أزمة الأغذية العالمية... هل هي قائمة فعلا؟

Ghadi news

Wednesday, October 17, 2012

"غدي نيوز"

  بدون مياه، لا يمكن أن تنمو الحبوب، ولا يستطيع الناس نتيجة لذلك أن يأكلوا. ولا يوجد هذا العام ما يكفي من تلك الحبوب.
فقد شهدت الولايات المتحدة أسوأ جفاف تتعرض له منذ أكثر من 50 عاما، وتُركت مساحات شاسعة من روسيا عطشى بسبب نقص الأمطار، وهبت على الهند رياح موسمية جافة، بينما جاء هطول الأمطار في جنوب أميركا أوائل العام أقل من المتوقع.
ونتيجة لذلك، تضرر معظم محصول الحبوب، وأدى هذا إلى عودة أسعار بعض الحبوب المخزونة إلى ما كانت عليه قبل أربع سنوات، حينما أثار ارتفاع الأسعار الاحتجاجات والشغب في 12 بلدا في أنحاء العالم، ودعت الأمم المتحدة وقتها إلى قمة دولية لبحث أزمة أسعار الأغذية.
وأثارت قلة الأمطار هذا العام المخاوف من تعرض العالم بوتيرة سريعة إلى أزمة جديدة بشأن الأسعار.
وكان التركيز على إنتاج الولايات المتحدة من الذرة، الذي قضي عليه جميعه في معظم الأقاليم.
وانخفض مخزون الولايات المتحدة من الذرة إلى نسبة 6 في المئة من الاستهلاك السنوي، وهذا أقل من النسبة المعتادة، وهي 25 في المئة التي تعد حدا مناسبا.
وانخفض كذلك إنتاج فول الصويا، في الوقت الذي تدنى فيه إنتاج القمح في آسيا إلى أكثر من 50 في المئة في بعض البلدان.

لا خوف

وبالرغم من ذلك يتفق معظم الخبراء على أن الوضع ليس بالسوء الذي كان عليه قبل أربع سنوات، ولا حتى كما كان قبل عامين، عندما أصاب الجفاف إنتاج الأغذية فارتفعت الأسعار إلى أرقام قياسية.
وتقاس الأسعار عادة مقابل التوقعات، ولم تكن المحصولات المنتجة بالقدر السيء الذي خشيه كثيرون. والمهم هنا أن المخزون في حالة جيدة، والأهم هو أن المنتجين الرئيسيين، خاصة روسيا، لم يفرضوا بعد حظرا على التصدير قد يساعد في رفع الأسعار.
وأصبح العالم الآن معتمدا في الحبوب على دول الكومنولث المستقلة، التي تضم أكبر منتجي القمح في العالم، ومن بينهم روسيا، وكازاخستان، وأوكرانيا.
ويقول بعض الخبراء إن كبار المنتجين يحترمون عقود التصدير بالرغم من الجفاف. وإن الحكومات لا تطبق أي إجراءات صارمة، إذ إن العرض ليس سيئا، والمخزون أيضا ليس بهذا السوء.
وطبقا لما يقوله خبراء منظمة الأغذية والزراعة الدولية، فلا يوجد نقص في محصول الأرز، ومخزون القمح في وضع جيد، بل إنه أعلى مما كان عليه في عام 2007. كما كان إنتاج السكر في البرازيل أفضل من المتوقع، ونعمت الصين بموسم جيد كذلك.
كما أن هناك ضغطا أقل على الأسعار فيما يتعلق باستخدام بعض الحبوب في الطاقة الحيوية، التي كانت عاملا مؤثرا في ارتفاع الأسعار في عام 2008، حينما أدت زيادة أسعار النفط إلى البحث عن وقود بديل.
فالذرة والسكر - على سبيل المثال - يستخدمان بكثافة كوقود حيوي. ففي الولايات المتحدة يستخدم نحو 40 في المئة من محصول الذرة في صنع الإيثانول.
والآن ليست أسعار النفط بهذا الارتفاع الذي كان في عام 2008، كما أن الأمم المتحدة تقول إن عددا أقل الآن من الحبوب يوجه إلى إنتاج الوقود الحيوي. ولذلك فإن الخوف بشأن أزمة محتملة في أسعار الأغذية يبدو أنه أمر مبالغ فيه.
يقول مارك سادلر، الاقتصادي في البنك الدولي "هناك شعور عام في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة، بأننا لا نواجه الوضع نفسه الذي واجهناه في عام 2008".
وعلى الرغم من ذلك، فلا تزال أسعار الأغذية مرتفعة، ولا تزال العوامل المؤثرة في ذلك موجودة.
فالنمو السكاني، وسرعة تنامي الطبقات الوسطى في دول العالم النامي، تؤدي إلى زيادة الطلب على الحبوب ذات النسب العالية من البروتين، بينما يؤدي ارتفاع أسعار الوقود إلى زيادة أسعار العرض، ولذلك فإن الأسعار المرتفعة للأغذية ستظل معنا لفترة.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن