"غدي نيوز" – مروة هلال
في خطوة قد تشكل حلا لمشكلة الغذاء في العالم خلال السنوات والعقود المقبلة، مع زبادة عدد السكان وتراجع الأراضي الزراعية وتناقص مخزون الثروة السمكية في البحار والمحيطات، تمكن العلماء من التوصل إلى ابتكار يساهم في إعداد وجبات البروتين الأساسية باستخدام ثاني أوكسيد الكربون والكهرباء، وهم يأملون استخدام الغذاء المبتكر الغني بالبروتين، على متن الرحلات الفضائية يوما ما، أو للتخفيف من المجاعة في المناطق الأكثر فقرا في العالم.
كما "يمكن أيضا استخدام البودرة المصنعة باستخدام طاقة الألواح الشمسية، وثاني أوكسيد الكربون الموجود في الهواء، لتغذية الماشية بهدف الحفاظ على الأراضي الزراعية"، هذا ما خلص إليه تقرير نشره موقع صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية.
مكملات الميكروب
وقام الباحثون بتصنيع المادة الغذائية في المختبرات العلمية الخاصة، باستخدام ما يعرف بـ "مفاعلات البروتين"، حيث أضافوا الماء وثاني أوكسيد الكربون والميكروبات، إلى مفاعل حيوي صغير.
وبعد هذه الخطوة، خضعت المكونات للتحليل الكهربائي، وهي العملية التي يتم فيها تفكيك المواد المعقدة باستخدام الكهرباء، وأتاحت هذه العملية للباحثين إمكانية جمع كمية صغيرة من المواد الصلبة، التي تتميز بخصائص غذائية تتطابق مع الغذاء الأساسي، وفقا للمصدر عينه.
ويمكن للمفاعلات إنتاج ملعقة من البروتينات في غضون أسبوعين، باستخدام الطاقة الشمسية فقط، وبعض مكملات الميكروب.
وقال الباحث الرئيسي، جوها-بيكا بيتكانن Juha-Pekka Pitkänen، في "مركز البحوث التقنية" Technical Research Centre في فنلندا: "إن جميع المواد الخام متاحة في الهواء، ويمكن نقل التكنولوجيا في المستقبل، إلى الصحاري وغيرها من المناطق التي تواجه مشكلة المجاعة".
وأضاف بيتكانن: "ويعد المفاعل المنزلي أحد البدائل الممكنة، وهو نوع من الأجهزة المنزلية التي يمكن استخدامها من قبل المستهلك، لإنتاج البروتين اللازم".
ويمكن استخدام البروتين المصنع كبديل للأعلاف، وبالتالي استغلال الأراضي لأغراض أخرى، مثل زراعة الغابات.
تجنب الآثار البيئية
وقال الباحث المشارك البروفسور جيرو أهولا Jero Ahola، من جامعة Lappeenranta للتكنولوجيا: "إن أسلوب الإنتاج الذي يجري تطويره حاليا، لا يتطلب موقعا خاصا تتوافر فيه ظروف الزراعة المطلوبة، مثل درجة الحرارة أو الرطوبة المناسبة، أو نوع معين من التربة".
واستطرد قائلا: "لا تتطلب هذه الطريقة أي مواد مكافحة للآفات، كما تتيح لنا تجنب الآثار البيئية، مثل جريان المياه أو إطلاق الغازات الدفيئة".
وتجدر الإشارة، إلى أن عملية إنشاء الغذاء من الكهرباء، قد تكون أكثر كفاءة بنحو 10 أضعاف، مقارنة بالأساليب التقليدية.
ويستغرق إنتاج غرام واحد من البروتين حاليا، حوالي أسبوعين، وذلك باستخدام معدات المختبرات التي تكون بحجم فنجان القهوة.
ويتوقع العلماء - وفقا لـ "روسيا الآن" - أن إنتاج كميات كبيرة من الغذاء المكون من 50 بالمئة من البروتين و25 بالمئة من الكربوهيدرات، بالإضافة إلى الدهون والأحماض النووية، يمكن أن يستغرق عقدا من الزمن.