"غدي نيوز": يرصد مع ناشطين تلوثا "كيميائيا" في البحر!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, September 22, 2017

مواد حمراء لم تعرف طبيعتها... والجهات المعنية غائبة

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

      

في سياق متابعاتنا الحثيثة في موقعنا ghadinews.net لقضايا ومشكلات تهدد بيئتنا وتستهدف صحة المواطنين، وتجاوبا مع مطالب ومناشدات المواطنين، تواصل معنا الناشط البيئي فادي مندلق، الذي سبق وزودنا بفيديو وثق فيه إنقاذ سلحفاة بحرية معرضة للإنقراض علقت في كيس نايلون، وعاد وأرسل لنا منذ أيام قليلة صورا تظهر تلوثا يطاول ساحل المتن بمادة حمراء اللون، وسط ترجيحات أولية من جهات مختصة بأن يكون هذا التلوث ناجما عن مادة كيميائية، خصوصا وأن منطقة التلوث غير بعيدة عن مصانع ومزارع تصب مخلفاتها بالقرب من مجرور يصب في البحر مباشرة.

وفي هذا السياق، تابعنا الأمر مع عدد من البلديات على الساحل الشرقي لبيروت، المفترض أنها متضررة مما هو قائم، أو يكون بعضها أو إحداها مسؤولة عن هذا التلوث.

 

عطية: ليس في منطقة جل الديب

      

       بدايةً، أشار مندلق إلى أن "التلوث يستهدف شاطئ جل الديب"، وبدورنا تواصلنا بدورنا مع رئيس بلدية جل الديب المهندس ريمون عطية، والتقيناه في مكتبه بالبلدية، وقد أبدى تجاوبا مع الموضوع، وبعد معاينة الصور أكد أن "التلوث ليس في جل الديب"، وقال لـ ghadinews.net: "ساحل جل الديب يمتد على مسافة بين 850 و900 مترا وحدوده بين شركة بوش وآيشتي، وبعد دراسة الصور لاحظت وجود (سنسول بحري) وهذا السنسول ليس موجودا ضمن نطاق البلدية، وسأحاول معرفة موقع هذه الصور وسألتقط صورا جديدة، لأن الشاطئ متصل والتلوث في منطقة يصيبنا جميعا".

وأضاف: "سأطرح هذا الأمر مع اتحاد بلديات المتن، الذي يضم حوالي 33 بلدية، لكن ذلك لا يلغي الفكرة أن المنطقة كلها ملوثة، فهي متصلة مع بعضها بأخطر أنواع التلوث وهو التلوث الكيميائي، وأهمه الناتج عن الصرف الصحي، وهناك مشروع كبير قدمه مجلس الإنماء والإعمار لمعالجة المياه المبتذلة، وبالتنسيق مع بلديات المتن وصولا إلى الضبية، فهناك أنبوب جامع Collector، لكل المياه المبتذلة من بلديات المتن سيتم وصلها بمركز تكرير كبير في منطقة برج حمود، وقد استكملنا التمديدات المطلوبة، وتابعنا الموضوع مع رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، وتم درسه ولكن كما هو الحال مع كافة المشاريع في لبنان، تحتاج للوقت، ولا يمكننا توصيله في الوقت الحاضر".

وأردف عطية: "وحاليا كافة البلديات ترمي مياهها دون معالجة في البحر، وكلما سرنا ألف متر على طول ساحل المتن نجد مجرورا يصب المياه مباشرة في البحر، إذن فالتلوث ليس التلوث الذي نراه فسحب، فنحن نعمل على تنظيف النفايات من شوارعنا، لكن السموم التي تصرف في هذه المجارير وتضم المياه من المصانع الموجودة في المناطق الأعلى، وتذهب دون أي معالجة نحو البحر، وتنتهي بالأسماك على موائدنا بالسموم التي تحتويها، فهو تلوث كيميائي، وقد يمكن لمجلس الإنماء والإعمار في هذا العهد من إنهاء معمل التكرير للمجارير، أما غير المجارير فهو التلوث الكيميائي غير المعالج، من الصناعات الموجودة على البحر، فمنذ التنظيم المدني للمناطق، ثمة مناطق صناعية على شواطئنا، فمن الأتوستراد في جل الديب وصولا لشاطئ البحر مصنفة Zone C (صناعي)، أي يمكن لأي شخص إنشاء معمل ورمي نفاياته في البحر، وهذا الأمر خطر للغاية".

وقال: "أدرس حاليا مشروعا مع المجلس البلدي لتغيير التصنيف، فلا أريد منطقة صناعية على الشاطئ، وأدرس القرار لتحويل التصنيف إلى سياحي سكني ليكون مشابها للساحل الأوروبي، وفي الوقت الراهن نعاني من هاتين المشكلتين، ويستوعب بحرنا هذه الملوثات التي تنتقل بالنهاية إلى أجسامنا، وهي مشكلة يعاني كل لبنان منها وليس منطقتنا فحسب".

 

أين الوزارات المعنية؟

 

أما عن سلطة البلدية على المصانع، وإمكانية إلزامها معالجة المياه الملوثة ومخلفاتها، قال عطية: "ليس للبلدية سلطة، فجهازها الصحي والبشري لا يضم مختصين وخبراء لمعرفة ما يخرج من هذه المصانع، والجهة المخولة هي وزارة البيئة، فضلا عن وزارات الصناعة والإقتصاد والصحة التي تعطي التراخيص، فلا نعرف ما يدخل في هذه المصانع وما يخرج منها، وليس لدينا لا خبرة ولا دراية علمية بهذه الأمور، فهذه وظيفة الوزارات المعنية التي أعطت التصاريح، وعليها المراقبة، والتنسيق بينها ولديها مقومات لذلك، أي لجهة مراقبة المدخولات Input والمواد الخارجة Output والمواد المتبقية Residue ومعرفة مدى خطورتها، ونحن جاهزون للتعاون مع كل أعضاء البلدية والجهاز البشري من عمال وشرطة".

وأضاف: "لدينا في جل الديب على الشاطئ معمل لصناعة الحلاوة ومعمل لصناعة مواد التنظيف، ولا بد من مراقبة للمواد، ولا ندعي الخبرة، لكن يجب على المعنيين المراقبة، فلا ندري كما أشرت كل المواد الداخلة والخارجة ومدى تلويث المياه، ولكن ليس لدينا صناعات مثل منطقة الزوق، بل تحولت المساحات بمعظمها إلى التجارة، ولكن قد يأتي شخص ويستثمر الأرض بغرض إنشاء مصنع في أي وقت".

 

بلدية الزلقا – عمارة شلهوب

 

       واتصلنا برئيس بلدية الزلقا – عمارة شلهوب ميشال المر الذي قال إنه في اجتماع في الإتحاد، ولا يستطيع أن يؤكد وجود هذه البقعة في منطقة الزلقا – عمارة شلهوب، وأكد مصدر من البلدية لـ  ghadinews.net " إن كان التلوث في المنطقة أو على البحر، فلا تستطيع البلدية أن تعمل شيئا"، وأضاف: "تقدمت البلدية بعدة كتب للوزارات المعنية منها وزارة البيئة والصحة عن مواد وتلوث عبر مجرى نهر الموت من مصانع موجودة في منطقة الفنار وعين سعادة، ومزارع البقر وغيرها في المناطق الواقعة فوق قرى الساحل، وقد اشتكت البلدية عدة مرات وكل هذه الكتب موثقة في الوزارات".

       وبدورنا في موقع ghadinews.net نهيب بالوزارات المعنية من بيئة وصحة وداخلية متابعة الموضوع، واعتبار هذه الصور كإثبات على التعديات، وقد زودنا مندلق بصور جديدة لا تظهر البقع، ما يعني أن هذه المواد يتم رميها بشكل متقطع وهو أمر خطر، وتتسرب من المنطقة إلى البحر وتنقلها الأمواج إلى مسافات أبعد وتتسلل إلى الأسماك وتهدد السلسلة الغذائية التي تصل، وللأسف، إلى موائد اللبنانيين.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن