إلى وزير الإعلام... الدلافين "مش للتسلية"!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, August 22, 2017

إلى وزير الإعلام... الدلافين "مش للتسلية"!

"غدي نيوز"

 

أنور عقل ضو -

 

أعلن وزير السياحة أواديس كيدانيان في الثامن من آب (أغسطس) الجاري "رفض الوزارة لعروض الدلافين، وأي نشاط آخر قائم على استخدام الحيوانات المعرضة للانقراض في مجال الترفيه ولأهداف تجارية"، وفوجئنا اليوم بإعلان عممته الجهة المنظمة Cirque Du Liban، جاء فيه أنه "برعاية وحضور معالي وزير الإعلام الأستاذ ملحم الرياشي سيقام عرض الدلافين يوم الإثنين 28 آب (أغسطس) الجاري..."!

ليس هناك إلا حكومة واحدة في لبنان، إلا إذا كان ثمة تنسيق وتوزيع أدوار، تبعا للطائفة والانتماء السياسي، كأن تكون الدلافين وحمايتها محصورة بالطائفة الأرمنية الكريمة، وأن يكون الترفيه من نصيب الفريق الذي ينتمي إليه الوزير الرياشي، وأن تكون الكسارات منوطة بفريق سياسي آخر... الخ

لبنان بلد الغرائب، وزير يمنع وآخر يرعى ويؤكد حضوه، والكل يغني على ليلاه، و"البلد ماشي" تبعا لأهواء ومصالح، فالكل دون استثناء تجرع من كأس الفساد، ليس بالضرورة أن يكون نهل من الكأس عينها، فمن قرر الانضواء في منظومة الفساد فهو جزء منها، حتى وإن تعفف ونظَّر.

لا نخفي أن صدمتنا كبيرة، فالوزير ملحم الرياشي، وبعيدا من كل مظاهر الفساد في الدولة، يتسم بقيم نحترم ونجل، وإلى مناقبه وأخلاقه النبيلة، هو من الشخصيات المعروفة التي فرضت حضورها على الساحة الإعلامية بوقار ورزانة وموضوعية، ولا نعرف، ولا يمكن أن نحكم مسبقا في ما لو أخذ الوزير الرياشي على غفلة، ودون خلفيات مسبقة، فلا يمكن أن نجتهد في هذا المجال.

لكن، نود أن يعلم وزير الإعلام، أن الدول المتحضرة تمنع استخدام الحيوانات بغير بيئتها الطبيعية، ومخلوقات الله ليست مادة "للفرجة" والدلافين "مش للتسلية"، وتاليا من أباح لنا أسرها وترويضها وتعريضها للتعنيف ولتدريبات مجهدة؟ وهل يبرر الربح المادي تحميلها عبء السفر في أحواض وأقفاص صغيرة؟

كما أن ثمة العديد من قوانين حديثة تجرم استخدام الحيوانات البرية في "السيرك"، وثمة جهود دولية تبذل في هذا المجال لتصويب الكثير من الممارسات اللاإنسانية بحق الكائنات التي تشاركنا الحياة على هذا الكوكب.

وإذا كان ثمة من يقول أننا نطالب بمنع عروض الدلافين فيما الإنسان يموت في الحروب، وأن جنودنا البواسل يبذلون الدماء الزكية دفاعا عن تراب لبنان، فنقول أن ذلك لا يعني التجرد من ضمائرنا.

ونتمنى من معالي وزير الإعلام أن يتراجع ليس عن الحضور والرعاية لهذا الحدث "الاستثنائي" فحسب، وإنما أن يضم صوته إلى وزير السياحة، فما زال ثمة متسع من الوقت!

ملاحظة: معظم أنواع الدلافين معرضة للانقراض.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن