"غدي نيوز" -*فادي غانم -

في موقف اتسم بجرأته المعهودة، أطل رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم البابا فرنسيس، يوم أمس الخميس 16 تشرين الثاني (نوفمبر)، على مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ في مدينة بون الألمانية COP23، موجها رسالة بالغة الدلالة إلى "أولئك الذين ينكرون ظاهرة تغير المناخ".

والإنكار هنا، في فلسفة البابا ورؤيته الإستشرافية الموائمة بين الإيمان والعلم، لا يتقصد من أعلن إنكاره جهارا لهذه الظاهرة الكونية فحسب، وإنما كل من يقدِّم مصالحه الخاصة (الدول والحكومات) على قضية المناخ، فهذا "إنكار" أشدّ وأدهى وأخطر!

الإنكار واللامبالاة

جاءت الرسالة قبيل اختتام مؤتمر "كوب 23"، وقد أدرك البابا فرنسيس بما تناهى إليه من تفاصيل ومواقف حجم المشكلات وعقم المفاوضات، وتاليا عدم قدرة المجتمع الدولي على صوغ رؤى خلاقة توفر لـــ "اتفاق باريس" للمناخ فرصة الحياة، لا أن يبقى مجرد إطار لا أكثر، وشعار أفرغته اقتصادات الدول من مضمونه.

وقد حملت رسالته بضع كلمات تغني عن مئات الآلاف تضمنتها تقارير المفاوضين، حين دان "أولئك الذين ينكرون ظاهرة تغير المناخ، وغير المهتمين بها والذين تخلوا عنها، والذين يعلقون الكثير من الثقة على الحلول التكنولوجية للمسألة".

وتوجه إلى المفاوضين في بون، قائلا: "يجب أن نتجنب الوقوع في هذه المواقف الخطيرة الأربعة ألا وهي: الإنكار واللامبالاة والتخلي والثقة في الحلول غير الملائمة"، وكأنه أراد تقديم هذه المواقف كعناوين لتكون بمثابة خارطة طريق تحدد السبل الآيلة إلى تجنب الكارثة".

ودعا البابا نقلا عن رسالته "لاوداتو سي" المؤيدة للبيئة لعام 2015، إلى "محادثات تضم الجميع، لأن التحدي البيئي الذي نواجهه وجذوره البشرية، يهمنا ويؤثر علينا جميعا".

وقال قداسة البابا فرانسيس إنه يأمل في أن يكون اجتماع بون مثمرا وربما "يعزز الإرادة في التوصل إلى حلول فعالة لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وفي الوقت عينه محاربة الفقر وتعزيز تنمية بشرية متكاملة حقا".

اليوم العالمي للتسامح

وتزامنت مواقف البابا مع تغريدة أطلقها في "اليوم العالمي للتسامح"، أكد فيها "أن الفقر (البؤس) لا يحصل بدافع القضاء والقدر، إنما لديه مسبباته التي ينبغى أن نعترف بها، ونعمل على إزالتها.

وأضاف البابا عبر حسابه الشخصي على "تويتر": "إن ذلك من أجل ضمان احترام وصون كرامة العديد من الأخوة والأخوات".

*رئيس "جمعية غدي"