، أو "القارة العجوز" مثلها مثل سائر أنحاء الكرة الارضية، لجهة ما تواجه من تحديات في مواجهة ظاهرة الاحترار العالمي، وهي خطت حتى الآن خطوات مهمة في سعيها لمواجهة تأثير التغير المناخي، ولا سيما لجهة مخاطر كالجفاف والفيضانات تهدد مناطق عدة، وكان آخرها ما تعرضت له باريس يوم أمس 10 تموز (يوليو) من هطول أمطار وسيول لم تشهد لها مثيلا في هذا الوقت من السنة، فضلا عن ظواهر كثيرة، إذ بدأنا منذ سنوات عدة نشهد مناخا متطرفا، كما هو الحال في باقي أنحاء العالم.

هذه المشكلة طرحها الصحافي دونيس لوكتيه في موقع "يورونيوز" Euro News على شكل سؤال: ماذا ينتظرنا وكيف سنتعامل مع تغير المناخ؟

 

الجفاف في نيقوسيا

 

يقول لوكتيه: "يحاولون الباحثون في مدينة نيقوسيا في قبرص، ايجاد الاجوبة، فالامطار لم تعد تحول مجرى النهر الجاف في هذه المدينة الى نهر حقيقي، كما كان في السابق"، وهذا أمر ادى لتسارع تآكل التربة وزيادة الرواسب، وفي السابق بُنيَ سد لابطاء جريان المياه وتخزينها، لكن العقبة ما تزال في تزايد الرواسب.

الباحثة في علم الماء وإدارتها من "معهد قبرص" أدريانا بروغيمان قالت لـ Euro News إن "الناس الذين يعيشون هنا يعتمدون على المياه الجوفية من أجل تلبية احتاجاتهم اليومية والري. مع التغير المناخي، سنحصل على كمية أقل من المياه المتدفقة، لذا نريد ان نعرف كمية المياه التي يمكن تخزينها هنا".

في هذا البلد الجاف نسبياً، ستتبخر المياه أكثر فأكثر قبل أن تصل الى الطبقات الصخرية الجوفية، لذا اخذ الباحثون عينات من التربة لمعرفة مدى سرعة مرور المياه عبر هذه الطبقة من الرواسب المتزايدة في الكثافة.

وشرح كورادو كاميرا، وهو باحث آخر في علم المياه وطبقات الارض من "معهد قبرص" أيضا عمل فريقه "داخل هذا الانبوب، لدينا كمية من التربة سنقوم بتجفيف هذه العينة، ووزنها، وهذا ما سيحدد كثافة التربة".

للتعرف أكثر على تدفق المياه وحركتها، اتخذ الباحثون تدابير اخرى، فكانت الاشجار احدى محاور الدراسة والابحاث، ذلك أن الاشجار تمتص جذورها المياه الجوفية، اما قممها فتلتقط مياه الامطار فتتبخر قبل وصولها الى الارض. هذه العملية تعرف بـ "النَتْح" او خروج الماء من الثغور التنفسية للنباتات على هيئة بخار.

الدراسات التي تجري في قبرص تسمح بتأقلم الزراعة المحلية مع وفرة المياه، على سبيل المثال، عبر اقتراح محاصيل تتناسب مع وفرة المياه. فهذا جزء من مشروع أوروبي كبير يهدف لدراسة تأثر المياه بالتغير المناخي.

 

الفيضانات في ألمانيا

 

وفي منطقة مولهيم في المانيا، ثمة مليون شخص يعتمدون على نظام لتخزين المياه ويجب ان يبقى متوازناً، فيما الامطار الصيفية القوية تزيد من مخاطر الفيضانات، ولفهم تغيرات حركة المياه يستخدم الباحثون بيانات الارصاد الجوية مع قياس تدفق المياه على سطح وفي باطن الارض.

مارك شيبل، باحث في الموارد المائية وادارة مخاطر الفيضانات من شركة المياه "ووبرفرباند" تحدث عن أهمية هطول الامطار في موسمها "نشهد تحولاً بموسم الامطار: اليوم الامطار اقل خلال الشتاء، فهي تهطل عادة في الشهرين الاولين من العام كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، اليوم تأتي في وقت لاحق في آذار (مارس) مثلاً. والفيضانات أكثر في فصل الصيف، هذا يعني ان المياه ليست متوفرة في الوقت المناسب، أي حين نحتاج اليها. لذلك إما مياه الشرب ليست كافية واما هناك الكثير منها في حال الفيضانات".

مشروع بينغو الاوروبي هو مشروع القائم على اختبارات في ست بلدان يهدف لمعرفة خلال السنوات العشر المقبلة، ما هو تأثير التغير المناخي على الانظمة المائية، والقطاعات الاقتصادية في اوروبا، خصوصا القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية.

منسقة مشروع بينغو رافائيلا ماتوس، هي باحثة في علم السوائل المتحركة والبيئة في المختبر الوطني البرتغالي للهندسة المدنية، تحدثت عن الاهداف المنشودة "هذا البحث يساعدنا على توقع تأثير التغير المناخي على بيئتنا، سواء في ما يتعلق بمناطق الفيضانات او المناطق المعرضة للجفاف. وأن نرد وفق حلول كايجاد بنى تحتية مناسبة مع ما يستلزم من تغيير في السلوك البيئي للناس".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن