استخراج المياه الصالحة للشرب باستخدام الشمس والهواء

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, October 7, 2017

مشروع Source لـ "مؤسسة رينيه معوض" وشركات معنية

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

 

       يواجه العالم أزمة المياه الصالحة للشرب، ومع ازدياد التعداد السكاني، وغياب وسائل الترشيد لاستعمال المياه أصبحت هذه الأزمة جلية بصورة أكبر، خصوصا لجهة تأثيرها على التنمية المحلية والبيئة والتنوع البيولوجي، وباتت مشكلة لا تستثني بلدا في العالم ومنها لبنان، وليس غريبا أن تصبح النزاعات الحالية والمستقبلية نزاعات حول المياه، وهو ما نشهده مثلا في حالة سد النهضة الإثيوبي وغيرها في كافة أنحاء العالم.

       وفي لبنان، نعاني من مشكلة المياه الصالحة للشرب، ويستهلك اللبنانيون ثلاثة مصادر للمياه على الأقل: مياه الدولة، مياه معبأة ومياه تعبأ من مصادر مختلفة وفقا للمناطق عبر خزانات منقولة على مركبات، ولكن نوعية المياه في كل من هذه المصادر تظل موضع تساؤل عند معظم فئات الشعب اللبناني.  

       وفي هذا السياق واكب موقع ghadinews.net إطلاق مؤسسة رينيه معوض بالشراكة مع مجموعة من الشركات العالمية ومع جامعة ولاية اريزونا في الولايات المتحدة الأميركية Arizona State University، شركة Zero Mass Water وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID في فندق Le Gray في وسط بيروت، بحضور ممثل رئيس الوزراء اللبناني النائب محمد قباني، وممثل وزير الخارجية جبران باسيل خالد نخلة، وممثل وزير الطاقة سيزار أبي خليل جان جبران، وعن شركة Zero Mass Water المدير التنفيذي كودي فريسن Cody Friesen ومسؤولة التسويق والتواصل Marketing and Communication كاثلين فيتزجيرالدKathlyn Fitzgerald وحشد من المعنيين والمهتمين بالتقنيات الخاصة بالمياه وإعلاميين.

 

فريسن: صديقة للبيئة

 

       وقبل العرض وفي حديث خاص، قال فريسن لـ ghadinews.net: "تفخر شركة Zero Mass Water بالتعاون مع مؤسسة رينيه معوض يتقديم هذا الحل الإستثنائي لمشكلة مياه الشرب النقية، والمناسبة لكافة الأجواء"، وأشار إلى أن "هناك مصدرا لا نهائيا من بخار المياه في الجو، وبالجمع بين أشعة الشمس والهواء نوفر كميات كبيرة من مياه الشرب النظيفة والمدعمة بالمعادن، فجو أريزونا وبالتحديد مدينة سكوتسديل Scottsdale حيث مقر شركة Zero Mass Water جاف للغاية خصوصا خلال فصل الصيف، ولا يحتوي على أكثر من 5 بالمئة من بخار المياه، وتمكنا استخراج المياه من الجو، وفي لبنان وبوجود الرطوبة، فإن هذا النظام من المؤكد عمله بصورة أفضل وبفعالية أكبر".

وعند سؤاله عن آلية التقنية المستعملة، قال: "تتم العملية بطريقة مهمة للغاية، فلا تتم عملية تكثيف المياه Condensation of water بصورة مباشرة كما يحصل في مكيف الهواء، فهذه الطريقة لا تكون فعالة للحصول على المياه، بل تتم عبر الواح مائية Hydropanel تستخدم أشعة الشمس، وتتم بسحب الهواء بمراوح كبيرة إلى مادة خاصة تتشرب بخار الماء فيها برابطة (مُحبة) للماءhydroscopic  بصورة سريعة للغاية، وهذه المادة مكونة من جزيئات نانوية nanoparticles ولكن بروابط ضعيفة، وتمكننا هذه المقاربة النوعية من استخلاص المياه من هذه المواد وإعادة تنقيتها مئات من المرات خلال الجهاز، لتكوين المياه حتى في أكثر الأحوال جفافا، وعملية التدوير الممكننة داخل الألواح هذه تنتج مياها مقطرة بالأساس، ثم تجمع في حوض معين حيث تضاف إليها المعادن المناسبة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم وبحموضة مناسبة، لجعلها مياه نقية صالحة للشرب تصل عبر الحنفية للمستهلك، كما وتمكننا من إنتاج كمية كبيرة من المياه، لاستخدامها في المرافق المختلفة والمنازل".

       وعن جدواها الإقتصادية، قال فريسن: "ان هذه المنشأة تسترجع ثمنها بعد سنتين ونصف وثلاث سنوات، ويمكن أن يشتري المهتم من لوحين للمنزل ينتج كل منها بالمعدل 5 ليترات، إلى عشرة ألواح أو أكثر للمدارس وغيرها من المنشآت، وفقا لعدد الأشخاص"، وعن الأثر البيئي للألواح ومما تصنع قال: "من مواد معدنية وبلاستيك ولكنها مواد خاصة صديقة للبيئة"، وعن صيانتها أشار إلى أن "حياة المادة الهندسية درست لتستمر بما يزيد عن عشر سنوات، وهناك فلتر للهواء يتم تغييره سنويا، فضلا عن عبوة المعادن Mineral Cartridge التي يجب تغييرها كل 5 سنوات، فهي مصممة لتتحمل الظروف الأصعب لفترة طويلة وعلى كافة أنواع الأسطح، إن كان على الأرض مباشرة أو على أسطح المنازل وغيرها، كما تنتج الألواح مياه بضغط يبلغ 40 psi لتصل إلى المنزل أو إلى الثلاجة مباشرة بضغط عال".

 

الاحتفال

      

في البداية عرض فريسن لأهمية المياه، وأنواع ومصادر المياه في لبنان، وأهمية تقنية الألواح المائية Hydropanel الآمنة والإقتصادية باستخدام أشعة الشمس والهواء وفي أي مكان لتوفير كمية كبيرة من المياه الصحية واللذيذة والمدعمة بالمعادن، وبدون إنتاج نفايات، لاستخدامها في كافة المرافق والبيوت حتى في أكثر الأجواء جفافا، وقد تمت تجربة التقنية في لبنان بالتعاون مع مؤسسة رينيه معوض في مدرستين ودار أيتام ودار لكبار السن" وقام بعرض فيديو، يبين التقنية وأماكن استعمالها في لبنان.

وتلته النائب السابقة نائلة معوض وبعد ترحيبها بالحضور، عبرت في كلمتها عن سرورها بهذه الشراكة النوعية بين مؤسسة رينيه معوض مع مجموعة من الشركات العالمية ومع جامعة ولاية اريزونا في الولايات المتحدة الأميركية Arizona State University وشركة  Zero Mass Water وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID.

وأكدت أن "مؤسسة رينيه معوض معنية بأي مشروع نموذجي لخدمة المجتمع اللبناني في كل المناطق، وخصوصا في المناطق الأكثر حاجة، لأن هذا هو بكل بساطة تاريخ مؤسستنا ورسالتها"، وأضافت: " اليوم نواكب معاً الابتكار في موضوع المياه بالتعاون مع جامعة أريزونا الأميركية ونخبة من الشركات الخاصة، بتمويل ودعم من الـUSAID، وقبل أسبوعين تقريباً كنا في مؤتمر عن استخدام الطاقة البديلة، وكل ذلك يدلّ على اهتمامنا بكل ما من شأنه أن يحمي البيئة في لبنان، لأنه البيئة النظيفة والمصانة أساس لبقاء الانسان اللبناني بأرضه عزيزاً كريماً".

وقالت معوض: "عندما نتحدث عن المياه لا يمكننا أن نغفل القلق الذي ينتابنا في لبنان والعالم أجمع حول أهمية ترشيد استهلاك المياه، نظراً لكميات المياه الصالحة للشرب المحدودة نسبيا مقارنة مع الحاجات المتزايدة للانسان على الكرة الأرضية، بفعل النمو السكاني المتزايد كما بفعل ازدياد الحاجات الملحة إلى المياه".

وقالت معوض "هل وصلنا إلى حلول مرضية كمثل الحل المطروح اليوم باستخراج المياه الصالحة للشرب من الهواء؟ وهل وصلنا إلى إمكانية تطهير أكثر المياه تلوثاً وجعلها صالحة للشرب؟ مع إطلاق مشروعنا اليوم بالتعاون مع شركائنا، يمكننا أن نجيب بنعم على هذه الأسئلة، ويمكننا أن نؤكد أن التعاون ما بين المؤسسات المانحة من جهة أولى، كما هي الحال مع الـUSAID اليوم، ومؤسسات المجتمع المدني التي تُحسن الإدارة والتخطيط والتنفيذ"، وعرضت لمشاريع عدة تقوم بها المؤسسة خدمة للمجتمع المحلي في المجالات البيئية والتربوية والصحية، وختمت معوض بالتنويه على "عملنا مع البلديات، والمشاريع التي ننفذها بالتعاون اللصيق مع المجالس البلدية، إنما يساهم في نشر التوعية لدى المواطنين على أهمية الانتخابات المحلية، وضرورة انتخاب بلديات على قاعدة الكفاءة وتقديم الأفضل لأبناء البلدات والقرى، وهذا ما لمسناه بالفعل في الانتخابات البلدية في العام الماضي".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن