استنفار ياباني في وجه الانتحار مع استئناف العام الدراسي

Ghadi news

Sunday, September 3, 2017

استنفار ياباني في وجه الانتحار مع استئناف العام الدراسي

"غدي نيوز"

 

يعيش المساعدون الاجتماعيون والاختصاصيون النفسيون في اليابان حالة استنفار بالتزامن مع استئناف العام الدراسي، إذ يشهد هذا الموسم سنوياً ارتفاعاً كبيراً في حالات الانتحار لدى الأطفال. فحوالى 500 قاصر دون سن العشرين ينهون حياتهم سنوياً في الأرخبيل، خصوصاً في فترة مطلع أيلول (سبتمبر) مع استئناف السنة الدراسية التي تنطلق في نيسان (أبريل) وتتوقف خلال استراحة الصيف.

ويقول مدير المركز الياباني لتدابير الوقاية من الانتحار: "إذا ما قارننا هذا الرقم مع الـ22 ألف حالة انتحار لدى الأفراد من كل الفئات العمرية، فنحن أمام نسبة غير مرتفعة. لكن حالات الانتحار لدى المراهقين يجب ألا تقارب من ناحية إحصائية بل علينا النظر إليها كمأساة اجتماعية".

يويو هورون كان في الصفوف الابتدائية ثم في المرحلة الثانوية، عندما حاول الانتحار. أما اليوم فيساعد هذا المغني الشباب اليافعين على مقاومة جنوحهم إلى إنهاء حياتهم.

ويؤكد الثلاثيني أنه وجد "الخلاص في الموسيقى" بعد طفولة صعبة، ويقول: "أتلقى يومياً رسائل الكترونية أو بريدية من مراهقين يرغبون في الانتحار أو حاولوا القيام بذلك". ويشير إلى أن أحد الأسباب الرئيسية التي عبر عنها الراغبون في الانتحار هو الشعور بالضيق في كل مكان سواء في المنزل أو في المدرسة أو في أي مكان آخر.

ويضيف: "كثر لا يشعرون بأي أدلة على المحبة من أهلهم الذين يبخلون بها في كثير من الأحيان لأنهم لم يحصلوا على أي منها من أهاليهم. عائلات يابانية كثيرة تفتقر إلى التواصل الكافي بين أفرادها".

ويعاني التلامذة أحياناً ضغوطاً في المدرسة، حيث يشعرون بإلزامية النجاح للتماشي مع تطلعات المجتمع. وتولّد العودة إلى المدرسة قلقاً، وفق كونياسو هيرايوا ممثل جمعية "آفتر سكول" إحدى المنظمات الخاصة التي تعنى بهذه المشكلة من خلال بيانات في الصحف لمساعدة الأهل على رصد مؤشرات قد تنبئ بوجود ميول انتحارية لدى أبنائهم.

ويوصي هيرايوا بعدم "إرغام طفل على العودة إلى المدرسة في اليوم الأول لاستئناف العام الدراسي إذا ما كان ذلك أمراً مؤلماً جداً له"، مشيداً في الوقت عينه بمبادرة المكتبات التي تشجع المراهقين القلقين على اللجوء إليها.

وقال وزير التربية الياباني يوشيماسا هاياشي: "أتوجه اليهم بالقول: أنتم لستم وحدكم، إذا كنتم تعانون فأبلغوا عن الأمر إلى أي كان لكن تكلموا لأن ذلك سيساعدكم حتماً. وإذا لم يكن ثمة من تشكون له همكم فاتصلوا بخدمة إغاثة الأطفال التابعة للوزارة".

وتدنى معدل الوفاة انتحاراً في المجمل في اليابان من 24,2 حالة لكل مئة ألف نسمة في 2005 إلى 17,3 حالة في 2016 أي بتراجع 28,5 بالمئة، غير أنه لا يزال المعدل الأعلى بين دول مجموعة السبع.

 

عن "الحياة" اللندنية

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن