عندما يكون الإنقراض حاجة!

Ghadi news

Thursday, October 26, 2017

عندما يكون الإنقراض حاجة!

"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -

 

إذا راجعنا في سجلات الكائنات البرية والبحرية وأنواع كثيرة من الطيور، نجد أنواعا عدة كان مصيرها ومآلها الانقراض، فيما ثمة آلاف الأنواع اليوم مدرجة على "القائمة الحمراء" قد يكون مصيرها الاندثار أيضا، وهذه الكائنات تسدي خدمات كبيرة للنظم البيئية، وانقراضها يعني إحداث خلل في هذه النظم، والإنسان ليس ببعيد عن نتاجه.

لكن، إذا تساءلنا، ومن باب الافتراض، لماذا ليس ثمة مسؤول فاسد واحد معرض للانقراض، خصوصا وأن اندثاره لا تترتب عليه تبعات كارثية، لا على النظم البيئية، ولا على المجتمع؟ فعلى العكس تماما اندثار الفاسدين لا بد وأن ينعكس إيجابا على الحياة البرية والبحرية، بمعنى أنه لن تكون هناك خطط لردم البحر البحر قد تفضي إلى انقراض السلاحف والكثير من الكائنات البحرية، وكذلك الأمر بالنسبة للبيئة البرية، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار أن الحيوانات والكائنات والطيور المعرضة للانقراض، هي في الأساس مهددة نتيجة تلكوء هذا المسؤول أو ذاك، أو تورط آخر بفضائح ساهمت في انقراض بعض الأنواع.

إذا انقرض عصفور نتيجة الصيد الجائر، تفتك الحشرات بالأشجار، وما نواجه اليوم من مرض يباس الصنوبر، هو نتيجة انقراض الأعداء الطبيعيين لحشرات تهدد الثروة الحرجية، أو ما بقي منها، أما إذا "انقرض" مسؤول فاسد، فلن يكون ثمة أثر سلبي لهذا النوع من "الانقراض"، خصوصا وأنه "انقراض" مطلوب، لنحافظ على البيئة ونبقي المواطنين بمنأى عن مخاطر الأمراض، ليتنشقوا هواءً نظيفا، ولينجزوا معاملاتهم في الدوائر الرسمية دون عقبات وإذلال وتقديم الرشى، وليتساووا جميعا أمام القانون.

بهذا المعنى ثمة انقراض يجب أن نعمل جاهدين لمنع حدوثه، وثمة انقراض مطلوب كمهمة وطنية إذا ما أردنا الحفاظ على لبنان، دولة عصرية بعيدا من رعاية الطوائف و"الحكام بأمرهم" من زعمائها.

نتمنى أن يلقى المسؤولون الفاسدون مصير الديناصورات، خصوصا وأن التجارب أكدت أن "الديناصورات الآدمية" وبالٌ على بني البشر، على الطبيعة، والبيئة، على الهواء والمياه والتربة، ونحن نعلم أنه لن يتمكن لبنان من النهوض كدولة عصرية، إن لم نساهم نحن المواطنون العزل إلا من كرامتنا في توفير ظروف انقراض حاملي فيروس الفساد... وما أكثرهم!

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن