"غدي نيوز" – يارا المغربي -

صور ولقطات مروعة أبكت من التقطها، وأبكتنا أيضا، دب قطبي يتضور جوعا وفي حالة إعياء شديد، يجر جسده النحيل بحثا عما يسد به رمقه، تؤكد أن تغير المناخ بات يشكل منعطفا خطيرا يهدد كافة أشكال الحياة على الكوكب.

لقطات وثقت ما يمكن اعتباره أكبر من جريمة، فالتلاعب بمصير الكوكب يعني تهديم النظم البيئية والانسان جزءا منها، ما يطرح على نطاق واسع الكثير من الأسئلة والهواجس، خصوصا وأن تأثر المناطق القطبية بارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، ستكون له نتائج كارثية، بدت تتهدد الدول الجزرية والكثير من المدن الساحلية في مختلف أنحاء العالم.

على شفا الموت

فقد كشف المصور العالمي بول نيكلين Paul Nicklen عن فيديو التقطه وصانعو أفلام من مجموعة "ليغاسي" Legacy في "جزيرة بافن" Baffin Islands في شمال كندا، أواخر الصيف، وصفته "ناشيونال جيوغرافيك" بـ"مشهد مثير للقلق"، يظهر دبا قطبيا على شفا الموت، وهو يتضور جوعا.

ونشر نيكلن على صفحته الخاصة بموقع إنستغرام، الثلاثاء الماضي، مقطعا مصورا عن دب قطبي هزيل، قائلا إن الفيديو كان واحدا من أكثر المشاهد المذهلة التي شاهدها من أي وقت مضى.

وقال لـ  "ناشيونال جيوغرافيك": "لقد وقفنا نبكي ونصور بينما تنهال الدموع من أعيننا"، ويظهر الفيديو الدب القطبي يتشبث بالحياة، بينما يغطي شعره الأبيض الضعيف جسمه الضئيل. يبدو الدب وكأنه بالكاد يمشي، بسبب ضمور العضلات.

وببطء شديد يبحث الدب القطبي عن الطعام، فيبدأ في التنقيب في المهملات القريبة منه التي يستخدمها الصيادون الموسميون.

ويأمل نيكلن، من خلال سرد قصة الدب القطبي، أن ينقل رسالة أكبر بشأن تأثير التغير المناخي.

وساهم الاحتباس الحراري في ذوبان الثلوج في القارة القطبية الشمالية مما حرم الدب من الطريقة التقليدية التي يصيد بها من المياه.

على القائمة الحمراء

تعتبر الدببة القطبية حاليا غير حصينة، وعلى القائمة الحمراء لـ "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة" (IUCN)، الذي أوضح "تم اعتبار الدببة كذلك لأن من المعتقد أنه كان هناك انخفاضا في أعدادها بنسبة تفوق 30 بالمئة في الأجيال الثلاثة الماضية (45 عاما). ويرجع ذلك أساسا إلى فقدان الموائل (المساكن) نتيجة لذوبان الجليد البحري هذا".

إذا استمر الأمر هكذا فالمستقبل لا يبدو مشرقا، وبحسب "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة" IUCN فإن "تغير المناخ العالمي يشكل تهديدا كبيرا ومباشرا لموطن الدببة القطبية"، ورأى المعطيات الأخيرة لاتجاهات امتداد الجليد على البحر، سماكته، وتوقيت التغطية، يجعل من المتوقع انخفاض في تغطية الجليد للبحار على مدى السنوات الـ 50-100 المقبلة".