"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

يبدو أن الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء "ناسا" قد استفادت من تجربة لبنان في مجال المناقصات وفض العروض والشروط والمواصفات والتزام المعايير القانونية! وما إلى ذلك من تفاصيل صغيرة، خصوصا في مجال مناقصات النفايات قبل نحو سنة، وما شابها من فضائح فاحت روائحها وكانت أشد سمية من روائح النفايات المتحللة، حتى بدت المناقصات أشبه ما تكون بإجراءات صورية لا أكثر، وكانت تفضي إلى نتائج معروفة سلفا، بحكم "الشفافية" كإرث لبناني عريق.

ففي لبنان وعلى ما يقول الرحابنة "بهالبلد كل شي بصير"، فالتنسيق كان قائما بين الشركات المتعهدة وبعض السياسيين من أصحاب النفوذ والسلطة، من مجلس الوزراء إلى المجلس النيابي وصولا إلى "مجلس الإنماء والإعمار"، مرورا بمتنفذين من خارج السلطة، جميعهم سال لعابهم على كعكة المحاصصة "النفاياتية".

ولا نستغرب أن تحذو "ناسا" حذو لبنان في بيع الأوهام، وما يثير الاستغراب بداهةً، أن يستعد أخصائيو وكالة "ناسا" الأميركية، لتقديم مناقصة للنقل التجاري للبضائع إلى سطح القمر.

وبالفعل، فقد وقعت الوكالة الأميركية أكثر من 11 عقدا بشأن نقل المواد إلى القمر، وفق ما أشارت معلومات صحفية.

وقد أرسل ممثلو "ناسا" طلبا للحصول على بيانات عن الشركات التي يمكنها نقل البضائع التجارية إلى القمر في السنوات العشر القادمة، وتعد المناقصة إحدى الخطوات الاستراتيجية لاستكشاف القمر.

وستنهي شركة "Moon Express" مهمتها في أواخر آذار (مارس) 2018. حيث ستكون هذه أول مهمة لها، وفي المستقبل سوف تقوم برحلة سنوية إلى القمر لنقل البضائع إلى هناك.

وحتى الآن، تمتلك وكالة ناسا نحو 115 عميلا محتملا يمكنهم نقل الشحنات إلى القمر. ويذكر أن الرحلة الأولى إلى القمر ستكون في عام 2019 من قبل شركة "Astrobotic Technology".

ويطور علماء "ناسا" هيكل  لزراعة النباتات، حيث تعمل شركة "روسكوسموس" و"ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية معا لإنشاء محطة قمرية، وتخطط الوكالة لإرسال رواد فضاء سنويا في النصف الثاني من العقد المقبل.

بين مناقصات "ناسا" الفضائية، ومناقصات تلزيم طمر ومعالجة النفايات في لبنان، يبدو أن الولايات المتحدة تأثرت ببيع الأوهام، وفي كل الأحوال، فلننتظر حتى العام 2019، ومن يعشْ يرَ!