البيئة نهج حياة

Ghadi news

Tuesday, July 18, 2017

البيئة نهج حياة

فادي غانم*

 

في تسعينيات القرن الماضي بادرنا مجموعة من الشباب إلى تأسيس وإطلاق "جمعية غدي" البيئية، كنا يومها - ولا نزال - محكومين بتساؤلات وهواجس كثيرة، ففي تلك الفترة كانت البيئة حديث صالونات وموضة، باستثناء عدد قليل من الجمعيات الزميلة من بين مئات الجمعيات، بعضها لم نسمع عنها إلا عبر الجريدة الرسمية يوم حصولها على علم وخبر من الجهات الرسمية المعنية.

في تلك الفترة واجهنا التعديات على الأحراج، وثقنا جرائم بيئية لا تحصى من المرامل والكسارات إلى تلوث الهواء، واكبنا عبر لجان متخصصة في الجمعية أمراضا، ومنها على سبيل المثال "انفلونزا الطيور"، وأصدرنا تعاميم تزامنا مع وزارة الصحة تضمنت معلومات عن هذه الأمراض، وسبل مواجهتها وعلاجها، نظمنا ندوات، وأقمنا حملات وحواجز محبة وزعنا خلالها على المواطنين بيانات تضمنت إرشادات تتعلق بكل ما له صلة بالبيئة والصحة وأمور اجتماعية وتربوية.

أطلقنا حملات تشجير في مختلف المناطق اللبنانية، وبعد إنشاء مشتلنا الزراعي في بلدة بمكين – قضاء عاليه، وهو أول مشتل زراعي تربوي في لبنان والمنطقة، رفدنا العديد من المدارس والجمعيات بالأغراس، ودربنا كوادر للإشراف على الشتول ورعايتها، وكان هدفنا إعادة تشجير مساحات واسعة من الأحراج التهمتها الحرائق.

لم يقتصر عملنا على لبنان وحسب، وإنما وقعنا اتفاقيات تعاون مع وزارة البيئة في الأردن، وأطلقنا حملات تشجير في عمان والعديد من المدن الأردنية، في خطوة مستمرة والهدف منها تعميم زراعة الصنوبر اللبناني في هذا البلد الشقيق، ويمكن لمن يزور الأردن أن يرى بأم العين مشاريع "حدائق الصنوبر اللبناني".

لسنا في وارد عرض إنجازات الجمعية، ولكن ثمة ضرورة لإعادة الحيوية إلى مؤسسات المجتمع الأهلي، والجمعيات البيئية بشكل خاص، على قاعدة أن يكون ثمة تكامل بيننا وبين وزارة البيئة في سائر الملفات العالقة.

ومن جهتنا، سنكون كـ "جمعية غدي" حاضرين في ميادين العمل، في قلب المعاناة، متكئين على إرثٍ من النضال البيئي والاجتماعي، لنطل، وبقوة إلى رحاب الحاضر والمستقبل، ونعرف أن ثمة مهاما كبيرة تنتظرنا، ولنا ملء الثقة أنكم من الداعمين للجمعية، وهذا عهدنا بكم دائما.

وفي هذا السياق، لقد تأكد لنا بالتجربة، أنه لا بد من تغيير بعض المفاهيم، لجهة عدم تحميل وزارة البيئة خصوصا والدولة بشكل عام تبعات الكثير من المشاكل البيئية، لأن ثمة دورا للقطاع الأهلي والبلديات والمؤسسات والأفراد، فالبيئة هي نهج حياة، فالكل معني والكل مسؤول.

 

رئيس "جمعية غدي"

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن