فادي مندلق ينقذ سلحفاة عالقة في كيس قبل اختناقها

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, September 6, 2017

كان لدي ضيوف من السويد وراعهم ما شاهدوا في البحر

خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

 

       من العمل في مجموعة صالونات وكمتطوع في الدفاع المدني، تحول فادي مندلق من عمله في مجال التجميل وإنقاذ الطبيعة والبشر إلى إنقاذ الكائنات المهددة بالإنقراض في بحرنا اللبناني، ولا سيما منها سلاحف البحر.

فقد تمكن مندلق، فيما كان يبحر بقارب قرب مدينة جبيل Byblos، من إنقاذ إحدى السلاحف البحرية من نوع Caretta Caretta، وهي ثاني حالة يتمكن من إنقاذها وتوثيق ما تتعرض له هذه الكائنات بفعل مخلفات أكياس النايلون والنفايات، فضلا عن شباك الصيادين التالفة.

 

"روقي روقي عم خلصك"

 

       في الفيديو الذي أرسلته لـ ghadinews.net الطالبة في المرحلة الثانوية سنا بو سعيد عن صفحة "طرابلسية" على موقع "فيسبوك"، تواصلنا للتو مع مدير الصفحة، فزودنا برقم الناشط فادي مندلق، وبدورنا تواصلنا مع مندلق الذي أبدى تجاوبا، وأوضح لنا ما وثقه بالفيديو الذي يظهر فيه وهو ينقذ السلحفاة ويطلب منها أن تهدأ "روقي روقي عم خلصك"، فالسلحفاة ظنت أن "كيس الجنفيص" قنديل بحر وهو طعامها المفضل، وحاولت التغذي عليه لتنتهي عالقة داخله، وهو نوع من الأكياس يستعمل لتعبئة الحبوب والأرز وغيرها، مصنوع من خيوط النايلون والبلاستيك.

 

صيحة انتصار

 

       وقال مندلق لـ ghadinews.net: "كنت أتابع سلحفاة كبيرة، وأبحر بالقارب بسرعة، ولمحت السلحفاة العالقة، فتوقفت فورا، وكنت مع أصدقاء لي، قاموا بالتقاط فيديو لهذه الحادثة"، وأشار مندلق إلى أنها ليست المرة الأولى التي ينقذ فيها سلحفاة بحرية "هي المرة الثانية، ولكن السلحفاة الأولى كانت في منطقة طبرجا (شمال بيروت)، وكانت عالقة بهذا النوع من الأكياس أيضا، ولكنها كانت أكبر حجما، وتمكنا من إنقاذها".

وأضاف: "نجد في البحر الكثير من النفايات والبلاستيك خصوصا هذه الفترة بعد أزمة النفايات، وكوني أمارس رياضة الغطس فالوضع تحت سطح المياه سيء للغاية".

       وفي الفيديو كانت السلحفاة تصارع منقذها إلا أنها بعد أن أزال بعض الخيوط التي كانت عالقة بها، سكنت تماما، وكأنها علمت أنها بين أيدٍ آمنة، فاستسلمت لمندلق تماما، وهو يتابع إزالة الخيوط بقصها خيطا خيطا، من حول قوائمها ورقبتها ورأسها وقوقعتها، ومن المؤكد أن السلحفاة لو بقيت في المياه في هذه الحالة لنفقت خنقا وجوعا، ليعيدها إلى المياه بعد ذلك مطلقا صيحة انتصار سعيدة.

 

مشكلة النفايات

      

وأكد مندلق لـ ghadinews.net، أنه لا يصطاد الأسماك، بل يستمتع بها تسبح في المياه، ومشاهدة الكائنات المتنوعة التي يتميز بها بحرنا، وأمله بأن يستعيد البحر عافيته من النفايات التي تلقى فيه ويراها بشكل دائم في هذه الأيام، وقال: "كان لدي ضيوف من السويد وراعهم ما شاهدوا في البحر، فعدا النفايات، هناك رؤوس من الماشية النافقة، والأكياس والإطارات وكثير غيرها".

       تبقى الإشارة إلى أنه طالما ظلت مشكلة النفايات قائمة، تمتد من اليابسة إلى البحر، فسنظل نصادف هذه الحالات وعلى نحو أكبر، خصوصا تلك التي تطاول السلاحف البحرية وهي التي تساهم بتخليص البحر من القناديل البحرية اللاسعة والخطيرة، ولكن يبقى هناك "سامريون صالحون"، يتواجدون في الوقت المناسب كمندلق، وكأنما الدافع وإيجابية الإنقاذ جذبته لهذه الحالة، ليتابع إنقاذها حتى النهاية.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن