"غدي نيوز" – مروة هلال

هل ثمة حياة خارج مجموعتنا الشمسية؟ سؤال ما يزال يؤرق العلماء والمهتمين بالظواهر الطبيعية الخارقة، وحتى أولئك الذين يؤمنون ويروجون لمقولة أننا لسنا وحيدين في هذا الكون، وأن هناك مظاهر لحياة في مجرات تبعد عنا آلاف وملايين السنوات الضوئية، وأن ثمة كائنات وحضارات مرت على كوكبنا في حقبات تاريخية قديمة، قبل أن تغادر وتتوارى دون أن يقدموا أي سند علمي.

في هذا السياق، قال بعض علماء الفلك المشاركين في البحث عن عوالم صالحة للحياة خارج نظامنا الشمسي، إنهم تلقوا "إشارات غريبة" صادرة عن نجم يقع على بعد 11 سنة ضوئية.

ووفقا لما نشره موقع "روسيا اليوم"، لاحظ علماء من مرصد Arecibo Observatory في بيرو، يدرسون النجوم الحمراء القزمة على أمل إيجاد كواكب تدور حولها، إشارات راديو غامضة منبعثة من نجم اسمه "روس 128" Ross 128، يوم 12 أيار (مايو) الماضي 2017.

العديد من التساؤلات

وأدى هذا الأمر إلى طرح سؤال يقول: هل يمكن لهذه الإشارات الراديوية أن تكون علامات على الحياة خارج كوكب الأرض؟

وبهذا الصدد، قال الأستاذ في "جامعة بورتوريكو" University of Puerto Rico وعالم الأحياء الفلكية ومدير مختبر Planetary Habitability أبيل منديز Abel Mendez إنه لا يعتقد ذلك.

وقال منديز - بحسب "موقع C net" العلمي - أنها "نبضات شبه استقطاب شبه دورية عريضة النطاق ذات خصائص تشتت قوية جدا".

في مقالة نشرت في هذا الأسبوع، أشار إلى أنه يمكن أن يكون سببها مشاعل شمسية من نجم "روس 128" Ross 128، عن طريق شيء آخر في مجال الرؤية، أو عن طريق قمر صناعي عالي المدار.

وأضاف موضحا: "في حال ما إذا كنتم تتساءلون عن هذا الأمر، فإن فرضية الكائنات الفضائية المتكررة، تكمن في جوهر العديد من التفسيرات الأخرى التي تعد أكثر وضوحا".

ومع ذلك، فإن مصدر الإشارات الغريبة لا يزال يثير العديد من التساؤلات لدى الباحثين، حيث تشير إحدى النظريات إلى أن الانفجارات القوية على سطح نجم قريب، أدت إلى صدور هذه الإشارات.

فريدة من نوعها

كما توجد نظرية أخرى، تقول إن الإشارات تأتي من كائن آخر في مجال رؤية النجم Ross 128. ومع ذلك، يقول منديز: "لا يوجد العديد من الأشياء القريبة في مجال رؤية Ross 128".

ويمكن أن تكون الإشارات الغامضة قادمة من شيء ما أقرب بكثير، بما في ذلك مدار قمر اصطناعي مرتفع، يمر عبر مجال التلسكوب.

وقال منديز: "لم نر قط أن الأقمار الاصطناعية تُصدر إشارات نارية مثل هذه". وأيا كانت الإشارات، فهي ليست عبارة عن تداخلات لترددات الراديو المحلية، كما أنها فريدة من نوعها.

وتبين بالفعل أن النجم القزم لديه كواكب تدور حول المنطقة الصالحة للحياة، كما هو الحال مع ترابست-1، المكتشف حديثا.

الجدير بالذكر، أن منديز وفريقه ينتظرون مراقبة Ross 128 اليوم الأحد 16 تموز (يوليو)، ويحبس العلماء أنفاسهم، وينتظرون بفارغ الصبر لمعرفة ما قد يتوصلون إليه في هذا المجال.