"غدي نيوز"

تتطلع الصين إلى مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة حول مفاوضات تغير المناخ، والمضي قدما لتحقيق أهدافها الخضراء، بالرغم من قرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ في وقت سابق من هذا العام.

وفي هذا السياق، أكد شيه تشن هوا، كبير مفاوضي الصين بشأن المناخ، قبل المؤتمر العالمي لتغير المناخ "كوب 23" الذي تعقده الأمم المتحدة هذا العام في مدينة بون الألمانية في تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أن الصين ستبقى دائما ملتزمة بالوفاء بتعهداتها المناخية، والحرص على دفع اتفاق باريس مع باقي الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وأشار شيه إلى أن "الصين تأمل في تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في تطوير الطاقة النظيفة وتقنيات حجز الكربون وغيرها من القضايا". مضيفا أن "تعاون الصين مع الولايات المتحدة على المستوى الرسمي حقق تقدما جيدا، ولم يتوقف".

ولعبت الدولتان دورا رئيسيا في التوصل إلى اتفاق تاريخي عام 2015، بيد أن الإدارة الأميركية أعلنت قرارها بالانسحاب من الاتفاق في وقت سابق من هذا العام.

وقال شيه "نأمل في عودة الولايات المتحدة إلى الأسرة الكبيرة في اتفاقية باريس للمناخ، والتصدي للتحديات المناخية مع الأطراف الأخرى".

وعلى الرغم من أن الموقعين المتبقين على "اتفاق باريس" سيواصلون مفاوضاتهم في مدينة بون، حول كيفية تنفيذ المعاهدة، فإن الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة، إحدى أكبر الدول التي تُطلق انبعاثات الكربون، سوف يلقى بظلاله على الاجتماع.

ويتوقع أن يحضر وفد الولايات المتحدة للمشاركة في محادثات بون، رغم قرارها السابق بالانسحاب من الاتفاق.

وقال تسو جي، رئيس مكتب الصين لمؤسسة الطاقة، إنه لا يتوقع تحولا كبيرا في الموقف الأميركي قبل مؤتمر بون للمناخ، أو خلال زيارة الرئيس ترامب لبكين، التي من المقرر أن تبدأ في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وتصادف فترة انعقاد مؤتمر بون. وأضاف أنه من المتوقع أن تنحصر الاتفاقات خلال الاجتماع الثنائي على الطاقة النظيفة، مثل تجارة الغاز الطبيعي المسال التي يمكن أن تفيد اتفاق المناخ.

ومن جانبها، أشارت لورانس توبيانا، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الأوروبية للمناخ، إلى أنه وسط حالة عدم اليقين التي جلبتها الولايات المتحدة، فإن التزام الصين القوي بمكافحة تحديات تغير المناخ، يضخ الثقة في المحادثات المناخية المقبلة. وقالت: "إن الصين تؤدي دورا رائدا في الكفاح العالمي لمكافحة تغير المناخ الذي تجسده جهود البلاد في السنوات الأخيرة لإعادة توازن هيكلها الاقتصادي وخفض الاعتماد على الصناعات المسببة لانبعاثات الكربون".

وتشير بيانات اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أكبر مخطط اقتصادي في البلاد، إلى أن كثافة الكربون في الصين، وهي مقياس كمية الكربون المنبعثة إلى الناتج المحلى الإجمالي، انخفضت بنسبة 4 بالمئة في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي.

وقال لى قاو، مسؤول بإدارة تغير المناخ للمفوضية، إن الصين تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها، الخاصة بانبعاثات الكربون، المحددة للخطة الخمسية الـ13 (2016 – 2020).