تغير المناخ يهدد القارة القطبية الجنوبية... والعالم!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, January 11, 2018

تغير المناخ يهدد القارة القطبية الجنوبية... والعالم!

"غدي نيوز" – إيليسيا عبود -

 

بعد القطب الشمالي، أصبحت الآن القارة المتجمدة الجنوبية أو أنتاركتيكا، تحمل العبء الأكبر لآثار الاحترار العالمي، هذا ما كشفته "أورنيوز" euronews.com في جزيرة الملك جورج، حيث أكد لها علماء أنهم لاحظوا تدهورا سريعا للبيئة القطبية، وأن هناك زيادة في درجات الحرارة على مدى العقد الماضي وانخفاضا في المدى الشتوي لحزمة الثلج مع عواقب وخيمة على الحياة البرية، فضلا عن أن سرعة ذوبان الجليد تهدد أجزاء واسعة من العالم، وسط توقعات بأن يرتفع منسوب البحار والمحيطات إلى مستويات كفيلة بإغراق دول ومدن.

ولفتت إلى أنه في هذا الجزء من الأرض المتجمدة، ومنذ خمسينيات القرن الماضي، هناك ارتفاع بدرجة الحرارة بمقدار نصف درجة كل 10 سنوات، والقارة القطبية الجنوبية كالقطب الشمالي هي واحدة من مناطق العالم التي تأثرت بنتائج الاحترار العالمي أكثر ما يلفت النظر.

 

منطقة حاسمة لدراسة تغير المناخ

 

القطب الجنوبي والقطب الشمالي، بيئتان نجد فيهما أضعف تأثير للإنسان، أي اقل تواجد للانسان، لذا فإن إجراء البحوث في هذه الأماكن حيث التأثير البشري منخفض، أسهل بكثير لتحديد التغيرات المناخية المحتملة. في القطبين بيئات فيها الظواهر التي تحدث في كل مكان آخر على الكرة الأرضية، وفقا لعالمة البحار البرازيلية آنا بياتريز أوكيم، والهدف دراسة تركيزات العوالق النباتية لتقييم مدى تغير المناخ.

وأضافت أوكيم: "أدرس الاختلافات في درجة الحرارة والملوحة والحموضة والأوكسجين في الماء. وأقوم بقياسات على عمق كل متر لفهم الاختلافات الممكنة لدرجة الحرارة وفقاً لتركيز الكائنات الحية الدقيقة، ثم احلل هذه الاختلافات في قياساتي للحصول على معلومات عن التغيرات البيئية والمناخية".

وأردفت: "لا أستطيع القول ان كل الأنشطة التي يتم القيام بها في جميع أنحاء العالم يمكن ايجادها هنا، لكن أستطيع أن أؤكد لكم أنه من الممكن تسجيل علامات بعض الأنشطة البشرية على مستوى القطبين نعم، هذا ممكن".

 

زيادة درجة الحرارة خلال العقد الماضي

 

تُدرس هذه العينات كصفحات من كتاب، وفك تشفيرها يتيح فهم تطور المناخ في القارة القطبية الجنوبية. ولا يمكن الطعن بأول استنتاجات عالمة البحار البرازيلية آنا، فهي تقول: "ما يمكننا أن نراه من خلال بحوثنا هو ارتفاع درجات الحرارة على مدى العقد الماضي، بمقارنة بياناتها مع البيانات المنشورة سابقا، يمكننا أن نرى أن هذا الارتفاع ليس اقليمياً فقط. وعند مقارنة بيانات من نصف الكرة الشمالي ونصف الكرة الجنوبي، نرى أن درجة الحرارة عموما تميل إلى الزيادة".

انخفض سطح الغلاف الجليدي في أنتاركتيكا، الذي لم يتأثر نسبيا بآثار الاحترار العالمي، بشكل كبير خلال الدراسات الاستقصائية الأخيرة.

على سبيل المثال، كان حجم الجليد الشتوي 14 مليون كيلومتر مربع فقط في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، مقارنة بمتوسط 16 في ذلك الشهر عادة. جزئيا، هذا الانخفاض المفاجئ غير المسبوق في الحجم ناجم عن زيادة درجات الحرارة من درجتين إلى أربع درجات مئوية فوق المعايير الموسمية.

 

انذارات مقلقة للحياة البرية

 

ويرى إدواردو أوليفيرا، مسؤول طقس من أوروغواي، من خلال البعثات في الموقع منذ عشرين عاما أن تغير المناخ وانفصال الكتل الجليدية أكبر من أي وقت مضى.

وقال: "أحياناً، ارتفاع الكتل الجليدية هو 20 مترا وعرضها أكثر من 200 متر. هذه الكتلة الجليدية خلفي، كانت أعلى وأكبر بكثير. في السنوات الأخيرة، أصبحت أصغر بكثير".

ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الكتل الجليدية، والمطر الذي يحل محل الثلج، وتلوث الهواء: ظواهر في القطب الجنوبي تسبب اضطرابات تنذر العلماء. الآلاف من بطاريق (أديلي) قد جاعت حتى الموت بسبب ارتفاع سمك الجليد البحري، الذي دفع بآباء البطاريق إلى الذهاب لمناطق أبعد بحثاً عن الطعام، تاركين فراخهم الجائعة خلفهم.

وهناك أيضا السحالي التي تتغير لديها البكتيريا المعوية بسبب الاحترار وتبيض الشعاب المرجانية بسبب بحر أكثر دفئا وأكثر حمضية.

في القارة القطبية الجنوبية هناك العشرات من القواعد العلمية من جميع أنحاء العالم تبحث وتجمع أدلة على الاحترار العالمي.

ترمز هذه الحالة الطارئة هو تضاعف الكسور في الأنهار الجليدية كالتي خلفي والانفصال اليومي لعشرات الجبال الجليدية عن الغطاء الجليدي. في الدائرة القطبية الجنوبية، في جزيرة الملك جورج.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن