تواتر الأعاصير في المحيط الأطلس استثنائي أم عادي؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, September 10, 2017

تغير المناخ يعزز شدة الأعاصير ويرفع وتيرتها ومدتها

"غدي نيوز" – إعداد قسم البيئة

 

شهدت عدة مناطق على المحيط الأطلسي خلال أيام قليلة عدة عواصف وأعاصير عنيفة، في نشاط مناخي مدمر وغير مسبوق. فهل هذه الحركة الطبيعية استئثنائية أم أنها عادية؟

هذا السؤال طرحته قناة "فرانس 24" france24.com على موقها في سياق تقرير نشرته حول تواتر ظاهرة الأعاصير في المحيط الأطلسي، خصوصا أنه بعد أيام من مرور إعصار هارفي بتكساس ولويزيانا، ضرب إعصار إيرما العنيف جزر الكاريبي، لكن هذه الظواهر الطبيعية لم تنته، فليل الأربعاء - الخميس، ارتقت العواصف كاتيا وخوسيه إلى فئة الأعاصير ما أصبح يشكل تهديدا جديدا لهذه المناطق في المحيط الأطلسي.

 

خبراء المناخ

 

ورغم أن هذه الظواهر الجوية العنيفة تتالت في فترة قصيرة، فإن خبراء المناخ أشاروا إلى أن الفترة بين حزيران (يونيو) حتى تشرين الثاني (نوفمبر) هي موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي.

وأوضح فابريس شوفان، عالم المناخ في المركز الوطني لبحوث الأرصاد الجوية لصحيفة "الإكسبرس"، قائلا: "هذا ليس استثنائيا، هناك معدل من 8 إلى 9 أعاصير تضرب المحيط الأطلسي بين حزيران (يونيو) وبداية أيلول (سبتمبر)"، مضيفا أن "عدد الظواهر القصوى لم تزد عن معدلها الطبيعي، شهدنا فترة تتالى فيها إعصاران، هارفي وإيرما، في بضعة أيام، هذا الأمر طبع الأذهان، لكن ليس من النادر أن يحصل ذلك وسيتكثف ذلك في شهر أيلول (سبتمبر)".

في حين رجحت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي أن يكون هناك إمكانية تقدر بـ 60 بالمئة بأن يشهد موسم هذا العام نشاطا أعنف من الاعتيادي، أي بمعدل 14 و19 عاصفة في المحيط الأطلسي وقد تصل إلى 9 أعاصير.

 

أعاصير عنيفة غير مسبوقة

 

لكن غير المألوف، ومنذ بداية الصيف، كان العنف الشديد الذي رافق العواصف التي اكتسحت بحر الكاريبي بالمحيط الأطلسي، فقد صنف إيرما كأعنف إعصار يضرب المنطقة، وأحد أسوأ الأعاصير المدارية، مرفوقا برياح عنيفة تتجاوز 300 كلم/ الساعة، كما تشكلت أمواج عالية بارتفاع 12 متر.

أما إعصار هارفي فقد كان أعنف إعصار ضرب الولايات المتحدة منذ إعصار كاترينا عام 2005. وبعد نحو أسبوع على مروره، ترك 1.3 متر من المياه في بعض الأماكن، وتسبب في مقتل 60 شخصا على الأقل، فيما قدر حاكم تكساس غريك أبوت تكلفة إعادة إعمار بـ 180 مليار دولار.

وأفادت فاليري ماسون دلموت، العضو في الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، أن الفرق بين درجة الحرارة على سطح الأطلسي ودرجة الحرارة عند المرتفعات كانت مرتفعة، وأوضحت لصحيفة "لي إيكو" أن "درجة حرارة سطح المحيط الأطلسي الاستوائي ارتفعت بشكل استثنائي في الأسابيع الأخيرة، وبلغت في كثير من الأحيان درجات أعلى بـ1 إلى 2 درجات من المعدلات العادية، ونفس الظاهرة شهدها خليج المكسيك" وفق ما أوضحت لمجلة إيكو الفرنسية، مشيرة إلى أن "تغير المناخ لا يسبب مباشرة ظواهر جوية مثل الأعاصير، لكنه يعزز شدتها، وتيرتها أو مدتها".

وأفاد التقرير الأخير للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ الذي نشر عام 2013، أن هناك قابلية للظواهر الطبيعية أن تكون أكثر عنفا مع التغير المناخي.

وأوضح التقرير أنه استنادا إلى معادلة كلوزيوس كلابيرون، وهي معادلة تحمل اسم مكتشفيها من عام 1834، وهي صيغة لوصف تحول طوري غير مستمر من طور إلى آخر، مثل تحول الثلج (طور صلب) إلى ماء (طور سائل)، عندما تزيد درجة حرارة الغلاف الجوي، تزيد قدرته على احتواء الرطوبة، مما يجعله يولد المزيد من الطاقة المتعلقة بالحرارة الكامنة خلال ظاهرة مناخية قصوى (عواصف، رياح وأمطار...).

وأوضح فابريس شوفين، في منتدى نشر على الموقع "ذو كونفرسايشن" "في بادئ الأمر، هذا سيولد كميات هائلة من الأمطار، ولكن في حالة هبوب الأعاصير، فإن الامتداد الفجائي والهائل لهذه الحرارة ستفجر قوة الرياح. وهذا لا يؤدي بالضرورة إلى زيادة آلية في قوة العواصف، ولكن بالنسبة للأعاصير الكبيرة ففي غالب الأحيان تستفيد بالكامل من هذه الآلية لتعزيز قوتها".

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن