"النسر الألباني" يواجه خطر الانقراض

Ghadi news

Friday, January 5, 2018

"النسر الألباني" يواجه خطر الانقراض

"غدي نيوز"

 

يحتل النسر موقعا مهما في ألبانيا، لدرجة أنه تحول رمزا وطنيا يتصدر علم البلاد، لكن هذا الطائر بات يواجه خطر الانقراض، لأسباب وعوامل عدة، من بينها انتشار أنشطة الصيد غير القانوني.

على قارعة الطريق السريع على بعد 30 كيلومترا في شمال تيرانا، يعرض أصلان على السائقين شراء طير من نوع الحوام الشائع في مقابل سبعة آلاف ليك ألباني إلى عشرة آلاف (63 إلى 90 دولارا)، هذه الفصيلة محمية شأنها في ذلك شأن النسر الذهبي أو سائر أنواع النسور، غير أن أصلان لا يبدو مكترثا بهذا الوضع اذ انه يعرض الطير الجريح بسبب رصاصة أصابت أحد جناحيه. وهو يقول "لست أنا من سبب له الإصابة. لقد أعطوني اياه لبيعه. ثمة شراة يريدون الاحتفاظ به في قفص داخل حانة أو مطعم".

وتنتشر في ألبانيا عمليات بيع الطيور الجارحة سواء للرغبة في تحنيطها أو بهدف الإبقاء عليها في الأسر.

ويقول مرجان توبي مؤلف أول دليل عن الطيور في ألبانيا إنه من أصل أربعة أجناس من النسور كانت موجودة في ألبانيا "لم يتبق سوى واحد وهو النسر المصري بأعداد ضئيلة للغاية".

والتهديد يطاول أيضا النسر الذهبي الذي تظهر صورته على علم هذا البلد الغني بالجبال. وبحسب الأخصائيين، كانت ألبانيا تضم ما بين مئة ومئتي زوج من هذه الطيور قبل ربع قرن. غير أن هذا العدد تراجع إلى النصف في "تدهور مأساوي" على حد توصيف مرجان توبي.

ويوضح رئيس الجمعية الألبانية للطيور عالم الأحياء تولنت بينو "قبل خمسين عاما وحتى في مطلع التسعينيات، كان يمكن رؤية هذا الطير عند كل القمم"، لكنه اليوم "بات في طريقه الى الانقراض" في ألبانيا.

لكن على مستوى العالم، لا يعتبر النسر الذهبي من الأجناس المهددة بالانقراض بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

لكن في ألبانيا، أكثر الأماكن التي بات في الامكان الوقوع فيها على طيور النسر الذهبي هي "الحانات والمطاعم والفنادق" بحسب مرجان توبي الذي يشير إلى أن أصحاب هذه المؤسسات يعمدون إلى تحنيط النسور "بهدف تزيين داخل المحل لاستقطاب الزبائن عبر اقامة عرض يدمي القلب في انتهاك للقانون وتحد للدولة ومؤسساتها" وفق هذا الاخصائي.

وفي اوريكوم (جنوب)، يفاخر بتريت وهو رجل خمسيني يتحفظ عن ذكر كامل اسمه، بنسره الذي اشتراه في مقابل حوالى 500 دولار لعرضه في حانه الى جانب العلم الوطني وطيور محنطة أخرى.

ويقول بتريت: "من يرغب في الحصول على أحد هـذه النسور يواجه صعوبة بالغة، فقد هددت الهيئات الحكومية بإغلاق مؤسسته في حال واصل عرض غنيمت"، غير أنه يظن أنه وجد الحل لذلك، إذ يقول "أنا مستعد لدفع غرامة لكنني أريد الإبقاء عليه".

أما ادموند ابن الخامسة والثلاثين فلا يبدو منزعجا البتة بضبطه في جبال برينيشت على الحدود مع مقدونيا مع جيفتين لنسرين من نوع الحوام الشائع قضى عليهما للتو. وهو يرفض الكشف عن كامل هويته ويطلب عدم الوشاية به. ويوضح أن الطيور هذه هي "لتزيين حانتي واستقطاب أعداد أكبر من الزبائن".

وقد كان لتشديد الحظر على الصيد منذ العام 2014 أثر رادع لجزء كبير من الصيادين الايطاليين الذين يراوح عددهم بين ألفين وثلاثة آلاف والذين قضوا بحسب التقديرات على أكثر من 150 ألف طير بينها مئات الطيور الجارحة خلال العقد الماضي.

غير أن السلطات التي اتصلت بها وكالة "فرانس برس" تقر بالنقص في التدابير القمعية، اذ ان القانون لا ينص إلا على عقوبات ادارية، وفقا لـ "الأنباء" الكويتية.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن