رجوع جنبلاط عن الخطأ... وفضيلة الجرأة

Ghadi news

Monday, October 2, 2017

رجوع جنبلاط عن الخطأ... وفضيلة الجرأة

"غدي نيوز"

 

أنور عقل ضو

 

غرد رئيس"اللقاء الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط عبر "تويتر" اليوم، قائلا: "الأنكى أن بعض رؤساء البلديات يبنون قصورا بلدية شامخة ومكلفة بدل الاشتراك ببناء مصنع فرز نفايات مثل السويجاني قيد التطوير او بعدران".

بغض النظر عمن يقصد جنبلاط في تغريدته، وأي البلديات تحديدا، ما لفت انتباهنا اقتناع زعيم المختارة بأن معامل الفرز هي الحل الأمثل لمعالجة ملف النفايات، وإن كان هذا الخيار لا يلغي بالضرورة المطامر، المفترض أن تستقبل المواد الخامدة وبكميات قليلة لا تستدعي قلق المواطنين، ولا "تقتل" مساحات شاسعة من الأراضي، فمعامل الفرز تعني التخفيف من حجم النفايات واستعادة ما يمكن تدويره، فضلا عن إنتاج السماد العضوي شريطة اعتماد معايير علمية.

ليس ثمة في لبنان من يملك جرأة جنبلاط في النقد الذاتي، كأن يعلن جهارا أنه أخطأ، أو أن يعتذر عن موقف ما، فهذه سمة نفتقدها لدى معظم السياسيين، لا بل هو الأجرأ في ما راح إليه من أنه يمثل جزءا من طبقة سياسية يجب أن تترك الميدان لجيل الشباب.

ما يهمنا في هذا السياق، أن تغريدة زعيم المختارة اليوم بتقديم بناء مصانع الفرز على بناء قصور بلدية، فيه اعتراف ضمني بأن سياسة المطامر فشلت، وهو كان أحد داعميها، خصوصا في منطقة "الكوستابرافا"، وكلنا يعلم كيف تم تمرير المشروع وقتذاك، فضلا عن أن جنبلاط لم ينتقد القصور البلدية فحسب، وإنما استحضر نموذجين لمعالجة النفايات في بعقلين وبعذران، وهذا تحول يبنى ويُعول عليه لتعميم هاتين التجربتين ليس في الشوف وعاليه فحسب، وإنما في كل لبنان.

وحده جنبلاط يؤكد في مسار متابعته لقضايا وملفات أن "الرجوع عن الخطأ فضيلة"، وهذه سمة الشجعان، لكن ننتظر موقفا من زعيم المختارة حول "سد بسري" وسائر مشاريع السدود القائمة والمنوي تنفيذها، وهذا الأمر يتطلب مراجعة نقدية تأخذ في الاعتبار الرأي العلمي حول السدود أبعد من لبنان، وننتظر أيضا موقفا من محارق النفايات يستند إلى آراء خبراء حقيقيين. 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن