"غدي نيوز" – إيليسيا عبود -

اكتشف "وعاء حساء" برونزي مذهل وأواني طهي أخرى داخل قبر عمره 3100 عام في الصين، وجاءت هذه الاكتشافات لتؤكد عراقة الحضارات الصينية المتعاقبة، خصوصا وأن كل إناء يعتبر تحفة فنية بحد ذاته، حتى أنه لا يمكن أن يخطر في بال أن هذه الأواني – التحف يرقى صنعها إلى آلاف السنين، فهي مزخرفة بإتقان وتعكس قيمة جمالية تثير الدهشة والاستغراب.

وعثر على الأواني التي كانت مغطاة بتصاميم معقدة، إلى جانب جسم متحلل، يعتقد بأنه ينتمي إلى قائد محارب من "مملكة تشو" (كانت إحدى الممالك الثلاث التي كانت تتنافس على حكم الصين بعد سقوط سلالة الهان).

استخدمت في الطقوس الدينية

ويعتقد أن أطباق الحساء "tureen"، جانب غيرها من الآثار التي عثر عليها في موقع "Tomb M4"، تعود إلى غنائم الحروب التي تم أخذها من سلالة شانغ المنافسة وهي أسرة صينية حكمت مناطق في وادي النهر الأصفر في الألفية الثانية قبل الميلاد.

وقد عثر الباحثون من معهد مقاطعة شانشي للآثار في الصين على هذا الاكتشاف في مدينة باوجي، حيث وجدوا حوالي 57 مقبرة من خلال الحفريات التي بدأت منذ عام 2012.

ويعتقد الخبراء أن العديد من الأواني استخدمت في الطقوس الدينية أو خلال طقوس الدفن، بدلا من تناول الطعام فيها. كما أن جودتها تشير إلى أن الشخص المدفون داخل القبر كان من النبلاء، حيث قال زانكوي وانغ، الذي قاد الحفريات إن ساكن القبر "كان على الأرجح من النخبة، ويمكن أن يكون رئيسا رفيع المستوى أو زوجة قائد".

عشائر سلالة شانغ

وأضاف وانغ أنه "بعد التغلب على سلالة شانغ، وزع ملك تشو غنائم الحرب التي نهبت على ضباط الجيش مقابل انجازاتهم الكبيرة، وهذه الغنائم عادة ما تشمل الأواني البرونزية".

وتشمل الأواني وعاء حساء مزين بـ 192 مسمارا ونقوش تنين وطيور و24 صورة للأبقار، كما عثر على اثنين من الأواني المخصصة للنبيذ على شكل غزلان، فضلا عن بعض الأواني التي تحمل نقوشا تشمل أسماء مختلف عشائر سلالة شانغ، وفقا لـ "الدايلي ميل" البريطانية.

والجدير بالذكر أن سلالات تشو وشانغ قد عاشتا لسنوات عديدة قبل الاقتتال في القرن 11 قبل الميلاد.