أعاصير أميركا "تسرق" معاناة 41 مليون آسيوي شردتهم الكوارث!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, September 24, 2017

أعاصير أميركا "تسرق" معاناة 41 مليون آسيوي شردتهم الكوارث!

"غدي نيوز" – إعداد إيليسيا عبود

 

تركز اهتمام العالم في الأسابيع الأخيرة على ما جلبت أعاصير "هارفي" و"إرما" ومؤخرا "ماريا" من كوارث طاولت الولايات المتحدة ومنطقة الكاريبي، فيما لم يلتفت العالم إلى معاناة أكثر من 41 مليون إنسان في جنوب آسيا، يعيشون ظروفا مأساوية ناجمة عن الفيضانات والانهيارات والكوارث الطبيعية التي شردت ودمرت وخلفت الضحايا والأضرار، ولسوء حظهم أن الأعاصير الثلاثة المدمرة كادت "تسرق" معاناتهم، لصالح متابعة الوقائع اليومية لما خلفتة الأعاصير غير المسبوقة منذ سنوات عدة، يكفي أن نذكر أن منطقة الكاريبي لم تشهد منذ قرن كامل إعصارا بحجم "ماريا".

 

آسيا... كوارث بالجملة!

 

وفي هذا السياق، أوضح "معهد الموارد العالمية الأميركي" World Resources Institute الذي تم تأسيسه عام 2015 أنه من أفغانستان في الغرب إلى بنغلاديش في الشرق، يمكن أن تكلف الفيضانات جنوب آسيا التي تعد موطناً لربع سكان العالم، ما يصل إلى 215 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030.

وقال المدير التنفيذى للأزمات والاستشارات الأمنية في "كونترول ريسكس" توم هيل، إن الشركات التي لها عمليات على السواحل بجانب الأنهار الكبيرة والسهول الفيضانات المنخفضة والمناطق الحضرية هي الأكثر عرضة للخطر.

وأضاف أن المزيد من اﻷمطار والطقس المتطرف، لن يؤدي فقط إلى ضرب الشركات في جنوب آسيا فحسب، بل ايضا الشركات العالمية التي تستورد المنتجات والمواد الخام من المنطقة.

وذكرت وكالة أنباء "بلومبرغ" أن ما لا يقل عن 1200 شخص لقوا مصرعهم الشهر الماضي، عندما اجتاحت المياه العاصمة المالية الهندية مومباي، ومركزها التكنولوجي بنغالور، باﻹضافة إلى عاصمة بنغلاديش دكا، وكراتشي المركز المالي لباكستان إلى جانب مناطق من نيبال وولايات شرقي بيهار وآسام الهندية.

 

جفاف وفيضانات

 

ومن المتوقع أن تزداد الفيضانات المدمرة خلال العقد المقبل، مع تزايد أنماط الطقس المتفاقمة في المنطقة.

وتؤثر الفيضانات بالفعل على أكثر من 9.5 مليون شخص في المنطقة سنوياً، وتعرض الناتج المحلى الإجمالي في الهند وبنغلاديش للخطر، والذي يبلغ 14.4 مليار دولار و5.4 مليار دولار على التوالي.

وكشفت بيانات أكبر شركات إعادة التأمين في العالم "ميونخ ري"، أن آسيا سجلت خسائر بلغت قيمتها 87 مليار دولار من حوالي 320 كارثة طبيعية العام الماضي.

وقال الرئيس التنفيذي في هيئة اﻷرصاد الجوية الخاصة "سكاي ويذر سيرفيسز" جاتين سينغ، في مقابلة هاتفية، إنه في الوقت الذي تتضرر فيه القرى بشكل مباشر بسبب الجفاف، فإن المدن هي التي تتحمل العبء الأكبر للخسائر المتعلقة بالفيضانات.

ولقي 34 شخصاً مصرعهم عندما شهدت مومباي أسوأ فيضاناتها خلال أكثر من عقد من الزمان، يومي 28 و29 آب (أغسطس) الماضي.

كما ضربت الفيضانات بنغلاديش، العام الحالي، واضطرت الحكومة إلى استيراد 1.5 مليون طن من الأرز بعد 6 سنوات من الاكتفاء الذاتي. وأشار مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، إلى أن الفيضانات تمثل 47 بالمئة من جميع الكوارث العالمية ذات الصلة بالطقس ما بين الأعوام 1995 و2015.

ومن بين حوالى 2.3 مليار شخص، تأثروا بهذه الفياضانات، كان 95 بالمئة منهم في آسيا، وفي منطقة تضم ثلاثة من أكثر 10 بلدان في العالم من حيث عدد السكان، وهي: الهند، باكستان وبنغلاديش".

 

الاستثمار في البنية التحتية الحضرية

 

وأوضح أحد كبار المحللين في "كونترول ريسكس" سيدهارث غول، أن غياب خطط المرونة لدى الحكومات في مشاريع البنية التحتية العامة وإمدادات الوقود وشبكات توزيع الكهرباء، يوحي بأن المشاكل الناشئة عن أنماط الطقس المتغيرة من المرجح أن تظل تشكل تهديدات كبيرة.

وأضاف غول، أنه رغم أن الشركات في جنوب آسيا غير معروفة بإعادة تنظيم خطط الاستثمار بسبب الاضطرابات المتعلقة بالطقس، فإن المزيد من المدراء يحاولون فهم المخاطر المتعلقة بالفيضانات لتقليل الخسائر.

 

وقال أريفوداي نامبي أبادوراي، كبير الباحثين في معهد الموارد العالمية، إن المخططين بحاجة إلى التكيف من خلال تغيير طريقة بناء المدن للبنى الأساسية، وكل هذه المخاطر تتفاقم بسبب التوسع غير المخطط له في التمدد العمراني.

ومع التوقعات التي تفيد بأن ما يقرب من 250 مليون شخص آخرين سيعيشون في مدن جنوب آسيا بحلول عام 2030، فإن ثمة حاجة ملحة إلى الاستثمار في البنية التحتية الحضرية التي تتسم بالقدرة على التكيف مع تغير المناخ.

وتستثمر الهند وبنغلاديش ونيبال حاليا أكثر من 32 مليار دولار على بناء 78 مشروعا لمكافحة الفيضانات.

وأشار الرئيس السابق للبنك المركزى الهندي راغورام راجان، إلى أنه يتعين على صانعي السياسات والبنوك المركزية التعامل مع المخاطر المناخية عند صياغة المخططات الجديدة، وقد حان الوقت ليأخذ واضعو السياسات، هذه المخاطر بعين الاعتبار.

 

بتصرف عن موقع جريدة "البورصة" alborsanews.com المصرية ووكالات

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن