الفتى نايلوسولو إبن فيجي (12 عاما) "بطل المناخ" في "كوب 23"

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, November 18, 2017

الخطب لن تحل المشكلة... التوجه نحو عمل أكثر فاعلية هو المطلوب

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

            

       جاءت كلمات إبن جمهورية جزر فيجي تيموسي ناولوسالا Timocy naulusala البالغ من العمر اثني عشر ربيعا أكثر تأثيرا وأعمق دلالة من خطابات ومواقف زعماء العالم ورؤساء الوفود في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ في مدينة بون الألمانية COP23، وتمكن من خلال عرض معاناته ومعاناة شعب فيجي من خطف الأضواء يوم الأربعاء الماضي في 15 تشرين الثاني (نوفمبر)، عندما ألقى خطابه الافتتاحي في الجزء الرفيع المستوى من المؤتمر السنوي، ونال استحسان الحاضرين وتشجيعهم.

       قدم ناوسولا شهادات عن مأساة حاضرة الآن يعيشها، فيما بلده مهدد بالغرق، وقد يختفي من الوجود في حدود 2050، وسيكون مضطرا لدفع ضريبة من حياته ومستقبل بلده وشعبه، بسبب جشع وطمع الدول المستأثرة باقتصادات العالم، وسيتحول "مهجر مناخ"، إذا لم تتبنّ الدول إجراءات صارمة لمواجهة ظاهرة الاحترار، وهو يستحق أن يكون "بطل المناخ" في مؤتمر بون.

 

كلمة مؤثرة

 

       وعلى الرغم من قيادة الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس António Guterres والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون Emmanuel Macron والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل Angela Merkel الحملة الدبلوماسية في بون، إلا أن هذا الفتى الصغير ذو الابتسامة الكبيرة، وابن قرية نايفيكولا Naivicula في مقاطعة تايليفو Tailevu في فيجي والمنكوبة بإعصار "وينستون"Cyclone Winston  في العام الماضي الناجم عن التغير المناخي، والذي فاز خطابه في مسابقة على الصعيد الوطني تمكن من إيصال رسالة فيجي للحد من تغير المناخ.

       وتلقى نولوسالا حفاوة من قادة العالم، مثل مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وقد تقاسم المسرح مع السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باتريشيا إسبينوزا Patricia Espinosa، والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير  Frank-Walter Steinmeier، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والرئيس 23 لمؤتمر الأطراف، رئيس وزراء فيجي فوريك باينيماراما Frank Bainimarama.

       ودعا ناولوسولا في كلمته متوجها لمئات من المندوبين بمن فيهم 25 رئيس دولة وحكومة لـــ "فتح أعينهم على تأثير تغير المناخ"، مؤكدا أن "لعبة اللوم والإنتظار قد انتهت"، وقال: "يجب أن نكون أقل توجها نحو الاقتصاد، ودعونا نكون اكثر توجها نحو البيئة"، وأضاف: "ايها السيدات والسادة إن الخطب والمحادثات لن تحل المشكلة ولكن التوجه نحو عمل أكثر فاعلية هو المطلوب".

       وقال نولوسالا: "بيتي ومدرستي ومصدر غذائي ومصادر المياه والمال دمرت تماما، وأصبحت حياتي في حالة من الفوضى"، وأضاف: "قريتي التي كانت جميلة مرة أصبحت قفارا قاحلة فارغة... تغير المناخ هنا وباقٍ ما لم تفعلوا شيئا حيال ذلك".

       وقوبلت كلمة نولوسالا بتصفيق "ساخن" قبل أن يصافح قادة العالم وأخذ الصور الفوتوغرافية معهم في الجولة السنوية الثالثة والعشرين للمحادثات المناخية للأمم المتحدة.

 

تحديات ميثاق باريس

 

       وقد استقبل القادة صباحا محتجين مناهضين للوقود الأحفوري، رافعين لافتات، تقول: "الفحم النظيف هو كذبة قذرة"، وبدأ القادة في بون بعدها إعادة تنشيط المفاوضات التي عرقلها رفض أميركا لاتفاق باريس في العام 2015.

       وقال غوتيريس للمندوبين أن "وصف تغير المناخ هو التهديد المحدد لوقتنا"، وأضاف أن "استمرار الاستثمار في الوقود الاحفوري ليس له معنى ماليا، وان له نتائج عكسية"، وقال: "يجب ان نتوقف عن الرهان على مستقبل غير مستدام من شأنه أن يضع الادخار والمجتمعات في خطر".

 

ماكرون

 

       واعتبر ماكرون من جانبه، أن تغير المناخ هو "أكبر نضال فى عصرنا"، وحث الدول الاوروبية على فتح محافظها لفريق علوم المناخ التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي يواجه نقصا حادا في الميزانية، وقد خفض ترامب التمويل إلى "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" Intergovernmental Panel on Climate Change والمعروفة اختصارا بـ IPCC، التي تساهم الولايات المتحدة تبنحو 2 مليون دولار أميركي سنويا، وهو ما يمثل تقريبا نصف ميزانيتها لعام 2016، وبالتعاون بين آلاف الخبراء في كافة أنحاء العالم، يصدر الفريق تقارير كل بضع سنوات، ويعتبر على نطاق واسع أعلى سلطة لعلوم الاحترار العالمي.

       وأكد ماكرون قوله "أستطيع أن أضمن أنه اعتبارا من عام 2018، لن تكون الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC ينقصها يورو واحدا".

 

ألمانيا

      

       في المقابل قالت ميركل أن "تغير المناخ يشكل تحديا مركزيا، إن لم يكن للبشرية"، مضيفة أنه "يتعين على العالم الوقوف معا لتنفيذ اتفاق باريس".

       ويلزم الميثاق البلدان الحد من متوسط ​​الاحترار العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين على مستويات الثورة الصناعية، و 1.5 درجة مئوية إذا أمكن، لتفادي حدوث عواصف ناجمة عن تغير المناخ والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر، ولتعزيز هذا الاتفاق، قدمت الدول التزامات طوعية للحد من الانبعاثات، ولكن تم بالفعل تسجيل زيادة درجة مئوية واحدة عالميا.

       وذكر تقرير ان انسحاب أميركا سيعزز درجات الحرارة العالمية، بما يقرب من نصف درجة مئوية بحلول عام 2100، لما مجموعه 3.2 درجة مئوية عالميا.

       ولا يزال الفحم يوفر نحو 40 بالمئة من احتياجات ألمانيا من الكهرباء، ومن المتوقع ألا تستطيع ألمانيا الوصول إلى هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 40 بالمئة بحلول عام 2020 عن مستويات عام 1990.

       وقالت ميركل: "إن امامنا طريق طويل"، مضيفة انه "يجب النظر فى الاحتفاظ بالعمالة والحيوية الاقتصادية عند دراسة مشروعات الطاقة".

       وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة السلام الأخضر جنيفر مورغان Jennifer Morgan "احتاجت السيدة ميركل إلى الحضور إلى بون وأن تبين أنها سمعت معاناة شعوب المحيط الهادئ وحول العالم، وأنها ستفعل الشيء المسؤول التخلص من الفحم، إلا إنها لم تقدم شيئا".

       وقد عارضت هذه القضية جهود ميركل تشكيل حكومة ائتلافية من حلفائها المحافظين و"حزب الخضر" والديموقراطيين المؤيدين للصناعة المعتمدة على الفحم.

 

تمويل المناخ

 

       ومنذ يوم الاثنين الماضي، تعثر البيروقراطيون فى بون بـ "كتاب القواعد" الذي وضعه مؤتمر باريس، والذي سيحدد كيفية حساب الدول لخفض انبعاثاتها والتبليغ عنها، أما حاليا، فإن دور وزراء الطاقة والبيئة هو فتح قضايا، أهمها تمويل المناخ من البلدان الغنية إلى البلدان الفقيرة، وهي نقطة الخلاف الرئيسية.

       وتعقدت هذه المهمة بسبب وجود مسؤولين في البيت الابيض استضافوا حدثا جانبيا دفاعا عن استمرار استخدام الوقود الاحفوري.

       ومن بين كبار الاميركيين فى المحادثات مساعدة وزير الخارجية بالانابة لشؤون المحيطات والبيئة والعلوم جوديث غاربر Judith Garber التي خاطبت المؤتمر يوم الخميس، وقالت: "إن الولايات المتحدة ستظل رائدة فى مجال الطاقة النظيفة، ولا تزال ملتزمة بمساعدة البلدان الأخرى للتكيف مع آثار تغير المناخ"، مضيفة أن الولايات المتحدة ما زالت "منفتحة للإنضمام مجددا الى اتفاق باريس إنما بشروط اكثر ملاءمة للشعب الاميركي".

       وتتناقض تصريحات غاربر الدقيقة حول تغير المناخ مع الخطابات التي استخدمها مسؤولو ادارة ترامب الذين عقدوا في وقت سابق من هذا الاسبوع في بون اجتماعا للترويج لاستخدام "الفحم النظيف"!

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن