"جمعية غدي" تتفقد ملجأ الحيوانات الضالة في الزهراني

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, August 10, 2017

دعم مثل هذه المبادرات... هو واجب إنساني وأخلاقي
حسين حمزة: التحدي الكبير سيبدأ مع موسم الشتاء

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

      

       تفقد وفد من "جمعية غدي" الملجأ المستحدث للحيوانات الضالة في منطقة الزهراني في محافظة الجنوب، واطلع على الإجراءات الميدانية لاحتضان وإنقاذ الكلاب والقطط الضالة، ولا سيما تلك التي تعرضت للتعذيب والتعنيف، خصوصا وأن هذا الموقع بات ملاذا لهذه الكائنات التي تخلى عنها أصحابها، وما زال إلى الآن يستقبل العشرات منها، ولا سيما الكلاب الضالة في القرى والبلدات والأحياء السكنية، ليس في الجنوب وحسب، وإنما من مختلف المناطق اللبنانية.

       وجاءت زيارة وفد "غدي" بعد أن كثرت في الآونة الأخيرة عمليات تسميم هذه الحيوانات من قبل بعض المجالس البلدية ومواطنين، أو قتلها بإطلاق النار عليها، ما أثار موجة استياء واستنكار رفضاً لهذه الممارسات اللاإنسانية المرفوضة بالقانون والأعراف الدينية والثقافية.

وكنا قد نشرنا في موقعنا "غدي نيوز" ghadinews.net، تحقيقا عن معاناة أكثر من 100 كلب كانوا على وشك الموت جوعا وعطشا في منطقة الزهراني، بعد توقيف صاحبة الملجأ لأجل غير معروف، حتى بادر الناشط في مجال الرفق بالحيوان حسين حمزة، مع جمعيات وأفراد في مجال الرفق بالحيوان إلى إنقاذ معظمها.

 

حمزة: كيف سيرحمنا الله؟

 

وأطلع حمزة "جمعية غدي" على الخطوات التي تم اتخاذها في هذا المجال، خصوصا لجهة تأمين مأوى صيفي مؤقت، وقال: "إن من يرحم الحيوان يرحم الإنسان، ويستحق بالتالي رحمة الله عز وجل، من خلال العطف على هذه الكائنات الضعيفة" التي تجد لديه الملاذ والغذاء والدواء.

لحظة وصولك إلى منطقة الزهراني، تستقبلك كلاب من كل الأشكال والألوان وبعضها في حالة يرثى لها، فمنها من عانى من الجوع والعطش حتى بدت عظامه نافرة وبالكاد قادر على التحرك، وهذه من "الحالات الأقل إيلاما" وفقا لحمزة "مقارنة مع تلك التي تم ربطها بسلاسل معدنية أدمت جلدها ولحمها، وتلك التي أطلق عليها الرصاص، أما الحالة الأكثر تأثيرا، فهي لكلب تم رمي كمية من الأسيد على رأسه، فلا ندري كيف سيرحمنا الله إن لم نرحم خلقه".

وأضاف حمزة: "أتمنى أن يواصل الناشطون المساعدة، فمثلا أضطر لشراء المياه لتعبئة الخزانات التي ابتعتها لغرض اطفاء عطش الحيوانات، فضلا عن شراء الطعام الجاف وبقايا اللحوم والدجاج من المسالخ لإطعام الكلاب الموجودة والتي يرميها أصحابها هنا، أو تلجأ للمكان من تلقاء نفسها، وهناك أشخاص يهددون بقتل كلابهم إن لم آخذها، ولا يمكنني أن أتفهم هذه الجرأة في تحدي الخالق، وأنتهي بأخذ الكلب".

وأردف: "قد يلومني بعض الناشطين لأني أتخلى عن بعض الكلاب للتبني أو لا أتابعها بعد التبني، أو لا أبادر لإنقاذ كلاب من العاصمة والمناطق، ولكني فرد وحيد أعمل كل هذا، ولدي عملي الخاص الذي يساعدني على الإستمرار في ما أقوم به، كما أني مسؤول عن أم مقعدة، ولدي الكثير من المسؤوليات والمهام، وحاليا يقتصر عملي على الجنوب، ويا ليتني أستطيع مساعدة بقية الحالات".

وقال حمزة: "تمكنا مع الناشطين من حماية الكلاب الضالة، وبالإمكانيات المتاحة من وضع القش والقماش والبلاستيك للحيلولة دون تعرضها لأشعة الشمس، ولكن التحدي الكبير سيبدأ مع موسم الشتاء القادم، وأحاول استباق الأمور قبل أن يأتي الموسم وتعاني الكلاب، وقد تواصلت بالفعل مع هيئة الأمم المتحدة لتبني بعض هذه الكلاب وجلب حجارة باطون بغرض تشييد ملجأ دائم، ولا يمكنني إلا أن أشكر بلدية الغازية ممثلة بشخص رئيس بلديتها محمد سميح غدار وقد ساعدني بالنسبة لقطعة الأرض وأمور عديدة أخرى".

 

جمعية غدي

 

وبالمناسبة، أصدرت "جمعية غدي" بيانا أشارت فيه إلى أن "ما حصل في الأشهر القليلة الماضية من قتل وتعذيب لهذه الحيوانات كان صادما، فمثل هذه الممارسات تسيء لسمعة لبنان أولا وأخيرا"، ولفت إلى أن "هناك العديد من الجمعيات التي تعنى بالحيوانات الأليفة ولكنها غير قادرة على استيعابها".

ونوه بيان الجمعية "ببعض المبادرات الفردية ولا سيما منها مبادرة الناشط حسين حمزة الذي يتولى رعاية أكثر من 150 من الكلاب الضالة، ويؤمن ليس غذاءها وعلاجها فحسب، وإنما يقوم بإخصائها للحد من تكاثرها، ويعرضها للتبني بعد أن تشفى وتبرأ"، وأكد أن "دعم هذه المبادرات هو واجب إنساني وأخلاقي"، وحث "كل من هو قادر على دعم مثل هذه المبادرات".

 

مساعدات عينية

 

       وكمبادرة متواضعة، قدم وفد الجمعية مساعدات عينية لحمزة، عبارة عن أوعية بلاستيكية بأحجام مختلفة مخصصة لوضع المياه والطعام للكلاب، فضلا عن أكياس عدة من الطعام الجاهز، في بادرة رمزية الهدف منها حث القادرين على الدعم برفد الملجأ المستحدث بما يؤمن ديمومة عمله والقيام بواجبه حيال هذه الكائنات، وتشجيعا لهذه المبادرات الفردية الإنسانية تتعلق بأنواع عدة من الحيوانات وليس الأليفة فحسب، التي يقوم بها أفراد بمعزل عن جمعيات وفي أنحاء عدة من لبنان.

للتواصل ومساعدة الناشط حسين حمزة على الرقم 78872507

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن