"غدي نيوز" – أجرت الحوار سوزان أبو سعيد ضو -
يتسم دائما بهدوء المسؤول الواثق ذي النظرة الثاقبة، متواضعا كسنبلة قمح انحنت لمواسم الخير، شامخا كسنديانات الأردن العتيقة، وأمينا لقيم جلالة الملك عبدالله الثاني في مسيرة المملكة الهاشمية بقيادته الرشيدة، عمل وما يزال بهدي توجهاته لأردن يتطلع لمستقبل يعبر عن طموحات شعبه، هكذا عهدناه عندما تولى وزارة البيئة في المملكة، وهكذا عهدناه أيضا منذ أصبح عضوا في مجلس الأعيان الأردني.
إنه الدكتور طاهر الشخشير بكل ما يحمل من مكارم الأخلاق والقيم النبيلة الراسخة في أرض النشامة، التقيناه على هامش مشاركته في المؤتمر السنوي العاشر لـ "المنتدى العربي للبيئة والتنمية" (أفد) حول "البيئة العربية في 10 سنين"، الذي احتضنته بيروت قبل أيام، وكان لنا معه هذا الحوار:
"غدي نيوز": بداية، وانطلاقا من مشاركتكم في مؤتمر المنتدى العربي للبيئة والتنمية واطلاعكم على تقريره السنوي العاشر: "البيئة العربية في عشر سنين"، كيف تقيمون وبنظرة سريعة المؤتمر والتقرير؟
د. طاهر الشخشير: "المشاركة في مؤتمر المنتدى العربي للبيئة والتنمية العاشر، أصدر تقريرا عن حال البيئة في العالم العربي على مدى عشر سنوات، وتبين من الإحصاءات والدراسات حول هل تحسن وضع البيئة في العالم العربي في هذه الفترة أم تراجع؟ وتبين أن هناك تحسنا في مجالات لجهة الوعي البيئي وإن لم يصل إلى المستوى المطلوب، ويحتاج للجهد والمتابعة والمثابرة، ووضع أسس في المناهج التعليمية وأن تكون هناك أولوية لنشر الوعي البيئي والمحافظة على البيئة لدى طلاب المدارس والمواطنين، وأن تكون هناك أولوية للمحافظة على البيئة، بالمقابل هناك للأسف تراجع في مجال البيئة في بعض المجالات، منها: تلوث الهواء والبحار والمياه. وأما بالنسبة للمؤتمر فكان الحضور والمستوى جيدا ومن كل الوطن العربي، وكذلك المساهمات وتبادل الخبرات، وإن كانت الدراسات وخلاصات النتائج محصورة في مجالات محدودة ولم تنتشر في مجالات أوسع، فلا بد أن يكون هناك نشاط أكثر جدية، لنشر هذه الدراسات والتواصل مع المنتدى العربي البيئي لإطلاع المواطن العربي على كل ما هو جديد يظهر لدى القائمين على هذا المنتدى، وهي فرصة لأشكر أخي نجيب صعب وفريق العمل معه على الجهد الكبير والتواصل، ونأمل أن يحصلوا على الدعم المالي للإستمرار في رسالتهم التي بدأت منذ أكثر من 10 سنوات".
"غدي نيوز": نتابع بإعجاب ما أنجزه وينجزه الأردن في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة في مختلف قطاعات التنمية، هل يمكن للملكة الأردنية الهاشمية أن تتخلى عن مشروع بناء مفاعل نووي لتوليد الطاقة؟
د. طاهر الشخشير: بالنسبة لموضوع الطاقة المتجددة في الأردن وتنوعها، فكما تعلمون أن الطاقة المتجددة بدأت منذ 3 سنوات فقط، بتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والحمدلله، فإن الأردن سعى وقطع شوطا لا بأس به في هذا المجال، وأصبح لدينا مشاريع عدة في إنتاج الطاقة، من خلال الطاقة الشمسية، خصوصا أن الشمس تسطع 300 يوما خلال السنة ونسبة الاشعاع وقوتها تتناسب جدا لإنتاج الطاقة الكهربائية بكفاءة ونسب عالية، بالإضافة لمشروعين لإنتاج الطاقة من خلال الرياح، وهذا ما ساعد في خفض استخدام الطاقة الأحفورية في توليد الطاقة، ونأمل ان تستمر هذه الجهود في زيادة حصة توليد الطاقة الكهربائية من الشمس والرياح، أكثر مما هو حاليا، وكما نأمل أن تصبح هذه النسبة في العام 2025 بين 20 و25 بالمئة من إنتاج الطاقة، أما أن يكون هذا النوع من الطاقة المتجددة بديلا للمفاعل النووي، حيث ينوي الأردن بناء مفاعلين نووين، فلا يزال هذا الموضوع يراوح مكانه، وذلك نظرا للوضع الإقتصادي في المنطقة والتمويل الكبير الذي تحتاجه مثل هذه المشاريع، فهناك تأجيل لهذه المشاريع إلى أن تتوفر السيولة، ولا مانع إن كان هناك استخدامات حديثة لاستخدامات توليد الطاقة من المفاعلات النووية بحيث تقلل من مخاطر هذه المفاعلات فلا بأس أن تكون هذه المفاعلات جزءا من توليد الطاقة".
"غدي نيوز": لقد كان الأردن موضع إشادة من قبل المؤتمرين، بحيث حقق نتائج اعتبرت الأولى عربيا في مجال الطاقة المتجددة، مع نسبة نمو مهمة، ألا يرتب هذا الأمر تحديات جديدة ليظل الأردن في موقع الريادة؟
د. طاهر الشخشير: "بلغ النمو في الطاقة المتجددة في الأردن 72 بالمئة، وهناك تحديات تواجه الأردن لجهة إعادة تأهيل الشبكة الموجودة حاليا، وأن تستطيع استيعاب اكثر مما هو قائم حاليا كونها محدودة الإستيعاب، وهناك مشروع لإعادة تأهيل هذه الشبكة لتساعد في التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة، بهدف خدمة كافة المواطنين والصناعة في الأردن".
"غدي نيوز": نتمنى من معاليكم تقييم تجربة "غدي نيوز" وإسداء النصح للإفادة من وافر علمكم وكبير تجاربكم؟
د. طاهر الشخشير:" أؤكد أن موقع (غدي نيوز) من المواقع المتميزة والناجحة جدا، التي تنشر الأخبار البيئية وتساهم في تعميم الوعي البيئي في الوطن العربي والعالم، خصوصا التواصل بين هذا الموقع وكافة المواطنين والدول، فهناك عدد كبير من المتابعين لهذا الموقع ويشاركون فيه، وهذا دليل على تقدم ونجاح الموقع، ونشكر القائمين على (غدي نيوز) وعلى رأسهم الأخ فادي غانم الذي يعمل ليلا نهارا لنشر الوعي البيئي وخدمة البيئة سواء في الجمهورية اللبنانية، أو الوطن العربي خصوصا المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات للتعاون بين غدي ووزارة البيئة الأردنية، وإن شاء الله ستكون اتفاقات قريبة في المستقبل بين غدي ووزارة السياحة، لتبادل السياحة البيئية في البلدين وهذا يخدم الأهداف البيئية المشتركة بين بلدينا".