"غدي نيوز"

أنور عقل ضو -

حقق لبنان رقما قياسيا عالميا، إذ حل في المرتبة الثانية خلف الولايات المتحدة الأميركية في تلوث مياه الشفة، وفقا لتقرير حصري نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم أمس الأول، الثلاثاء 5 أيلول (سبتمبر) الجاري.

هذا "الإنجاز" التاريخي غير المسبوق أوصلنا إلى العالمية، ونضعه برسم كل الوزارات والمؤسسات المعنية، وجميع أولي الأمر في الدولة، كي لا نتفوق، وفي وقت قريب، على دولة عظمى مثل أميركا وننتزع منها الصدارة تلوثا يميت ويقتل!

نتمنى على الحكومة عقد جلسة طارئة، فالأمر جلل والكارثة خطيرة، ولا همَّ، ننتظر بضعة أيام ليعود بعض أركانها ممن يمضون إجازة الصيف في منتجعات أوروبية، فيما نحن تحاصرنا النفايات ليس في ما نشهد من مخلفات في البحر فحسب، ولا في محارق عشوائية تعم كل لبنان، وإنما في ما يصل إلى بيوتنا من ملوثات نشربها مع المياه.

ونتمنى على الحكومة التريث قليلا في موضوع استخراج والنفط والغاز، ريثما تجد حلا لهذه المشكلة - الفضيحة، فـ "الماء قبل النفط أحيانا".

ولا يساورنا وهم أن الدولة بتركيبتها القائمة قادرة على اجتراح المعجزات، لأننا نواجه تلوثا في السياسة (محسوبيات، رشى، هدرا للمال العالم، صفقات وسمسرات... إلخ)، فلا يمكن لدولة تحكمها الطوائف أن تحقق العدالة والشفافية، ولا يمكن لدولة تنخر مؤسساتها سوسة الفساد أن تقيم اعتبارا لحياة المواطن وكرامته الإنسانية، لذلك، سنظل قطعانا تساق إلى قدرها راضية مرضية حتى إشعار آخر!  

وكي لا يظن البعض اننا نتجنى على من هم في مواقع القرار، نؤكد أن ما أوردناه أعلاه، هو خلاصة دراسة حديثة صادرة عن مركز "أورب ميديا" Orb Media للدراسات البيئية، أشارت إلى أن عينات مياه الشفة من الصنبور (الحنفية) في جميع أنحاء العالم ملوثة بـ"ألياف بلاستيكية".

الدارسة نشرتها كبريات الصحف والمواقع العالمية، وهي عبارة عن تقرير أشار إلى أنه بعد تحليل عشرات العينات من "مياه الصنبور" في أكثر من 12 دولة، "وجد العلماء أن 83 بالمئة من العينات ملوثة، حيث كانت الولايات المتحدة صاحبة أعلى تلوث، بنسبة 94 بالمئة، لعينات من مرافق مختلفة بما في ذلك مباني الكونغرس الأميركي، ومقر وكالة حماية البيئة الأميركية"، وأشار التقرير أن "لبنان حقق أعلى معدلات تلوث بعد الولايات المتحدة"!