النفايات البلاستيكية تدمر الحياة البحرية... وأضرر لا يمكن إصلاحها

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, December 12, 2017

النفايات البلاستيكية تدمر الحياة البحرية... وأضرر لا يمكن إصلاحها

"غدي نيوز" - متابعات  -

 

حذرت الأمم المتحدة من أن الحياة البحرية تواجه ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية التي ينتهي بها المطاف في البحار والمحيطات كل سنة، وقالت رئيسة المحيطات في الأمم المتحدة، ليزا سفينسون، لــــــ "بي بي سي": "هذه أزمة كونية، نحن ندمر النظام البيئي للمحيطات".

كيف يحدث ذلك، وما هي المخاطر المحتملة وما هي الأضرار التي تسببها في الواقع النفايات البلاستيكية؟

البلاستيك كما نعرف لم يوجد في الحقيقة سوى قبل 60 إلى 70 عاما، لكن خلال هذا الوقت شهد كل شيء سواء كان لباسا، أو طبخا، أو إعدادا للطعام، أو تصميما للمنتجات أو هندسة أو بيعا بالتجزئة تحولات، واحدة من المزايا العظيمة لعدة أنواع من البلاستيك هي أنها صُمِّمت لتصمد أي لتُعمِّر فترة طويلة من الوقت، ولهذا، فإن جميع البلاستيك تقريبا لا يزال موجودا بشكل أو بآخر اليوم.

وقدَّر عالم البيئة الصناعية، الدكتور رونالد غاير، من "جامعة سانتا باربارا" وزملاؤه في ورقة بحثية نشرت في شهر تموز (يوليو) في مجلة "ساينس أدفنسيس" أو "تقدم العلوم" بأن حجم البلاستيك الذي تم إنتاجه منذ البداية إلى الآن وصل إلى 8.3 مليار طن.

 

أربعة مليارات من زجاجات البلاستيك

 

ومن ضمن هذه الكميات المذكورة، نحو 6.3 أطنان تحولت الآن إلى نفايات بلاستيكية، وهناك 79 بالمئة من هذه النفايات لا تزال ملقاة في مدافن النفايات أو في البيئة الطبيعية.

ويُذكر أن هذا الكم الهائل من النفايات أملته الحياة المعاصرة، حيث يُستخدم البلاستيك في عدة مواد عابرة أو "لمرة واحدة" فقط، من زجاجات المشروبات والحفاضات إلى أدوات المائدة وبراعم القطن.

لقد بيع نحو 480 مليارا من الزجاجات البلاستيكية في مختلف أنحاء العالم في عام 2016 أي مليون زجاجة في الدقيقة الواحدة، ومن ضمنها 110 مليارات زجاجة أنتجتها شركة كوكاكولا العملاقة، وتدرس بعض البلدان الخطوات المطلوبة لتقليص استهلاك المشروبات الغازية، وتشمل الاقتراحات في المملكة المتحدة مشروعات من قبيل إرجاع الودائع أي الزجاجات الفارغة، وتحسين إمدادات الماء الصالح للشرب بشكل مجاني في المدن الكبرى، بما فيها لندن.

ومن المرجح أن نحو 10 مليون طن من البلاستيك ينتهي بها المطاف في المحيطات كل سنة.

وأشارت تقديرات العلماء الصادرة عن المركز الوطني للتحليل البيئي والتركيب وجامعة جورجيا في أثينا في عام 2010 إلى وجود نحو 8 ملايين طن، على أن يرتفع هذا الرقم إلى 9.1 مليون طن بحلول عام 2015، كما تقول التوقعات.

 

تنظيف المحيط

 

وخلصت الدراسة المسحية ذاتها، التي نشرت في مجلة "ساينس" في عام 2015، إلى أن 192 بلدا ساحليا يساهم في انتشار النفايات البلاستيكية في المحيطات، ووجدت أن البلدان الآسيوية شكلت 13 بلدا من مجموع20  بلدا يساهم بقوة في انتشار النفايات البلاسيكية في المحيطات. وتأتي الصين في صدارة البلدان التي لا تحسن إدارة النفايات البلاسيكية، لكن الولايات المتحدة تأتي أيضا على رأس البلدان العشرين التي تساهم بنسبة عالية جدا في النفايات لكل شخص.

وتتراكم النفايات البلاستيكية في مناطق بالمحيط حيث تُوَّلد الرياح تيارات هوائية دائرية على شكل دوامات وتَعْلَق بأي حطام عائم، وهناك خمسة أنواع من هذه التيارات الهوائية الدائرية في مختلف أنحاء العالم لكن أشهرها يوجد في شمال المحيط الهادئ، وتشير التقديرات إلى أن الحطام يستغرق ستة سنوات للوصول إلى مركز هذه التيارات الهوائية الدائرية في شمال المحيط الهادئ التي تأتي من سواحل الولايات المتحدة ونحو عام من اليابان.

ويلاحظ أن هذه التيارات الهوائية الدائرية الخمسة تضم نسبة أعلى من النفايات البلاستيكية مقارنة بأي أجزاء أخرى من المحيطات، إنها تتكون من شظايا متناهية الصغر من البلاستيك، والتي تبدو وكأنها تقبع عالقة تحت السطح وهي ظاهرة قادت إلى وصف ما يحدث على أنه حساء بلاستيكي، والخصائص التي تتيح للنفايات البلاستيكية الصمود لمدة طويلة تعني أن بعض المواد تتطلب قرونا حتى تتحلل بشكل نهائي ولا تضر بالبيئة، غير أن هناك خطوات لتنظيف هذه التيارات الهوائية الدائرية في شمال المحيط الهادئ. وتنوي منظمة غير ربحية تسمى "تنظيف المحيط" البدء في العمل عام 2018، وفقا لـ BBC.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن