خاص "غدي نيوز" – ترجمة وإعداد سوزان أبو سعيد ضو

"بعد مرور أيام على إعصار (إرما) المدمر، عاش جيم والدن Jim Walden في مدينة أشباح، إلا أنه عندما استيقظ صباح منتصف أيلول (سبتمبر)، أضاء منزله وتوجه إلى المطبخ لأخذ شيء من الثلاجة لتناول الافطار، وهو الشخص الوحيد الذي لديه على ما يبدو هذه الخدمة المتواضعة، وذلك لأن منزله، الذي يقع بين دايتونا Daytona وسانت أوغسطين St. Augustine في فلوريدا، هو الوحيد الذي لديه الكهرباء، وذلك بفضل الألواح الشمسية والاستثمار في نظام تخزين الطاقة 10 كيلووات ساعة من شركة (سونن) sonnen زود بها منزله بداية العام".

بهذه الكلمات عبر الصحافي في موقع "فوربس" Forbes بيتر كيلي ديتوايلر Peter Kelly-Detwiler  عما يعانيه السكان في فلوريدا من تداعيات إعصار "إرما"، ولا سيما لجهة انقطاع الكهرباء.

       وقال ديتوايلر أن "والدن قد ركب نظاما مكونا من 24 لوحة شمسية، يوفر النظام لبيته بإمدادات ثابتة من الكهرباء، وعلى الرغم من انها ليست كافية لتشغيل مكيف الهواء، ولكنها كافية لجعل منزله قابلا للسكن لفترة طويلة، حتى يعود العالم إلى وضعه الطبيعي".

مفاجأة غير سارة

       وتابع ديتوايلر أن "والدن تابع إعصار (إرما) وهو يكتسح منطقة الكاريبي وصولا إلى فلوريدا، وخطط للرحيل إلى منطقة تامبا، ولكن بعد أن أكدت توقعات محدثة أن العاصفة تتجه إلى الغرب، قرر البقاء في المنزل، وقد وصلت سرعة الرياح مع قوة الإعصار، إلى ما بين 90 و95 ميلا في الساعة (بين 145 و153 كيلومترا في الساعة)، وكان هذا الأمر كافيا لتعطل الشبكة (ابتداء من 15 أيلول/سبتمبر الساعة 12 بعد الظهر، أشارت شركة "طاقة ونور فلوريدا أو فلوريدا باور أند لايت" Florida Power and Light إلى أن 1.050.000 من عملائها بلا كهرباء وأن 3.400.000 عميلا قد استعادوا الكهرباء بالفعل)، وعلى الرغم من  الدمار الذي عانت منه فلوريدا في الجنوب والغرب، فإن منزل والدن ظل سليما".

       وقال والدن لديتوايلر "منذ العاصفة (ساندي) في العام 2012، ذهلنا لضراوة ومدى ضرر العاصفة، وأدركنا مرة أخرى مدى تعرضنا لهذا النوع من الأحداث المتكررة بشكل متزايد، وبعد إعصار (ساندي)، فقد تفاجأ أصحاب المنازل التي تحتوي الألواح الشمسية على أسطحهم مفاجأة غير سارة لاكتشاف أن لوحاتهم لم توفر لهم التيار المستمر عندما أصيبت الشبكة، على الرغم من أن الشمس مشرقة، وذلك لأن البرامج في تلك الأنظمة كانت تغلق بطريقة أوتوماتيكية (وهي طريقة للحفاظ على التوصيلات الكهربائية التي من المحتمل أن تتضرر خلال عملية استعادة التيار للشبكة). لذلك لم يتمكنوا من الحصول على التيار خلال النهار عندما كانت الشمس مشرقة على لوحاتهم، ناهيك عن الليل".

تجربة جيدة

       وقال ديتوايلر: "الأمور اختلفت بعد خمس سنوات، وهناك عدد قليل من العملاء المبتدئين مثل والدن قاموا بتركيب البطاريات بالإضافة إلى الألواح الشمسية، وقد انخفضت تكاليف البطارية إلى النصف، وبدأ عدد قليل جدا من المرافق في تبني عملية التخزين، وتقييمها، وتقوم شركة  Vermont utility Green Mountain Powerبتوفير أنظمة بطارية تيسلا لعملائها، للحصول على طاقة احتياطية مقابل رسم لمرة واحدة قدره 1500 دولار أميركي أو 15 دولارا أميركيا شهريا، (ويمكن أن توفر هذه الأنظمة تكلفة منخفضة نسبيا لأنها تجمع فضلا عن سعة البطارية واستخدامها، فهي تمكن المستخدم بيع الخدمات مرة أخرى إلى شبكة الكهرباء)، وتتنافس شركات عدة في مجال الطاقة الشمسية مثل (سونرون)  SunRun و(فيفينت)  Vivintمن بين عدة شركات تقدم مجموعات التخزين الشمسية أيضا. إلا أن شركة سونن تبقى الشركة الرائدة عالميا في هذا المجال، مع أكثر من 15 ألف منشأة في ألمانيا وحدها، 21 ألفا على الصعيد العالمي، وبدأت تشق خطاها بسرعة في لدى العملاء في الولايات المتحدة الأميركية.

       ووفقا لديتوايلر "أشار نائب الرئيس الأول لشركة سونين بليك ريشيتا Blake Richetta  أن الشركة لديها حاليا أكثر من 160 نظاما مثبتا في ولاية فلوريدا وكارولينا الجنوبية وجورجيا، ومعظم هؤلاء العملاء قد قاموا بشراء هذه الأنظمة لأسباب تتعلق بالموثوقية".

       أما بالنسبة لوالدن فقال "لم يكن تركيزي الرئيسي هو التحضير للكوارث، بل جعل منزلي مكتفيا ذاتيا بقدر ما أستطيع"، وأضاف "أحب أن أكون مستقلا عندما يتعلق الأمر بالطاقة، وأن تكون الكهرباء لدي منفصلة عن شركة الكهرباء بأكبر قدر ممكن، وحصلت على تجربة جيدة هذا الأسبوع".

تقنيات التشغيل

       وقد بدأ والدن منذ فترة بإضافة الطاقة الشمسية على مراحل، ثم قرر تكملة النظام بقدرة على التخزين هذا العام، بناء على نصيحة من المثبت للطاقة الشمسية سولارفيت SolarFit من دايتونا بيتش الذي ابتاع منه والدن النظام، وأضاف أيضا عددا قليلا من اللوحات، لجعل هذه الإضافة مؤهلة للحصول على مبلغ 7500 دولارا من الائتمان الضريبي الاتحادي، نتيجة قيامه بتركيب نظاما متكاملا للطاقة الشمسية.

       وقد تسبب إعصار "إرما" بانقطاع الكهرباء عن حوالي 6.7 مليون عميل، وذلك في كافة أنحاء ولاية فلوريدا، فضلا عن مئات الآلاف في جورجيا وكارولينا الجنوبية وكارولينا الشمالية.

وقالت شركة "فلوريدا باور اند لايت" ان الانقطاع عن الكهرباء قد يستمر لأسابيع فى بعض المناطق، ويستغل مقاولو وشركات الطاقة الشمسية المحلية انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن الأعاصير هذا الأسبوع، لتجربة هذه التقنيات لتشغيل منازلهم وشركاتهم خارج الشبكة.