فضائح قطاع السيارات وتأثيرها على البيئة... تلاحق الاقتصاد الألماني

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, August 19, 2017

فضائح قطاع السيارات وتأثيرها على البيئة... تلاحق الاقتصاد الألماني

"غدي نيوز" إعداد قسم العلوم والتكنولوجيا

 

لا تزال فضيحة تلاعب العملاق الألماني "فولكس فاغن" بنتائج تقييم أداء عوادم سيارات الديزل تتردد أصداؤها حول العالم، ويتسع معها الحديث عن آثارها الإقتصادية العميقة على البلاد، بالرغم من مرور أكثر من عامين على الكشف عنها.

ونشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مؤخراً تقريرا تحدثت فيه عن "تهديدات" تلاحق الاقتصاد الألماني بسبب الفضيحة، لا سيما وأن صناعة السيارات تمثل حجر الزاوية للاقتصاد الألماني.

وبحسب المجلة، فإن ألمانيا اكتسبت مكانتها الدولية من قوتها الاقتصادية، لا سيما قوة شركات صناعة السيارات، فقد انخفض معدل البطالة في البلاد من 7.4  إلى3.8  بالمئة منذ عام 2010، وشهدت أجور الطبقة المتوسطة زيادات ملحوظة في تلك الفترة.

ويرجع ذلك التقدم، في قدر كبير منه، إلى النتائج الكبيرة التي حققتها شركات مثل "دايملر" المصنعة لمرسيدس و"بي ام دبليو" و"فولكس فاغن".

وقد ساهمت تلك الشركات، بشكل كبير، في صياغة هوية البلاد لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، التي تبنت شعار "صنع في ألمانيا" وجعلت منه ذا قيمة مرموقة.

 

أزمة وجودیة

 

لكن الهندسة والموثوقية الأخلاقية لصناعة السيارات الألمانية، ومن ثم صلابة الاقتصاد الألماني بكامله باتت محل شك اليوم، بحسب المجلة الأميركية، فسواء في الداخل أو الخارج يتساءل المستهلكون إن كانوا لا يزالون يثقون بالمنتجات ألمانية الصنع، وهو ما يشكل "أزمة وجودیة" بالنسبة إلى ألمانيا.

وعندما تم الكشف عن تلاعب "منهجي" من "فولكس فاغن" في اختبارات انبعاثات عادم الديزل في أيلول (سبتمبر) 2015، التي أثّرت على 11.5 مليون سيارة من منتجاتها، وصفت ردود الأفعال بالـ"تسونامي".

فالشركة هي الأكبر في البلاد، وقد بلغت مبيعاتها عام 2014 نحو 200 مليار يورو، أي ما يعادل ثلثي الميزانية الاتحادية.

وعقب تفجر الفضيحة، دفعت الشركة ثمنا باهظا في الولايات المتحدة، حيث تكبدت مستحقات المحاكم والغرامات وقدرت بأكثر من 21 مليار دولار.

 

تلوث الهواء

 

إلا أن الفضيحة لم تكن سوى البداية لما هو أكبر، ففي 22 تموز (يوليو) الماضي، ذكر تقرير لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، أن "فولكس فاغن" و"بي إم دبليو" و"دايملر" و"أودي" و"بورش"، شكّلت "واحدة من أكبر الكارتلات (الاتحادات الصناعية) في التاريخ الصناعي الألماني.

ويعود تاريخ ذلك الاتحاد للعلامات التجارية الخمس الكبار إلى عام 2006، بحسب المجلة، إذ يمتلك أكثر من 60 فريقا عاملا وعقد أكثر من ألف اجتماع منذ تأسيسه لتبادل المعلومات والضغط على الموردين، والموافقة على المواصفات الفنية للمكونات الرئيسية المستخدمة في النماذج الحالية والمستقبلية.

وبحسب "دير شبيغل" أيضا، فإن الشركات الخمس كانت تناقش باستمرار مسألة انبعاثات الديزل، ما يرجح وجود "نية مبيتة لانتهاك القانون البيئي القائم" من قبلها مجتمعة.

وفي أيلول (سبتمبر) 2015، اعترفت الشركات ببيع نحو 11 مليون سيارة من إنتاج "فولكس فاغن" و"أودي" و"بورش" تعمل بمحركات ديزل سعة ليترين و3 ليترات، مزودة ببرنامج كمبيوتر يخفض كميات العادم المنبعث منها أثناء الاختبارات مقارنة بالكميات المنبعثة أثناء السير في ظروف التشغيل الطبيعية.

يضاعف ضرر الفضيحة على الاقتصاد الألماني تركيز العالم بشكل كبير على جهود الحفاظ على البيئة ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، الأمر الذي يزيد من الشكوك في صدقية برلين، التي لطالما تغنَّت باهتمامها بالتقنية الحديثة النظيفة.

يذكر أنّ وكالة حماية البيئة الأميركية، أعلنت في 18 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، تسبب الشركات الألمانية بتلوث الهواء 40 ضعفا من المعدل، بسبب نتائج اختبار الانبعاثات المضللة.

 

مشكلة برلين تتفاقم

 

وعقب الفضيحة، أنهت شركة "فولكس فاغن" عمل 10 من كبار مسؤوليها، كما استقال رئيس مجلس إدارة الشركة "مارتن وينتركورن"، وفق ما ذكر موقع "دايلي صباح" dailysabah التركي.

وتقول "فورين بوليسي" إن مشكلة برلين تتفاقم في ظل متغيرات دولية، فمع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، وتبنيه شعار "أميركا أولًا"، الذي يسعى من خلاله، وبقوة، إعادة الزخم للصناعة الوطنية الأميركية، إلى جانب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن "النظام السياسي والاقتصادي الذي يفضل ألمانيا كدولة تصديرية أصبح مهددا".

كما تؤثر تلك التطورات في البلدين على صادرات السيارات الألمانية إليهما إذ يعدان من أكبر الأسواق أو ربما أكبر سوقين لها، علاوة على تحفيزها دولا أخرى لاتخاذ مسارات حماية مشابهة.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل نفسها قالت، خلال كلمة افتتاحية لحملتها لانتخابات المستشارية المقبلة: "إن أجزاء كبيرة من صناعة السيارات قد أثرت على الثقة بشكل لا يصدق"، مطالبة شركات السيارات بـ"تطهير أعمالها وبشكل سريع"، ما عكس قدرا كبيرا من القلق على مسيرتها في قيادة البلاد منذ 12 عاما.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن