مبادرات بلدية وأهلية لحماية الكلاب الضالة في مختلف المناطق

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, January 13, 2018

مبادرات بلدية وأهلية لحماية الكلاب الضالة في مختلف المناطق

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو  -

 

        بعد مسلسل الاعتداءات التي طاولت كلابا ضالة، في خرق فاضح لقانون حماية الحيوانات والرفق بها، والذي وقعه قبل أشهر عدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وعلى وقع تحركات الناشطين والجمعيات الأهلية المعنية، بدأنا نشهد مبادرات وإنجازات هامة، عنوانها إيجاد حلول جذرية ومستدامة لهذا الملف الذي شهد تعاطفا محليا ودوليا، في أعقاب ما شهدنا من حالات تسميم وتعنيف وإطلاق نار على هذه الكائنات، فضلا عن التعدي على الحياة البرية.

        وقد تابع ghadinews.net بعض أهم هذه المبادرات في سياق مواكبته لهذه القضية ببعديها الإنساني والأخلاقي، فضلا عن البعد القانوني المفترض أن يكون ناظما وراعيا لهذه القضية.

 

بلدية جون

 

        وسجلت في هذا المجال، مبادرة رائدة من قبل بلدية جون في ساحل الشوف في إقليم الخروب، إذ نشر رئيس لجنة البيئة في البلدية على صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" بيانا جاء فيه: "وردتنا الكثير من الشكاوى تتعلق بتكاثر الكلاب الشاردة بين المنازل وفي الأحياء، ولحل هذه المعضلة نرجو التعاون معنا كبلدية والإلتزام بالخطوات التالية:

أولا: الرجاء ممن يستطيع، إطعام الكلاب في الطرقات، لكي يتم العمل قدر المستطاع على جعلها أليفة، وبالتالي لا تتعرض للإنسان إذا ما كانت جائعة.

ثانيا: بعد حوالي عشرة أيام من إطعامها وإشباعها، ستقوم البلدية بإرسال طبيب بيطري لخصي هذه الكلاب وضمان عدم تكاثرها.

ثالثا: بعد ذلك، من الممكن ترحيلها أو تركها بعد أن نضمن عدم تكاثرها".

وأضاف: "من الواجب التعاطي مع هكذا موضوع بشيء من الإنسانية والممارسة الحضارية لما فيه مصلحة للجميع، ونرجو منكم التعاون والبدء بالمرحلة الأولى وهي إطعام الكلاب في الطرقات لكي يتسنى لنا العمل على المراحل التالية ولكم كل الشكر".

 

عيد: أسلوب رحيم وحضاري

 

وقال عيد لـ ghadinews.net: "بدأنا بالخطوتين الأساسيتين، الأولى، تعويد الناس على التعامل مع الحيوانات الشاردة برفق، وإطعامها، والثانية، بعد أن تألف الناس ولا تهرب منهم، سنقوم بعملية تعقيمها لمنع تكاثرها، وإن استطعنا أن نكمل بالخطوة الثالثة بعرض هذه الحيوانات للتبني أو إطلاقها".

وعن سبب قيام بلدية جون بهذه المبادرة، قال: "لا يوجد حل أفضل من هذا الحل، فمن أين ستحصل هذه الحيوانات على الطعام، وكيف ستعيش، وثمة ضرورة لحلول جذرية ورحيمة، فالحلول الأخرى غير مقبولة وغير إنسانية، وغير حضارية".

        وعن الجهات التي تتعاون معها البلدية، قال عيد: "تواصلت مع الناشط حسين حمزة، ووعدني بإرسال طبيب بيطري من صيدا يتعاون معه، ونرحب بكل جهة يمكنها مساعدتنا بهذا الخصوص".

وعن تمويل هذه الحملة، قال: "بداية لا نعتمد على الأهالي فحسب، بل طلبت من عناصر شرطة البلدية شراء كميات من الدجاج واللحوم والطعام ووضعها لها، فربما لم يلتزم الأهالي بإطعامها، وبعد حوالي 10 أيام بعد أن تتآلف الكلاب معنا، سنحضر الطبيب لإجراء عمليات التعقيم، وتمول البلدية بالكامل هذه الحملة".

وأضاف عيد: "رئيس وأعضاء المجلس البلدي أبدوا تجاوبا حيال هذا الموضوع، فهو أمر ملح، ولا نريد أن يأخذ البعض الأمر على عاتقهم ويقومون بإيذاء هذه الحيوانات".

        وعن عدد الكلاب الشاردة، قال "هناك حوالي 25 كلبا، وأي قضية في هذا المجال سنعمل على حلها بالطرق المثلى"، وأهاب عيد بالبلديات جميعها "التعامل مع موضوع الكلاب الشاردة بأسلوب رحيم وحضاري، وهو غير مكلف، وحتى لو كان مكلفا ماديا فهو غير مكلف إنسانيا، والرئيس ونائب الرئيس أعطياني الضوء الأخضر في أي موضوع بيئي وإنساني أجده مناسبا وإنسانيا".

        وختم عيد: "سأطلب من الرئيس جورج مخول وهو رئيس إتحاد بلديات إقليم الخروب الجنوبي وعددها سبع بلديات أن يعرض هذه الفكرة على بلديات الإتحاد للتعامل مع هذه القضية الملحة وحلها بطرق إنسانية".

 

حمزة: الناس تعتاد الأفكار بالتدريج

 

        وقال الناشط حسين حمزة لـ ghadinews.net: "هذه أفضل خطوة تقوم بها بلدية، وهي بلدية جون، ونتمنى أن تحذو حذوها كافة البلديات، فموضوع الكلاب يلزمه حل جذري، فهناك جمعيات، وهناك ناشطون والقليل الذين لديهم ملجأ، ولكن كم ملجأ نحتاج لنصلح ما يتسبب به الناس، الذين يتبنون حيوانات، وتتكاثر ويتخلصون منها في الشوارع، كما لا نريد أن نقطع رزق أحد، خصوصا من يتاجر بهذه الحيوانات، ولكن علينا تنظيم وحل هذه المشكلة، وإن أراد التاجر بيعها، فيجب أن تكون معقمة، فإن لم نحل المشكلة من المصدر، فلا حل، كما أن علينا علاجها وإطعامها فهي تعيش مع الناس، فواجب التوعية يقع على عاتق الوزارات ورجال الدين، والسياسيين والنواب والأشخاص القدوة لحل هذه المعضلة، فالتسميم والقتل حرام، إلا في حال كان الكلب مريضا بداء الكلب، والتعقيم ضروري وإجباري، وعلى البلديات إحصاء الكلاب ضمن نطاقها وكل شخص لديه كلب خصوصا الشرس منها، التعامل مع المشكلة، فإن رماه بين الناس فقد يؤذيهم، والمفروض معاقبة الشخص مالك الكلب".

        وقال حمزة: "الناس تعتاد الأفكار بالتدريج، وعلى الدولة تمويل عملية تعقيم الكلاب، وبهدف إضافي وهو تحسين الصورة البشعة التي وصلت إلى العالم، فكيف سيساعدنا العالم وهم يشاهدوننا كيف نقتل الحيوانات بهذا الشكل الوحشي، إن كان تسميما أو بإطلاق النار، وأقول كلمة، لن يصيبكم إلا بما كسبت أيديكم وكما أنتم يولى عليكم، فهذه مخلوقات الله، ولو اجتمعنا جميعا لن نستطيع خلق بعوضة، فكل ما خلق الله له احترام، وقد يقول البعض أن الأحوال سيئة وهناك فقر وحاجة، وأنا أقول أن هذه الممارسات هي التي تنعكس علينا فقرا وفاقة".

 

طرابلس

 

        وفي هذا السياق، بدأت حملة أطلقها رئيس اللجنة الصحية في بلدية طرابلس عبدالحميد كريمة ورئيس مصلحة الزراعة في الشمال الدكتور إقبال زيادة، لتطعيم للكلاب الشاردة في مختلف انحاء المدينة، وتستمر هذه الحملة مدة شهر كامل، ويقوم بها ليلا عمال الدائرة الصحية في البلدية، وهي لحماية نحو 800 كلب شارد، بهدف الحفاظ على الصحة العامة.

 

كريمة: خطة شاملة ومدروسة

 

وقال كريمة لـ ghadinews.net: "سيتم تلقيح حوالي ٨٠٠ كلب عبر اعطائهم لقاح raboral وهو طعم يعطى عن طريق الفم، وكون هذا الطعم ينتفخ في أمعاء الحيوانات الشاردة نتأكد بأن كل واحد منها لن يتناول إلا جرعة واحدة". وأضاف أن "الحملة تستمر حتى نهاية الشهر الحالي"، وشكر "رئيس مصلحة الزراعة على تعاونه وحرصه على الصحة العامة، وذلك بتأمينه اللقاحات الكافية لحماية كافة مناطق المدينة، وخصوصا في زيتون ابي سمراء، ولا سيما حول جبل النفايات حيث تتجمع هذه الكلاب الشاردة".

وأكد كريمة أن "تعاون المجتمع المدني مع الجهات الرسمية سوف يساهم في إنجاح هذه الحملة، وهي جزء من حملات بيئية وصحية عدة تقوم بها بلدية طرابلس واللجنة الصحية فيها من خلال دورات توعية وحملات عدة في كافة المجالات".

        وقال كريمة: "نتعاون مع الناشطين في منطقة الشمال لحل مشكلة الكلاب الشاردة، خصوصا مع استلام جمعية في الشمال علم وخبر وهي (جمعية رفق)، كما أن هناك جمعية أخرى طور التسجيل، وهذا الأمر، فضلا عن التعاون مع الجهات الرسمية، نحاول من خلاله إنقاذ هذه الحيوانات الشاردة وعدم تركها لتلاقي مصيرا مشابها لما نشهده في مناطق عدة من لبنان، ولكن بالتدريج نحاول العمل نحو خطة شاملة ومدروسة".

        وعن اللقاح وأهميته، قال: "يمنع هذا اللقاح إصابة الكلاب نفسها ومن تتعدى عليه بالعض بالمرض، وهذا التكامل في العمل المجتمعي البيئي الصحي الهادف، هو الذي نرجوه بين المجتمع المدني والبلدية والوزارة، وهذه هي المرحلة الأولى، وسوف نتابع مع الجمعيات الموجودة، وسنتواصل معها للقيام بخطوات عدة".

وعن كون داء الكلب نادر في لبنان قال كريمة: "لدينا جبل نفايات في طرابلس، وهذا اللقاح يغطي كافة أنواع الأمراض، ونحاول رصد تجمعات الكلاب لنتمكن من حمايتها باللقاحات، في الشهر الثاني هناك مبادرة ندرس مع الجمعيات الإعتناء بمساحة أرض تابعة لبلدية طرابلس، لجمع هذه الحيوانات فيها ومعالجتها وتلقيحها، وإجراء خطوات عدة مستقبلية".

 

جمعية رفق

 

        وقالت رئيسة "جمعية رفق" نهاد الشيخ لـ ghadinews.net: "بدأنا عملنا كناشطين لنحاول إنقاذ الكلاب الشاردة وعلاج المريضة منها، وليس لدينا أعدادا كثيرة، وقد أسسنا الجمعية مؤخرا، وحصلنا على العلم والخبر".

وعن نشاط البلدية قالت "ما حصل في طرابلس بقيام البلدية بتوزيع اللقاح مجانا هو أمر رائع للغاية، وشكل صدمة إيجابية، وهو ما يفترض أن يحصل في كل المناطق، فهذا العمل هو عمل البلدية والدولة وليس عمل الجمعيات، فالمثال الذي تقوم به تركيا، وبلدياتها هو ما يفترض أن يحصل في لبنان، فعملية اللقاح وإطعام الكلاب الشاردة وتعقيمها يقع على عاتق البلديات، وكما سمعنا في بلدة جون مؤخرا، من قيام البلدية بإطعام الكلاب تمهيدا لتعقيمها، فالبلديات لديها أموال وشيئا فشيئا يمكنها حل هذه المشكلة، والجمعيات يمكنها المساهمة بالتوعية وغيره، وقد تكلمنا مع وزير التعليم العالي، وقد شجعنا بخطة للتوعية على مدى خمس سنوات في المدارس، وإدماجها في المناهج الدراسية، على الرغم من رغبتنا بحل سريع، ولكن سنحاول أن نتابع هذه الخطة".

        وأضافت الشيخ: "عمل الجمعيات إلى حد ما الإشراف على عمليات الإنقاذ والعلاج والتوعية بالتكامل مع خطوات أساسية تقوم بها البلديات والوزارات المختصة، وقد يمكننا المساهمة بعمليات العلاج للحالات الطارئة والتبني، ونحاول دراسة خطوة لم يفكر بها أحد من قبل، وهي التعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، خصوصا وأن إمكانياته هامة بأن يوفر لنا سيارة إسعاف واحدة لحالات الحيوانات الشاردة الطارئة".

        وقالت: "نحن الجمعية الوحيدة العاملة حاليا في الشمال، ولا زلنا في خطواتنا الأولى، ويساهم معنا عدد من الناشطين ونحاول التنسيق ضمن قدراتنا المتواضعة، فليس لدينا ميزانيات ضخمة مثل الجمعيات العاملة في بيروت، ونحاول العمل في نطاق الشمال، ويهمنا أن نحصل على الدعم، لنتمكن من القيام بعملنا على أكمل وجه، وحاليا لدينا عشرة كلاب، وقد تبرع أحد الأشخاص بأرض مؤقتة نعالج فيها بعض الحالات، ولكنها ليست مجهزة وليست دائمة، على أمل أن نحصل على ملجأ دائم وأن نعمل بشكل شامل وفعال".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن