بلدية بيت مري تتبنى بناء أول معمل متكامل لمعالجة النفايات

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, December 1, 2017

أبي شديد لـ "غدي نيوز": فرز أتوماتيكي لكافة المواد القابلة للتدوير

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

 

       بعد نيلها جائزة Business Opportunities In Lebanon لمشروعها الأولي في علاج أزمة النفايات، وهو مشروعZero Waste ، أعلنت بلدية بيت مري مؤخرا عن نيتها إنشاء معمل متكامل لمعالجة النفايات، وقد يتضمن إنتاج الطاقة عبر الإنحلال الحراري، أو التفكك الحراري، التي يشار إليها بشكل عام بالمحارق.

وانطلاقا من حرصنا في ghadinews.net على معرفة كل ما يتعلق بهذا المشروع، ومواصفاته التقنية والفنية، وما إذا كان يمثل حلا نموذجيا لبيت مري وجوارها، التقينا رئيس مجلسها البلدي المحامي روي أبي شديد، وكان لنا معه الحوار الآتي:

        

     "غدي نيوز": نال مشروع Zero Waste جائزة، فلماذا التحول إلى مشروع جديد؟

 

       روي أبي شديد: مشروعنا لا زال مستمرا، ولكنه عبارة عن معمل صغير، يعالج كمية غير كبيرة من النفايات، فقدرته الإستيعابية Capacity لا تتجاوز 20 طنا في اليوم، ويبلغ ما تنتجه بيت مري ما بين 15 و16 طنا، ولا يعتبر حلا كاملا، ولا يمكننا أن ندفن رؤوسنا في الرمل، وندعي أننا حللنا المشكلة، فالأحياء متداخلة مع القرى المجاورة، ونتيجة هذا التداخل فلا يمكننا الفصل في النفايات بين القرى، وبهدف أن يكون هناك حل شامل لكل المنطقة، فكرنا بإنشاء معمل متكامل يستوعب حوالي 400 طنا باليوم، لمنطقة المتن (القرى المحيطة ببيت مري)، وأي بلدية تريد الإنضمام، فليس الأمر إجباريا، فنحن نبني المعمل ونضعه بتصرف البلديات، والتي لديها المصلحة بالعمل معنا، وستكون كلفة الطن حوالي 50 دولارا، قسم منها للمعمل والباقي كمدخول للبلدية، gate fees، لتحسين المنطقة وإنشاء بنى تحتية وتجميل البلدة، وهذه الخطوة تساهم بزيادة العائدات.

 

       "غدي نيوز": إذا كنتم مكتفين من المعمل، فما الهدف من إنشاء هذا المشروع على نطاق قرى عدة من قضاء المتن؟

    

       روي أبي شديد: لا لسنا مكتفين من المعمل، فالمعمل بدائي، والفرز يدوي والتخمير هوائي، والطرق بدائية وغير مغلقة تماما، وكلفته مرتفعة نوعا ما، حتى التهوئة في الخارج تؤدي إلى انبعاثات لروائح كريهة، ومن الطبيعي فنحن نتعامل مع نفايات ووفقا لحالة الطقس، وخصوصا عندما نقلب الـ compost لتهوئتها كما أن كلفة الطن حوالي 62 دولار، وهي ليست قليلة، بالمقابل فالتكلفة مع سوكلين كانت بحدود 152 دولار، بينما المعمل الجديد فتصل إلى 50 دولار للطن.

 

       "غدي نيوز": ماذا بالنسبة لمعالجة النفايات الصحية مثلا الحفاضات وغيرها؟

      

       روي أبي شديد: يعالج هذا المعمل النفايات المنزلية والنفايات البلدية، وتشمل كل ذلك، والحفاضات البعض منها مأخوذ من الطبيعة (القطن والورق) والمتبقي منها البلاستيك والأوساخ، فكل هذه المواد تدخل في عملية التسبيخ، خصوصا المواد التي تتشرب بالماء وتتفتت، أما الباقي المحتوي على البلاستيك والنايلون، يذهب مع العوادم ليفرم ويصنع منه مادة (الإيكوبورد) Eco-Board وهي مواد تتحمل تقلبات الحرارة والطقس وتستعمل في زراعة النباتات، وقسم منها يقدر بـ 20 بالمئة يدخل في تصنيع صناديق الخضار الرمادية، وعادة تتحول هذه المواد إلى Refuse-derived fuel (نوع من النفايات تستعمل لإنتاج الطاقة) إلا أنه لا مجال لتصنيع RDF في المعمل الحالي، بل يمكننا ذلك في المعمل الجديد. وتتم العملية قبل كل هذا بفرامة خاصة، وكل ما لا يفرم يفرز، أما المتبقي بعد التسبيخ، كالنايلون ينخل كونه لا يتحلل ويتحول إلى آلة خاصة تعالجه وتصنع منه الصناديق أو الإيكوبورد، وبالتخمير كل ما هو قابل للتخمير يتحول إلى compost.

       وبالمحصلة، فلو كان هذا المعمل هو الحل الأمثل، فلن أبحث عن حل آخر، فلو أن كفاءته كما نريد، كنا أضعنا الوقت في مشاريع أخرى، وكانت خطة طارئة وقمنا بأحسن الممكن في تلك الظروف، وقد توصلنا خلال هذه الفترة إلى معالجة حوالي 7000 طن، وأبعدنا ضررها عن بيئتنا وبحرنا، وخلقنا موارد لإعادة تدويرها مجددا من البيئة، فنحن نعيد استعمال البلاستيك والزجاج والتنك وغيره.

 

       "غدي نيوز": بالنسبة للمعمل الجديد، فهل تعتبرونه مشروعا تنمويا للمنطقة؟

 

       روي أبي شديد: نعم سيوفر المعمل فرص عمل ومداخيل للبلدية، وسيسعر الطن بـ 50 دولارا، وأول سنتين أو ثلاث سنوات تحصل البلدية على 10 دولارات عن كل طن كمساهمة منا في المعمل، كون تكلفة المعمل عالية للغاية، خصوصا وأن البنى التحتية وتحضير الأرض سيكلفان حوالي مليوني دولار، ثم بعد الفترة الأولى نأخذ 15 دولار، وبعد انتهاء العقد أي بعد 10 سنوات فكافة المعدات والمنشآت تعود إلى البلدية، كما أن المواد التي يعاد تدويرها يستفيد منها المعمل.

 

       "غدي نيوز": لماذا اختيار هذا المعمل بالذات؟

 

       روي أبي شديد: قمنا بعرض أسعار appele d'offre وقد تقدمت ثلاث جهات وفازت هذه الشركة، كون لديها تكنولوجيا معينة تتلاءم مع طبيعتنا وبيئتنا، ومع النفايات الناتجة من المنطقة، كما أن عرضها كان الأنسب، وتوجهنا بالفكرة إلى وزارة البيئة، وأخذنا الموافقة على التقنية (التكنولوجيا) المستعملة، والآن يقوم أخصائيو الوزارة بدراسة الأثر البيئي EIA، وهناك الجلسة والدعوة العلنية public hearing أمام سكان بيت مري والإعلام والمهتمين لعرض المشروع ومناقشته بتاريخ 8 كانون الأول (ديسمبر).

 

     "غدي نيوز": ماذا عن تفاصيل المشروع؟

 

       روي أبي شديد: هو عبارة عن فرز أتوماتيكي لكافة المواد القابلة للتدوير، ثم يتم هضم لاهوائي Anaerobic Digestion، وهي طريقة مختلفة عن المستعملة حاليا وهي هضم هوائي، ويتم تحويل ما تبقى كــ RDF أو عملية تفكك حراري أي Pyrolysis، ولدينا الخيارين، وإن كنا نفضل أن نتجنب التفكك الحراري كونه يزيد كلفة المعمل، فضلا عن التعامل مع ما ينتج عن عملية التفكك من رماد وانبعاثات، فإن استمرت الدولة بمشروع RDF، نفضل أن نقوم بها، لكي لا نتكبد التكاليف المادية والبيئية الناتجة عن التفكك الحراري.

 

       "غدي نيوز": وماذا عن الإنبعاثات نتيجة عملية الحرق بالـ Pyrolysis؟

 

       روي أبي شديد: هناك الكثير من اللغط بما يتعلق بالمحارق، إلا أن هناك موادا لا نستطيع إعادة استعمالها، ولا تدويرها، والتخلص منها مشكلة، فلا بد من التعامل معها، وتستعمل الغازات لتتحول إلى طاقة كهربائية، وهناك فلاتر خاصة لهذه المنشآت وهي ليست حرقا عاديا، وإلا تكبر كلفة المعمل دون الإستفادة منها، وهي دائرة متكاملة للتعامل مع النفايات بأكثر كفاءة ممكنة، فنحن ندور ما يمكننا تدويره، ونفصل المادة العضوية، نعيدها للطبيعة، وكل ما تبقى نستعمله لإنتاج الغاز الذي بدوره يتحول إلى إنتاج الكهرباء، ويتبقى الرماد Ash، ونسبته بين 3 و5 بالمئة، وفقا لنوعية النفايات المعالجة، وهي مادة خاملة Inert، يمكن استعمالها بتقنيات متقدمة، كمكعبات تستعمل في تعبيد الطرقات، أو ضمن الزفت، إلا أنها بحاجة لاستثمارات كبيرة ومعامل متخصصة، ولكن حاليا يمكن طمرها في الأماكن التي تطمر بها الدولة، ونكون قد تخلصنا منها بطريقة بيئية لا تضر الطبيعة، لأنها مواد خاملة.

 

       "غدي نيوز": وماذا عن تكلفة المعمل؟

 

       روي أبي شديد: مع التفكك الحراري Pyrolysis فإن تكلفته قد تصل إلى 50 مليون يورو، وبدون التفكك الحراري حوالي 40 مليون يورو، ونحن ننشىء هذا المعمل كبلدية إنما سيكون بتصرف كل من يرغب بتدوير نفاياته من قرى وبلدات محيطة، وبالتالي نحل مشكلة نعاني منها في كامل المنطقة.

 

       "غدي نيوز": هل ثمة كلمة أخيرة؟

 

       روي أبي شديد: كل ما له علاقة بالمعمل الجديد سيتم نشره في الجلسة العامة المزمع عقدها في 8/ 12/ 2017، وكل المعلومات عن المعمل القديم موجودة على صفحة بيت مري، وهناك فيديوات عدة حول الموضوع، ولكن يهمني أن أركز على نقطة هامة، وهي إننا اليوم وإن عالجنا النفايات بأي طريقة، يبقى الأهم الفرز من المصدر، أي علينا أن ننمي ثقافة الفرز من المصدر ولأسباب عدة، منها:

أولا: إنطلاقا من فكرة إنها ثقافة للمحافظة على بيئتنا، ثانيا: ان أي مواد مختلطة من الصعب تدويرها، وبالتالي، تتحول إلى عوادم وتخضع لعملية التفكك الحراري، ونزيد التكلفة والضرر على البيئة، ولكن إن وضعنا الزجاج والبلاستيك والكرتون والتنك وأكياس الشيبس وكافة هذه المواد التي من الممكن تدويرها في حاوية أو كيس منفصل، تكون نفايات، ولكنها نفايات (نظيفة)، والمواد العضوية من خضار وفاكهة ومنتجات حيوانية والمحارم الورقية وأوراق الحمامات في حاوية أخرى، بالفرز نكون قادرين على المحافظة على أكبر كمية من المواد القابلة للتدوير، وبالتالي نوفر على البيئة استخراج المواد الأولية، ونعتبر في بيت مري أننا نجحنا بالوصول إلى نسبة 65 بالمئة معالجة من المصدر، ونعمل على هذه الثقافة من باب لباب في بلدتنا، ولدينا أكياس مخصصة وكتيبات توزع على البيوت تبين كيفية الفرز من المصدر، ولدينا شاحنات خاصة لجمع النفايات، وعليها عبارات لحث الناس على التفاعل معنا، في عملية الفرز ومعالجة النفايات، وإذا استمرينا في هذا المعمل، فكل بلدية ستساهم معنا نشترط عليها أن تتبع هذه الإستراتيجية، فالنفايات ستعالج، ولكن كلما عولجت بطريقة أسلم كلما كانت إنتاجية المعمل وكفاءته أحسن من الناحية البيئية ونوفر في المواد الخام، وان شاء الله ستتجاوب البلديات معنا، وأنا شخص أتابع حتى النهاية، وأعطي وقتي لهذا الأمر.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن