البيئة في ميزان السياسة!

Ghadi news

Sunday, October 15, 2017

البيئة في ميزان السياسة!

"غدي نيوز"

 

*فادي غانم

 

لم تعد البيئة قضية قائمة بذاتها ومنفصلة عن السياسة وسائر المواقع في أي دولة من دول العالم، لا بل تحولت ركنا أساس في توجهات هذه الدول وحكوماتها، وفي ما ترسم وتعد من مشاريع وخطط تلحظ الاستدامة والحد من استنزاف الموارد الطبيعية والتوجه نحو الطاقات المتجددة، فضلا عن تعميم ممارسات تراعي الطبيعة ونظمها وقوانينها، ولو في حدود مصالحها.

وإذا ما تابعنا المؤتمرات واللقاءات الدولية، نجد البيئة حاضرة إلى جانب قضايا سياسية واقتصادية، خصوصا وأن العالم دخل منعطفا حاسما في السنوات القليلة الماضية، مع جملة من المتغيرات المناخية قطعت الشك باليقين، وأكدت أن الكوكب مهدد بظاهرة الاحترار وما ينجم عنها من كوارث، وآخرها الأعاصير المدمرة التي ضربت الولايات المتحدة الأميركية ومنطقة الكاريبي، وهي ليست سوى مؤشر لما ينتظر العالم من تبعات أشد وأخطر، مع ما نشهد أيضا من موجات جفاف وفيضانات تهدد اقتصادات الدول المتصلة بقطاع الزراعة خصوصا، وكل ذلك يشي من الآن بما ينتظرنا من تحديات واستحقاقات.

لقد توحد العالم في حدود كبيرة لمواجهة تغير المناخ، من خلال اتفاق باريس 2015، بغض النظر عن موقف الإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب، وإعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، ومن المتوقع أن يناقش مؤتمر المناخ في مدينة بون الألمانية COP23 في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل آليات تنفيذ اتفاق باريس، فضلا عن قضايا متصلة بالتنمية والطاقة المتجددة، وإن كنا نعلم أن بعض الدول ستبقى تغلب مصالحها، بما لا يؤثر على نموها الاقتصادي، إلا أن قطار مواجهة تغير المناخ انطلق، وليس ثمة من هو بقادر على إيقافه.

ومن جهة ثانية، لا نعيش أوهاما بأن ليس ثمة صعوبات قائمة، لكن في ما نشهد من ظواهر مناخية متطرفة، مع ما يترتب عليها من خسائر، ستكون الدول مرغمة على تبني الاستدامة خيارا ونهج عمل، ما يعني أننا سنشهد تحولا في أولويات الدول لصالح البيئة، رغم الواقع السياسي الدولي المأزوم وصراع المصالح بين الدول العظمى.

من هنا نرى أن البيئة ستكون حاضرة أكثر في ميزان السياسة، وستكون كفتها راجحة على كل ما عداها من قضايا، خصوصا عندما يقتنع الجميع أن المناخ هو العدو الأول الذي يتهدد مصيرنا على هذا الكوكب! 

 

*رئيس "جمعية غدي"

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن