إطلاق "نقابة الحرفيين والمصنعين التقليديين اللبنانيين"

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, December 3, 2017

خطوة على طريق حماية إرث لبنان الثقافي وإيصاله للعالمية

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

 

       لم يمضِ على تأسيس وإطلاق "نقابة الحرفيين والمصنعين التقليديين اللبنانيين" شهران، لكن الحماس الذي جمع أعضاءها دفعها لإقامة معرضها الأول في "فندق البريستول" في بيروت، ليكون بمثابة إعلان ميلادها، ورسالة جمال من لبنان إلى سائر أرجاء العالم.

وقد باتت النقابة من الآن تمثل إطارا جامعا للحرفيين، ومنصة تمكنهم من تحقيق طموحاتهم وأفكارهم ومشاريعهم وهم يحافظون على تراث وإرث ثقافي وفني وحضاري واقتصادي أيضا، خصوصا وأن النقابة، أي نقابة، تؤطر جهود المنضوين إليها بما يخدم قضية واحدة، وبالنسبة لـ "نقابة الحرفيين والمصنعين التقليديين اللبنانيين" فستكون العنوان الحاضن لحياة ومستقبل الحرفي ليكون "سفير لبنان" بإبداعاته وتعب يديه.

 

المعرض

 

أرادت النقابة في إطلالتها الأولى أن يقام هذا النشاط بمناسبة الأعياد كتقليد سنوي، وقد افتتح المعرض رسميا برعاية وزير العمل محمد كبارة ممثلا بالدكتور ربيع كبارة، يوم الجمعة الأول من كانون الأول (ديسمبر) الساعة السابعة مساء، ويستمر حتى مساء الأحد الساعة 9 مساء، وجمع أكثر من 30 عارضا وعارضة قدموا منتجات تقليدية، بهدف إعادة إحيائها، والعودة إليها لما فيها من أصالة واستدامة على حد سواء.

       وتنوعت المنتجات المعروضة بين المنتجات اليدوية الأصيلة من أغذية وأشغال يدوية وحرفية وبين المعاد تدويرها واستعمالها بصور تقليدية محدثة، بهدف تقديمها وتشجيع الجيل الجديد على العودة إلى الجذور، وإعادة إحياء هذه الصناعات والمنتجات التقليدية كي لا تندثر، وبين ابتكارات جديدة تفتح الباب أمام تراث جديد نكتبه للمستقبل.

 

رضوان: التنمية الريفية وإحياء التراث

 

       وفي هذا المجال، قال رئيس النقابة زاهر رضوان لـ ghadinews.net: "الهدف من هذا النشاط بالدرجة الأولى إطلاق النقابة بشكل عام على صعيد لبنان، وخلق مساحة تمثل كل الناس، ومشاركتنا اليوم تبين وجود حرفيين على درجة عالية الخبرة يملكون التقنيات والقدرة على الإبتكار من كافة المناطق اللبنانية وقاموا بعرض حرف مختلفة، والإضاءة على حرف جديدة وقديمة بعضها على شفا الإنقراض، فضلا عن دمجها بالتقنيات الحديثة، بالإضافة إلى المنتجات الغذائية المبتكرة، لأن النقابة تشمل الحرف والمصنعات الغذائية التقليدية، وكل ما له علاقة بالتنمية الريفية الحرفية ولإحياء التراث والموروثات التقليدية".

ولفت رضوان إلى أن "هذا النشاط برعاية وزارة العمل، هدفه تطوير هذا القطاع ووضعه على الخارطة اللبنانية، لأن هذه الحرف غير مكترث بها من الدولة، ونتطلع أن تكون رمزا أسوة بالأرزة على العلم اللبناني، ونحن بصدد مشروع كبير للغاية، لوضع مواصفات للحرفي، ومقاييس ومعايير Standards للحرف لنقلها إلى خارج الأسواق اللبنانية ليتم تصديرها ولتمثل لبنان في الخارج، بالتعاون مع جهات مانحة، ونتحدث عن هذا المشروع في وقت لاحق"، وأضاف: "هناك نشاطات عدة، وفي كافة المناطق، وسيعلن عنها في حينه".

       أما عن عدد المشاركين في المعرض فأفاد رضوان أن عددهم 30 عارضا وعارضة، بينهم إحدى العارضات من مصر، بهدف تشجيع التبادل الحرفي بيننا وبين الحرفيين من البلدان العربية مثل مصر وغيرها من الدول".

 

عوض

 

       وفي الجولة على العارضين التقينا بالبعض منهم، وقالت غلاديس عوض من مدينة بعلبك لـ ghadinews.net، إن "هوايتي هي التصميم وتنفيذ الألبسة، ولكنني أصمم حاليا الشالات Foulards باستعمال أقمشة وإضافات فنية مبتكرة خاصة بي، لاستخدامها في المناسبات المختلفة، فهناك القماش المخمل مع الدانتيل والجلد والفرو والمجوهرات كاللؤلؤ وحجارة الكريستال وغيره، والحرير الطبيعي، بحيث يتماشى مع (الموضة) وبطابع حرفي متجدد".

 

رحمة

 

       وقال روبير رحمة من بشري لـ  ghadinews.net"نعرض التحف الخشبية من خشب الأرز اللبناني على صورة منحوتات أو أدوات يمكن استعمالها في المنزل"، وعن آخر مبادراته، قال "بمناسبة الأعياد المجيدة، فقد جلبنا أغراس أرز، تزين بأسماء محفورة من خشب الأرز لأفراد العائلة لإهدائها في الأعياد، لنشجع على زراعة هذه الشجرة الرمز".

 

كزما

 

       من جهة ثانية، قالت لمى كزما من بلدة بيت مري لـ  ghadinews.net، "أصنع الصابون الطبيعي من مواد عضوية وعطور طبيعية، وبأشكال مختلفة، ويمكن استخدامها كتذكار للمناسبات مثل الولادات والأعراس وغيرها وأزينها وأعلبها بطرق فنية"، وعن آخر الإبتكارات، قالت: "قطع صابون صغيرة بألوان مختلفة بأحرف تجمع باسم شخص، وتهدى له".

 

نجا

 

       ومن طرابلس، قالت الأخصائية في طب الأسنان، ونائب رئيس النقابة الدكتورة لينا نجا "أعمل في الأحجار شبـه الكريمــة Semiprecious stones، وأقوم بتصميم مجوهرات من الفضة وغيرها، للمناسبات المختلفة بطريقة فنية، وأشارت إلى قلادة على شكل العلم اللبناني وفراشات وغيرها".

 

الشيخ

 

       أما مهندسة الديكور نهاد الشيخ من طرابلس، فقالت لـ ghadinews.net: "أعمل في تصميم الحقائب اليدوية، بطريقة ثلاثية الأبعاد، وبطريقة حرفية، وأستعمل الجلد والفرو الصناعي وغيره"، ولكنها أشارت إلى أنه "بسبب كوني ناشطة بيئية، بدأت مؤخرا بخط جديد باستعمال جلد صناعي، وهو يشبه الطبيعي وهو يلاقي رواجا كبيرا"، وعن سبب استخدامها ألوانا معينة، قالت:"أتبع الموسم فكوننا في فصل الخريف، أميل إلى ألوان خريفية تتماشى مع كافة المناسبات، ويمكن استخدام حقائبي في المناسبات الخاصة أو كل يوم".

 

محمية الشوف

 

       أما كارولينا محمود إيمان عماطوري وليلى حلبي محمود من محمية الشوف المحيط الحيوي فقالتا لـ ghadinews.net: "نشارك بمنتجات غذائية مبتكرة كخط إنتاجي جديد، يهدف توسيع المجموعة التي تصنعها المحمية، ونشارك فيها في المعارض ونعرضها في مداخل المحمية المختلفة"، وأضافتا: "نعرض حاليا إنتاجات غذائية طبيعية متجددة من مربى الشمندر، ودبس التفاح والسفرجل، وغموس Dip مصنع من الفليفلة واللافندر ومواد خاصة لاستعماله مع التشيبس والكعك وفي الطبخ والبيتزا، ومنتجات عدة مميزة ومبتكرة"، وأشارتا إلى أن "هذه المنتجات يدوية، نصنعها بالإضافة لأعضاء من البلدة ونساهم في توفير دخل لنا، وتحويل وقت الفراغ إلى أعمال منتجة، فضلا عن استهلاك الفائض من المنتجات الزراعية والحد من الهدر".

 

L’atelier De Tyr

 

       وقد شاركت مجموعة L’atelier De Tyr التابعة للسيدة مها الخليل بمنتجات من الزجاج والبايركس المبتكر، وقالت مندوبة المجموعة ريما خياط لـ ghadinews.net: "لدينا حرفيين يحضرون هذه التحف للإستعمالات المختلفة، من زينة لشجرة عيد الميلاد من مادة البايركس المقاومة للكسر، ممالح، أكواب، تحف زجاجية ومن الزجاج المحلي أيضا، ونعرضها بأسعار تشجيعية للمواطنين".

 

عطالله

 

       أما الحرفي في مجال صناعة الفخار مصطفى عطالله من صيدا، فقال: "لا أعمل وأنا في حالة نفسية سيئة، فالأمر ينعكس على إنتاجي"، وقال: "صناعة الفخار تشبع الفنون الأخرى كالرسم والنحت، وتتحول قطعة الطين إلى قطعة فنية معبرة".

 

عبد العزيز

 

       من جهتها قالت المهندسة المعمارية علياء عبد العزيز من مصر لـ ghadinews.net: "شاركت بدعوة من إحدى أعضاء النقابة، وأعرض منتجاتي التي تحولت إلى ماركة تجارية ترتديها سيدات المجتمع والفنانات في مصر"، وأشارت إلى أن "كل قطعة تختلف عن الأخرى، ومصنعة من المخمل والكريستال وحجارة معينة من نوعية منافسة لمواد عالمية وكلها من إنتاج مصري، والتصميم الأولي أصنعه بنفسي، ويساعدني حوالي 5 أشخاص في محترفي"، وأضافت: "كما أن أسعارها بالنسبة لتصميم متفرد متهاودة ومقبولة وتتناسب مع كافة الإستعمالات ووفقا للطلب".

 

الريف

 

       أما والدة مربي النحل وسيم الريف المشاركة في المعرض، فقالت: "ابتدأنا بالعمل بالعسل الطبيعي، ومنذ 5 سنوات بدأنا بتصنيع شمع العسل بأشكال وتقنيات متطورة لتناسب كافة المناسبات وبألوان وإضافات مميزة".

 

رمال

 

       من جهتها، قالت هناء رمال العاملة في مجال المحاسبة: "عدت منذ ثلاث سنوات إلى لبنان، لأنجح في بلدي، في ما اخترته كمجال حرفي بدأته منذ خمس سنوات في السعودية، فأنا أقوم بعمل تحف ثلاثية الأبعاد كتذكار للمولود الجديد ليده أو قدمه، أو للصداقة أو الإرتباط وغيرها باللونين الفضي والذهبي"، وعن آخر ابتكاراتها، قالت: "قمت بصنع مجسم لبطن إمرأة حامل في شهرها السادس".

 

رافع

 

       وقالت ريما رافع من منطقة شملان: "أقوم بما يمكن تسميته Recycle Up أي أعيد تصميم مقتنيات قديمة أو مهملة إلى مفروشات مبتكرة بصبغة خاصة، وأضيف عليها منتجات وأفكار تقليدية مثل قطع من الكروشيه أو قماش يمثل تراثا مثل الشروال وأمراء من التاريخ"، وأضافت: "أحاول أن أمدّن Modernize المنتجات التقليدية والتاريخية".

 

ملاعب

 

       وأشارت رويدا ملاعب إلى أنها" اتجهت إلى تحويل التقنيات الحديثة إلى منتجات مبتكرة عن طريق التصنيع باستعمال الكمبيوتر من Scanning"، وقالت: "يمكنني كتابة أي إسم على أي منتج باستعمال الكمبيوتر ويتلاءم مع كافة المناسبات، مثل القبعات والحرامات والمناشف وغيرها، للمناسبات الخاصة والعامة، فضلا عن شعارات للمؤسسات".

 

تنمية الإقتصاد المحلي

 

       وكان ثمة عارضون كثر غيرهم، فضلا عن أن هناك أعضاء في النقابة لم تسنح لهم الفرصة للمشاركة في هذا المعرض وعددهم حوالي 90 حرفيا، ومن جهتنا في موقعنا ghadinews.net، نؤكد على أن عملية إعادة إحياء التراث وتحديثه بصورة حرفية متقنة، تساهم في تنمية الإقتصاد المحلي وتوفير دخل خاص للمرأة يساهم في استقلالها المادي والمعنوي خصوصا في القرى، فضلا عن تثبيت المواطن في أرضه، بدلا من الهجرة إلى المدن أو الخارج، ولا ننسى أن عملية إعادة تدوير المواد وتخفيف الهدر في منتجاتنا الزراعية والصناعية تساهم في التخفيف من أزماتنا البيئية والأقتصادية وتصريفها، وإعادة لبنان إلى خارطة السياحة المحلية والعربية والعالمية.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن