بحث

الأكثر قراءةً

اخر الاخبار

العيناتي يدعي على شركتي ترابة

"خطر وبائي".. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود

حملة توعية لجمعية غدي للتعريف عن الملوثات العضوية الثابتة وأخطارها

دراسة تكشف أصول "القهوة الصباحية".. كم عمرها؟

الصحة العالمية تتخوف من تفشي إنفلونزا الطيور بين البشر.. "أخطر من كوفيد 19"

نهشتها المرامل... من ينقذ ميروبا من "الإرهاب البيئي"؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, October 20, 2017

نهشتها المرامل... من ينقذ ميروبا من "الإرهاب البيئي"؟

خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

 

ميروبا البلدة الوادعة في قضاء كسروان المتاخمة للقمم المزدانة بالثلوج شتاء، تواجه ما يتخطى الكارثة والجريمة إلى ما يشبه قرارا بإعدام كل ما هو حي، غابات وأحراجا ومواقع طبيعية تدنو من الغيم العابر في فضائها الواسع وعنوانه الجمال، أو ما بقي منه بفعل مافيات الرمل وحيتان المال، ممن وجدوا سندا ودعما في مراحل سابقة من سلطة الفساد، ومرتكبي سائر الموبقات لتدمير بيئة ميروبا ولبنان.

 

"أنقذوا ميروبا" Save Mayrouba

 

ميروبا، وكما يشي الاسم (مي أي مياه) تعني بالسريانية ماءً كثيرا، أو الماء ذي الضجيج، ويتأسف إبن هذه البلدة المجاورة للقمم والناشط في مجموعة "أنقذوا ميروبا" Save Mayrouba، على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" إلياس سعادة بأن "ميروبا الفريدة بمناظرها وهوائها ومياهها النقية والعذبة والغزيرة قد أصبحت من الماضي، بعد أن استباحت المحافير والمرامل والجبالات أرضها، وحولت النبعين الباقيين عين التنور وعين الصوان، من أصل أكثر من 50 نبعا إلى مياه ملوثة بزيوت السيارات والآليات والرمل والغبار".

وزودنا سعادة بتقرير علمي أصدرته مؤسسة Geomasters Middle East موجه إلى البلدية، يظهر بالصور ما قبل وما بعد عمليات الإستثمار، وبالأرقام فداحة الإستثمار الذي طاول المنطقة وعلى ارتفاعات مختلفة، ما أدى إلى تكون "أشيار" أي مرتفعات شاهقة محفورة في الجبل، ما يهدد أراض زراعية يستخدمها السكان، وأن كمية الرمول المستخرجة قدرت بـ 157 ألف متر مكعب في منطقة واحدة، وهي منطقة "صنور" عبر "عين القواص".

وفي تقرير آخر زودنا به سعادة، يبين أن مساحة ميروبا 8.220 كيلومتر مربع، تم استثمار 1.16 كيلومتر مربع منها، أي ما يقدر بـ 14.1 بالمئة من مساحتها، كما تم استخراج رمول بكمية 5.5 مليون متر مكعب، وهو ما يعتبر كارثة بيئية بكافة المقاييس.

 

تلوث نبع الصوان

 

الصور التي وصلتنا من ميروبا، تبين فداحة "الجريمة والإرهاب البيئي"، كما أن كافة المرامل والمحافير والجبالات غير قانونية وليس لديها أي رخصة قانونية، ومن الأمثلة التي يوردها سعادة "جبالة يملكها المدعو فريد نخلة زغيب، استحصل على رخصة مؤقتة لفترة 6 أشهر للقيام بتعهد صغير في المنطقة، لتمتد الفترة إلى ست سنوات".

ويؤكد أن "الرخص لا تعطى في المنطقة كونها سياحية كونها غنية بمصادر المياه الجوفية كما أنها أرض زراعية، فضلا عن أن (مجبل الاسمنت) يجب أن يكون بعيدا عن أي منطقة سكنية ومصادر مياه ما لا يقل عن 1000 متر، بينما يبعد حقيقة عن أقرب نقطة سكنية 400 متر وعن نبع الصوان 200 متر، وقد لوثت رواسب (المجبل) وبقايا الزيوت المستعملة في الآليات نبع الصوان الذي يميز المنطقة، وكان يقصده جميع سكان البلدة ومن القرى المجاورة فضلا عن أهالي المدن للتزود بالمياه النقية".

 

منكوبة بتأثير وتدخل سياسي

 

وقال سعادة لـ ghadinews.net: "بالنسبة للمرامل هناك 16 محفار رمل في ميروبا، تحتل 14 بالمئة من مساحتها، كما تم اقتلاع 150 ألف شجرة صنوبر"، وأضاف: "كانت منطقتنا مقصودة لمرضى الربو والذين يعانون من الأمراض التنفسية، وحولتها هذه المحافير إلى منطقة مليئة بالغبار، وتتجه نحو التصحر، وقد وصلوا في بعض المناطق إلى عمق 100 متر وطبقات المياه الجوفية، كما يسرقون المياه بواسطة الضخ، ومعظم المياه الغزيرة تحولت إلى سواق بسبب جرها ونهبها".

ولفت سعادة إلى حادثة حصلت مؤخرا "بعد توجه لجنة (إنقاذ ميروبا) لزرع شجرة كخطوة رمزية لتحركنا، ولولا مؤازرة الجيش، ودعم فخامة رئيس الجمهورية وكريمته السيدة كلودين عون روكز، لحصلت أزمة لا تحمد عقباها بعد تعرضهم لبعض الناشطين وصولا إلى (تكسير) سيارات"، وأضاف: "بعد زيارة السيدة روكز ووقوفها على النكبة التي حلت بقريتنا، سعت لدى الجهات المعنية لتطبيق القرارات لوقف العمل، وإيصال صوتنا للمعنيين بهذا الموضوع، لكي تستثنى ميروبا، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه واستصلاحه لأن نتائج الكوارث البيئية كبيرة"، وقال: "كل القرى منكوبة ولكن حراجل لم تتجاوب معنا، منطقة أبو ميزان أيضا تستأثر باهتمام مشاريع (شركة نخلة زغيب)، فضلا عن منطقة وطى الجوز التي تعتبر منطقة منكوبة أيضا، فجبال ومساحات بأكملها تتلاشى أمام أعيننا".

وتابع سعادة "شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة، تحويلها إلى منطقة منكوبة بتأثير وتدخل سياسي، وقد خربوا منطقة كسروان، فالوضع دقيق ونحاول تفادي المواجهة قدر الإمكان، رغم تلقينا العديد من التهديدات".

 

مناشدة

 

وأشار سعادة إلى أن "الطامة الكبرى متمثلة في مغسل رمل، لشخص اسمه طوني مهنا ولقبه طوني الضربة، وهو من مزرعة كفرذبيان، واشترى أرضا وقام باستحداث مرملة، وبعد إزالة الرمل، راح يضخ مياه نبع عين التنور ويغسل الرمل ويبيعه، وهو من أخطر الممارسات بحق البيئة إذ لوث مياه نبع من أنقى مياه المنطقة بالرمال، وأزال الأشجار، وكل هذا دون أي رخصة".

ونوه سعادة بجهود الرئيس وكريمته خصوصا لجهة "استصدار قرار من المدعي العام البيئي بختم كافة المنشآت بالشمع الأحمر، ولولا هذه الجهود، لم نصل إلى هذه النتيجة".

وعن أهداف اللجنة قال سعادة "هدفنا استصلاح الأراضي، ونحاول تأسيس جمعية لنحاول إصلاح هذا الوضع المأسوي، بالتعاون مع جمعيات بيئية ووزارة البيئة، ومنظمات أوروبية وعالمية لتأمين أموال لازمة لاستصلاح هذه المساحات الشاسعة المنكوبة".

وناشد القرية "الإلتفاف حولنا أكثر في مواجهة أصحاب المرامل والكسارات"، مؤكدا أن "الأمر ليس شخصيا، بل نستهدف نهج وطريقة عمل، ليستصلحوا الأراضي ويعيدوا زراعتها، ونناشد القوى السياسية وفعاليات المنطقة الوقوف مع الحق وعدم تغطية أحد، وفخامة الرئيس وكريمته البقاء إلى جانبنا، لأننا أصحاب حق، وهدفنا الإصلاح البيئي، لتعود هذه الأرض كما كانت للأجيال القادمة، وتستعيد تنوعها الحيوي من حيوانات ونباتات وأشجار".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن