من أين يأتي المصورون بالطعام لدب كان يموت جوعا؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, December 15, 2017

الأجدى أن ننتقد الدول غير الآبهة بمصير الكوكب

"غدي نيوز" – قسم البيئة والتنوع البيولوجي -

 

ما تزال صورة الدب القطبي وهو يتضور جوعا وفي حالة إعياء شديد، قبل أن يلفظ أنفاسه مستأثرة باهتمام العالم، وما تزال لقطات الفيديو التي وثقت كيف كان يجر جسده النحيل بحثا عما يسد به رمقه حاضرة في أذهان الكثيرين، بدليل أن عدد مشاهدات الفيديو تخطى الـ 26 مليون مشاهدة في أقل من أسبوع على شبكات التواصل الاجتماعي.

لا تعبر الصور عن مأساة بعينها فحسب، لكنها تؤكد أن تغير المناخ بات يشكل منعطفا خطيرا يهدد كافة أشكال الحياة على الكوكب، وتهديم النظم البيئية، ما يطرح على نطاق واسع الكثير من الأسئلة والهواجس، خصوصا وأن تأثر المناطق القطبية بارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، ستكون له نتائج كارثية، بدت تتهدد الدول الجزرية والكثير من المدن الساحلية في مختلف أنحاء العالم.

 

انتقادات وتعاطف

 

وأثارت "أورونيوز" euronews.com إشكالية جديدة، فكتبت: "انتشرت صورُ الدب القطبي المحتضر التي التقطتها عدسة مراسل شبكة "ناشيونال جيوغرافيك" في كافة أرجاء العالم، وأثارت من الانتقادات بقدر ما أثارت من التعاطف على حال الدب الذي كان يصارع الموت من شدة الجوع".

المنتقدون عابوا على طاقم المجلة العالمية الوقوف مكتوفي الأيدي يراقبون بعدساتهم الفضولية الدب الهزيل في "جزيرة بافن" Baffin Islands الواقعة شمال كندا، وهو يحاول العثور على أي غذاء يبعد عنه شبح الموت.

وكان لا بد لطاقم العمل أن يشرح الأسباب التي أجبرتهم على عدم التدخل لمساعدة الدب، وإنهاء معاناته التي أحزنت الملايين عبر العالم. فقد بلغ عدد مشاهدات شريط الفيديو الذي نشرته المجلة الأميركية على صفحتها في فيسبوك أكثر من 26 مليون مشاهدة، خلال أقل من أسبوع، خصوصا وأن قوائم الدب لم تكن تقوى على حمل جسده الضعيف بسبب ضمور عضلاته الناتج عن سوء التغذية الحاد.

 

توجيه رسالة

 

المصورة كريستينا ميترميير Cristina Mittermeier التي التقطت صورا للدب إلى جانب زميلها بول نكلين Paul Nicklen الذي التقط الفيديو، قالت: "عندما كنا نراقبه وهو يترنح بألم متجها إلى مخيم صيد مهجور، ويحاول العثور على شيء يأكله من القمامة، تمنيت لو أن معي شيئا لأطعمه".

وأكملت بالقول: "كنا بعيدين جدا عن أية قرية لطلب المساعدة، فضلا عن أن الاقتراب من حيوان جائع، دون سلاح أمر في غاية الحماقة".

وأضافت ميترميير: "لقد قمت بالشيء الوحيد الذي كان بإمكاني القيام به: وهو أن استخدم الكاميرا من أجل أن أشارك العالم بأسره هذه المأساة"، أي أنها تمكنت من توجيه رسالة تبين إلى أي مدى تتأثر الكائنات القطبية بظاهرة الاحترار العالمية.

المصورة قالت إنها لاتستطيع الجزم أن الدب كان يتضور جوعا بسبب تغيّر المناخ، غير أنها أكدت أن "الدببة القطبية تعتمد على الأسطح الجليدية من أجل صيد فرائسها. لكن ارتفاع حرارة الأرض تؤدي إلى انحسار الجليد لفترات طويلة من العام".

 

مخاطر تغيّر المناخ

 

وأكدت الصور الصادمة، أن السبل قد تقطعت بالعديد من الدببة على اليابسة، وحرمت من إيجاد فرائس تصطادها من المحيطات، مثل الفقمة والفظ والحيتان، لتترك وحيدة تموت جوعا.

وحذرت المصورة من الوضع الصعب الذي وصل إليه كوكب الأرض بسبب تغير المناخ، وقالت: "علينا أن نستيقظ ونتنبه إلى مخاطر تغيّر المناخ. نحن بحاجة إلى التكلم بصوت عال للحدّ من انبعاثات الكربون".

المصورة أشارت إلى أنها ستتجاهل الألم الذي سببته لها التعليقات السلبية التي وصفتها بقاسية القلب، وستركز على آلاف ردود الفعل الإيجابية، مضيفة أن الهدف هو إيجاد الإجابة المناسبة لمواجهة "تغيّر المناخ".

إن فريق "ناشيونال جيوغرافيك" أدى مهمته بمهنية عالية، وبدلا من أن نلقي باللائمة على المصورة وزميلها، فالأجدى أن نوجه أصابع الاتهام إلى الدول غير الآبهة بمصير الكوكب، وهي تمعن في سياساتها الاقتصادية المسببة للانبعاثات، وتخطط في الوقت عينه لاستثمار المناطق القطبية الغنية بمصادر الطاقة الأحفورية!

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن