وزير البيئة اللبناني رعى مؤتمر وهب وزرع الاعضاء

Ghadi news

Saturday, November 24, 2012

وزير البيئة اللبناني رعى مؤتمر وهب وزرع الاعضاء:
تحويل عمليات الوهب الى صفقات تجارية يفقدها صفتها الانسانية

"غدي نيوز"

رعى وزير البيئة ناظم الخوري عصر يوم الجمعة (23-11-2012)، "المؤتمر الاول لوهب وزرع الاعضاء" الذي انعقد في "بيت الطبيب اللبناني"، بدعوة من اللجنة الوطنية لوهب الاعضاء وبالتعاون مع وزارة الصحة، في حضور سفيرة اسبانيا في لبنان ميلاغروس هرناندو ونقيب الاطباء شرف ابو شرف ونائب رئيس اللجنة الوطنية لزرع الاعضاء والانسجة
الدكتور انطوان اسطفان وممثلين عن وكالتي AECID وDTI  اسبانيا.
وتم في الافتتاح إطلاق اغنية للفنان غدي الرحباني أنشدها الفرسان الاربعة. ثم ألقى الخوري كلمة جاء فيها "كان لبنان الرائد في عمليات وهب وزرع الاعضاء والانسجة مثل زرع الكلى وعدسة العين والقلب المفتوح وكل العمليات التي أجريت في هذا المجال كانت ناجحة. لقد إتصف لبنان بخصائص مميزة وسمي بمستشفى الشرق الاوسط، كما حملت الجامعات اللبنانية التسمية ذاتها، والى الجامعات الشهيرة والمستشفيات المجهزة بأحدث المعدات والآلات المتطورة يضاف عنصر هام وهو توافر الأطباء المميزين اللامعين".
اضاف: منذ ردح من الزمن كان وهب وزرع الاعضاء والانسجة موضوعا محرما ومحظورا التطرق اليه وكانوا يقولون إن الوفاة والموت هو نهاية المطاف لان الانسان من التراب والى التراب يعود، وبالتالي حرام مس جسده. لكن بفضل الوعي والتفكير المنطقي السليم حصل تطور في مجال زرع الاعضاء، اذا لم نقل ثورة غيرت المفاهيم ووسعت الآفاق الاجتماعية وبالأخص الصحية منها. إن هبة الحياة هي أثمن هبة في الكون وهي أغلى هدية يقدمها شخص لشخص آخر. وإن وهب الاعضاء هو اسمى عطاء".
وتابع: "إن الحق بالحياة هو أهم الحقوق وإن انقاذ شخص من مرض يتهدده أو أمر يعذبه وينغص عيشه هو عمل خير لا بل واجب ينبغي تطبيقه وانفاذه رأفة بالمعذبين في الارض، إن الهدف الاساسي من وهب الاعضاء هو شفاء المرضى وذلك بزرع عضو سليم في جسد مريض لاستبداله بالعضو التالف، لذلك يعتبر وهب الاعضاء معجزة تجعل العميان يبصرون والمقعدين يتحركون وتحيي الأمل بالحياة عند اليائسين، لأنه بدل ان يمسي الجسد ترابا يستمر هذا العضو في العيش عمرا جديدا".
واردف: " كان الأطباء اللبنانيون السباقين في عمليات زرع الكلى من أقارب وقد أجريت العملية الاولى عام 1972. وفي عام 2010 وقعت اتفاقية تعاون بين اللجنة الوطنية اللبنانية والحكومة الاسبانية لتطبيق النموذج اللبناني في 15 مستشفى لبنانية وفي السنة الثانية لقيام هذا التعاون الناجح والواعد، أصبح عدد المستشفيات 23 مستشفى. إن الاديان السماوية كالمسيحية والاسلام تسمح وتجيز وهب الاعضاء والانسجة وذلك لما تؤدي هذه العملية من خير وفائدة للمتلقي. وعادة يقوم المتبرعون الاحياء بالتبرع بأعضائهم الى أقاربهم أو الاصدقاء وهنالك من يقومون بالتبرع بشكل خيري لشخص لا يعرفونه".
وقال: "يضاف الى ذلك أن يقوم البعض بتبرع مدفوع الاجر، بحيث يحصل المتبرعون على أموال مقابل الاعضاء التي تبرعوا بها. ويعتبر هذا التبرع شائعا في بعض المناطق وهو أحد أهم عوامل:السياحة الطبية". ويسمح في بعض الدول للمواطنين ببيع الكلى أو الاعضاء الاخرى من الجسم بصورة قانونية، وذلك على الرغم من المبادئ التوجيهية حول زراعة الاعضاء التي اعدتها منظمة الصحة العالمية عام 1991 والتي ورد فيها :"يجب ان لا يتعرض جسد الانسان واعضاؤه الى معاملة تجارية اي أخذ الاموال مقابل الاعضاء الموهوبة.كما يمنع على الاطباء المباشرة بالتحضير لزرع عضو اذا لم يكونوا متأكدين من ان الوهب مجاني وغير مشروط ببدل مالي".
واضاف: "إن مفهوم "سياحة زراعة الاعضاء" قد يؤدي الى انتهاك حقوق الانسان واستغلال الفقراء. كما وإن تحويل عمليات انسانية الى صفقات تجارية أمر خطير حين يصبح جسد الانسان سلعة للبيع والشراء، الامر الذي يفقد هذه العملية صفتها الانسانية السامية. ويلحظ الجميع ازدياد الوعي والشعور مع الاخرين لان وهب الاعضاء هو اسمى عطاء وإن عدد الواهبين يزداد والحمد لله".
وختم: "يسعدنا ان نثني وننوه ونشكر الحكومة الاسبانية على اهتمامها بهذا الموضوع الجدي الهام ودعمها اللجنة الوطنية لوهب وزرع الاعضاء والانسجة على متابعة نشاطاتها الانسانية. ونرى ان تزويد الناس الاحياء ببطاقات تعبر عن ارادتهم في وهب أعضائهم، من شأنه ان يشجع ويحفز وينمي الوعي لدى الاحياء للتبرع ووهب اعضائهم للمحتاجين اليها، آملين المزيد من التعاون والتنسيق مع وزارة الصحة العامة والقطاعين العام والخاص لما فيه الخير العام والمصلحة العامة".

هرناندو

من جهتها، القت السفيرة هرناندو كلمة أكدت فيها أن "أحد الأهداف الإستراتيجية للتعاون الإسباني في لبنان هو تعزيز نظم الصحة العامة، من خلال تحسين إمكانية النفاذ الشامل إلى خدمات الرعاية الصحية ودعم المبادرات الإقليمية في القطاع الصحي".
أضافت: "تعتبر إسبانيا رائدة عالميا في مجال وهب الأعضاء وزرعها (34,6 جهة مانحة في المليون). وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بالنموذج الإسباني الذي جرى اعتماده في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم وكانت له نتائج حميدة. وبتاريخ 19 أيار (مايو) 2010، اعتمد الاتحاد الأوروبي التوجيه الأوروبي ذات الصلة بوهب الأعضاء وزرعها، على أساس النموذج الإسباني الذي من شأنه أن ينقذ حياة 20,000 شخص سنويا في الاتحاد الأوروبي بحسب التقديرات الأخيرة".
وختمت: "من أجل ضمان استدامة المشروع وترسيخ هذا النموذج، أتمنى أن تنجح المؤسسات اللبنانية، ولا سيما وزارات الصحة والبيئة والمشاركة في الالتزام بهذه القضية وتخصيص الأموال اللازمة من أجل مواكبة العمل الجيد التي بدأ بالفعل من خلال مراح المشروع الثلاث".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن