هل توقف الإمارات رجل أعمال اشترى عذرية فتاة بـ 3 ملايين دولار؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, November 17, 2017

الإنجازات الكبيرة تحصنها القيم والمناقب بروادع تحترم الإنسان

"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -

 

أن تبيع فتاة أميركية عذريتها من أجل الحصول على تكاليف سفرها ودراستها، فهذا انحدار أخلاقي يساهم أكثر في تسليع جسد المرأة، ولا يختلف كثيرا عن موروثات لا ترقى إلى عصرنا المفترض أنه حاضن لقيم ومعايير إنسانية، أما الانحدار الأخلاقي الأكثر فجاجة أن يكون "المشتري" رجل أعمال إماراتي، لقاء 3 ملايين دولار أميركي!

نحن أمام حالتين مرضيتين، الأولى مرتبطة بـ "مفاهيم" الغرب ومنظومته القيمية (من قيمة)، وفق ما كرسته "الميديا" لجهة تكريس صورة نمطية للمرأة محصورة بجسدها (التسويق والإعلانات) ما يلغي أهمية القوانين الناظمة لحقوقها، والثانية على صلة بحالة الانفصام التي يعيشها الشرق في ازدواجية المعايير، بين المجاهرة بالعفة والقيم علنا وممارسة نقيضها في السر، وهذا يؤكد أن الشرق لم يتصالح مع الموروث الديني والعصرنة في عالم فرض إيقاعه على مجمل حياتنا، بدليل أن من اشترى عذرية ابنة التسعة عشر ربيعا لم يجرؤ على ذكر اسمه.

ما يثير الاهتمام إلى حد التقيوء أن ثمة إجراءات لإتمام صفقة البيع في أحد الفنادق، ولم تحرك السلطات الأميركية ساكنا، وهذا ما يعزز وجهة نظر الفتاة الأميركية "جيزيل" من أن بيع عذريتها لا يشكل أي مشكلة أخلاقية لها، بل على العكس، إنها ترى في ذلك علامة على تحرر المرأة! قائلة: "في الحقيقة، إن المرأة بإمكانها أن تفعل ما تريد بجسدها وأن تعيش حياتها بشجاعة، ولها الحرية في اختيار حياتها الجنسية، وعلى الرغم من الانتقادات فإن ذلك علامة على التحرر".

والغريب في الأمر أن واقعة البيع تمت من خلال موقع متخصص، سيحظى مالكه بـ20 بالمئة من قيمة الصفقة.

وما يعنينا في هذا المجال أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة في واجهة هذا الحدث، لجهة أن "مشتري العذرية" رجل أعمال إماراتي، فيما لم نسمع إلى الآن توضيحا ولا حتى إشارة إلى هذه الفضيحة، ولا هوية رجل الأعمال ومن يكون.

والصدمة مضاعفة، خصوصا وأننا نفخر بهذه الدولة الشقيقة التي تكاد تحتل صدارة عالمية في مختلف المرافق، من الطاقة المتجددة، إلى حماية البيئة، إلى المدن الذكية، إلى الاقتصاد والتنمية وحقوق الانسان... وما لا يحصى من إنجازات، لكن أن تمر صفقة بيع من هذا النوع دون عقاب ومحاسبة، وبذريعة حماية الحرية الشخصية فهذا يعني هدم كل القيم والمناقب، لأن الإنجازات الكبيرة يجب أن تكون محصنة بروادع تحترم إنسانية الإنسان.

نتمى على دولة الإمارات أن تتخذ موقفا ليس أقله معاقبة رجل الأعمال المعني والتشهير به وتحويل قيمة الصفقة (3 ملايين دولار أميركي) لصالح أعمال خيرية وبيئية، ولا مانع من إقامة مركز متخصص لحماية النساء المعنفات في الإمارات والعالم، لتحتل في هذا المجال أيضا موقع الصدارة.

 

 

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن