هل يصبح العيش في شمال الأردن مستحيلا بسبب تغير المناخ؟

Ghadi news

Monday, September 4, 2017

هل يصبح العيش في شمال الأردن مستحيلا بسبب تغير المناخ؟

"غدي نيوز"

 

يدرس تقرير يتناول مستقبل العقود المقبلة، توقعات المناخ لشمال الأردن في عصر الاحتباس الحراري، وقال إن فترات الجفاف ستكون أطول وأكثر تكراراً، إضافة إلى انخفاض بمعدل تدفق الأنهار.

وبحسب التقرير، فإن التغير المناخي يسرع بالفعل من وتيرة التصحر بشمال أفريقيا والشرق الأوسط. وبينما ضرب مدينة هيوستون الأميركية فيضان من نوعٍ "يحدث مرةً كل 500 عام" للمرة الثالثة على مدار 3 أعوام، تتعرض منطقة الشرق الأوسط للنقيض من ذلك.

وتوصلت ديبثي راجسيخار، من قسم الموارد المائية بولاية كاليفورنيا في مدينة ساكرامانتو وزملاؤها، لاستنتاجاتهم المذكورة آنفاً بتصميم نموذج لموارد الأسطح المائية والطلب على الماء اللازم للزراعة حتى عام 2100، في ضوء التسلسل المعتاد لسيناريوهات التغير المناخي، بدايةً من السيناريو "المتفائل" وحتى سيناريو "كلُ شيءٍ كما هو عليه"، وفيه لا يتخذ العالم أي فعلٍ ذي معنى تجاه سياساته المناخية وتستمر الغازات الدفيئة (المسببة للاحتباس الحراري) بالانبعاث والتراكم.

بمقارنة الفترة المرجعية الحالية بالفترة من 2070 إلى 2100، فالمتوقع هو أن ترتفع درجة الحرارة المتوسطة بمقدار 4.5 درجة مئوية (سلزيوس).

من المتوقع أن يقل متوسط هطول الأمطار في الأردن بمقدار الثلث، بينما من المتوقع أن يزداد تكرار الحوادث الواقعة تحت تصنيف حالات الجفاف إلى 3 أضعافها، من نحو 8 على مدار 30 عاماً إلى نحو 25 على مدار 30 عاماً.

وليزيد الأمر سوءاً، فإن الأردن يقع بعد سوريا من اتجاه مجرى نهر اليرموك، مما يهدد أمنها في موارد المياه لحدٍ أبعد.

ومن هذا الوضع، يتوقع العلماء أن الأردن سيحصُل على قدرٍ أقل بنسبة 51 إلى 75 بالمئة من مياه نهر اليرموك، مقارنةً بمعدل التدفق التاريخي الذي اتسمت به سابقاً.

وتوصلوا في ذلك إلى أن الدول المقبِلة على حوادث جفافٍ أكثر، والتي تعتمد على دولٍ أخرى تسبقها في اتجاه مجرى الماء العذب، ستعاني انعدام الأمان فيما يتعلق بالحصول على الماء العذب.

ومن المثير للسخرية أن العالم قد علم هذا الشهر أن الصحراء السوداء الوعرة بالأردن، والتي سميت السوداء نسبةً لرمالها البازلتية وسُمعتها العدوانية، قد احتوت على خرافٍ برية منذ نحو 14500 عام.

إذ ساد الاعتقاد قبلاً أن طبيعة الصحراء السوداء أصعب من أن تضم أي حياةٍ سوى بعض القوارض وقلة من البدو هنا وهناك.

وتوصل علماء الآثار بجامعة كوبنهاغن، الذين درسوا حفرياتٍ أثرية في الصحراء السوداء - من عظامٍ وعلاماتٍ على حياة البشر - إلى أننا في الحقيقة لا نعلم الكثير بشأن توزيع الأنواع في التاريخ القديم. كما قالوا في تفاؤل إن اكتشافهم دلائل على حياة خراف من فصيلة الموفلون وبعض البشر في بيئة هامشية كتلك "يبين لنا كم كان البشر قادرين على التكيف منذ نحو 14500 عام في فترة تغير مناخي آنذاك".

لكن، هناك فرق بين تغير مناخي وتغير مناخي آخر، وبعد 14500 من ذلك التغير المناخي الأول اكتشفنا أن الصحراء الأردنية قد تكون فعلاً مستحيلة السُكنى الآن، وفقا لموقع قناة "العالم".

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن