ندوة عن مبادرتي طرابلس عاصمة اقتصادية وطريق وحزام الحرير

Ghadi news

Saturday, January 13, 2018

ندوة عن مبادرتي طرابلس عاصمة اقتصادية وطريق وحزام الحرير

"غدي نيوز"

 

شهدت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي ندوة حوارية عن مبادرة "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية" و "طريق وحزام الحرير" الذي أطلقته الصين العام 2013، في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بمقبل ملك، السفير الصيني وان كيجيان، النائب محمد الصفدي ممثلا بأحمد الصفدي، الوزير السابق عدنان القصار ممثلا بالمدير الإقليمي لـ "فرنسبنك" نزيه شعراني، الوزير السابق فيصل كرامي ممثلا بزياد غالب، النائب السابق مصباح الأحدب، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبدالغني كبارة، رئيسي بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين والميناء عبدالقادر علم الدين، نقيب المهندسين في الشمال بسام زيادة، نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، مدير مصلحة استثمار مرفأ طرابلس الدكتور احمد تامر والمستشار نادر الغزال ومدراء مصارف وأعضاء من المجلس الاقتصادي والاجتماعي ورؤساء جامعات وطنية وخاصة وهيئات من المجتمعين الأهلي والمدني وإعلاميين.

البداية مع النشيدين اللبناني والصيني، ثم كلمة لرئيسة الدائرة التجارية والعلاقات العامة في الغرفة ليندا سلطان، تلاها عرض فيلم وثائقي عن "مسيرة النهضة التي تشهدها الصين في المجالات الاقتصادية والعمرانية والتقنية والسياحية والتقدم في التنمية".

افتتح رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي الندوة بكلمة تناول فيها مرتكزات مبادرته "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية"، مؤكدا "رغبة اللبنانيين بتعزيز الشراكة مع الصين البلد الحضاري الذي تتجذر حضارته الموغلة في القدم الى خمسة آلاف سنة خلت ورفضت خلالها الصين دولة وشعبا الانحدار وتحدت الأزمات ووضعت خريطة طريق لتحقيق نهضتها وكان ذلك خلال 15 سنة من أيامها المعاصرة عبر اعتمادها سياسة التحديث والانفتاح رغم ان ولادتها الحديثة تمت منذ 70 سنة من تاريخها، ولقاؤنا يتركز على مبادرة "طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية" وعلى تجربة الحداثة في الصين التي نعتبرها قاعدة نموذجية للانطلاق في الشراكة التي يريدها المسؤولون في الصين ويشدد على أهميتها السفير الصيني وكذلك القطاعين العام والخاص ورغبة المجتمع الدولي بالتعاون مع لبنان ومن خلاله مع محيطنا العربي وما علينا إلا السهر على بناء الذات لكي نبني لبنان من طرابلس التي نريدها عاصمة لبنان الإقتصادية".

وقال: "من يتابع الصين يتلمس الارادة الصلبة لهذا البلد الحضاري الذي تحدى كل الظروف الصعبة وباتت الصين بلدا قادر على بناء قدرات الآخرين في مناخ من الشراكة ونحن في هذا السياق لا بد لنا من توجيه شكرنا للدولة اللبنانية على توقيعها اتفاق طريق الحرير التي سيكون لطرابلس فيها دور محوري كما كان في الماضي، وفي ذلك دلالة إلى أن الدولة اللبنانية مهتمة باحتياجات شعبها الى التنمية والإزدهار وأن الصين منفتحة بدورها على القطاعين العام والخاص، ولكن علينا تحديد احتياجاتنا وأولوياتنا ونعلم ماذا نريد وما هي المشاريع المفيدة للجانبين الصيني واللبناني".

 

حنفي

 

واعتبر الأمين العام لاتحاد الغرف العربية خالد حنفي أن "مبادرة "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية" ليست مبادرة محلية بقدر ما هي إقليمية، واذا قاربنا الأمور وفقا للمنهجية الموضوعية، هناك ضرورة لوجود مرفأ يشكل نقطة ارتكاز محورية وحاجة الى عملية تراكم صناعي وتخصيص منطقة لوجيستية لا تكون جاهزة فقط للتجارة العابرة، وأنا أمام شراكة حقيقية وجدتها في غرفة طرابلس"، وقال: "هناك شهية عربية للاستثمار واستخدام الفوائض تتلاقى مع مبادرة دبوسي ولا تقتصر على الحيز اللبناني، فنقطة انطلاقها من طرابلس ثم إفريقيا وصولا الى الصين، ويتم الدخول في عملية الإستثمار الإستراتيجي الأوسع من السوق العربية مع نقطة ارتكاز على طريق الحرير في شرق المتوسط".

وختم: "الفرص لا تتاح الا لمن يستحقها ويستشرفها ونحن نؤسس لمستقبل مشرق تحت راية القيادة التي أطلقت مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية".

 

حايك

 

وتناول الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة والشراكة زياد حايك "أهمية نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص والفرص المتوفرة في طرابلس للقيام بالمشاريع الكبرى ولكن لا نزال نحتاج بشكل اساسي الى توفير فرص العمل لان الشراكة بين القطاعين العام والخاص وجدت خصيصا لتوفير تلك الفرص وتؤمن العيش الكريم لليد العاملة".

وتحدث على "المفارقات الكبرى التي تتجسد في مشاركة رئيس دولة الصين في منتدى دافوس العالمي ليتحدث عن سياسة الانفتاح التي تنتهجها الصين في المرحلة الراهنة في الوقت الذي نجد فيه الولايات المتحدة الاميركية تنغلق على نفسها، وما علينا نحن في لبنان الا ان نتلقف مبادرة طريق الحرير ونعمل معها لأن الصين قادرة على مشاركتنا في إنجاح مشاريعنا الحيوية ولا سيما تلك التي تعتمد الطاقة البديلة، والصين اليوم هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم ولدينا الكثير من الاعمال التي يمكن إنجازها من خلال القدرات والخبرات التي تمتلكها الصين والحكومة اللبنانية مدركة لأهمية مؤتمر "باريس-4" الذي بات على الأبواب، ونتمنى ان يكون للصين دورا كبيرا في هذا المؤتمر، وكما نعلم الدولة اللبنانية عاجزة عن دعم المشاريع اذ يقع على كاهل مبادرات القطاع الخاص وهذا الوضع مشابه لأوضاع مماثلة في بلدان العالم".

وختم: "نحتاج الى مشاريع كبرى وضخمة وعلينا ان نستثمر في مشاريع البنى التحتية من مواصلات واتصالات لتوفير فرص عمل يمكن أن تتحقق في طرابلس ويستفيد منها بين 50 و 100 ألف شخص. علينا تشييد معمل لانتاج الكهرباء وتفعيل وتطوير مطار القليعات وبالتالي العمل على توسعة مرفأ طرابلس والمنطقة الاقتصادية الخاصة لاقامة مراكز لصناعة النفط والغاز وتطوير أعمال الصيانة وتأمين الخدمات وتسهيلها، ويمكن ان يكون للبلديات دور واسع في تلك المشاريع، واذا ما توفرت مشاريع مرتبطة بالطاقة المتجددة فيمكن أن يترتب علينا دفع ربع فاتورة الاستهلاك الكهربائي، المهم ان تكون لدينا دائما الافكار الابداعية".

 

عيتاني

 

وتحدث رئيس مجلس الادارة المدير العام للمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (إيدال) نبيل عيتاني "عما توفره طريق الحرير والحزام المتعلق بها والتي اطلقتها حكومة الصين في العام 2013 من دمج لإستراتيجيات التنمية للبلدان التي تتواجد على تلك الطريق وبالتالي تحقيق الإزدهار لتلك البلدان من خلال القوى الكامنة فيها وهناك دول ساحلية مرتبطة قديما بطريق الحرير ويمكن ان يتجدد دورها في هذا المجال". وقال: "من صلب استرتيجية "ايدال" العمل على تحقيق التنمية المناطقية والوقوف على حاجات التنمية لمختلف المدن والمناطق وضمان تحقيق التوازن بينها وتوفير فرص العمل، ومنطقة الشمال وبخاصة طرابلس تزخر بالكثير من الموارد الطبيعية والبشرية وتتمتع بسهولة التواصل مع الاسواق المحيطة ويمكنها ان تصبح قطبا اقتصاديا في هذا السياق ونحن نسجل من خلال مؤشرات النمو الإيجابية ولا سيما الإستثمارية منها انها سجلت ولادة 75 مشروعا استثماريا جديدا اي بنسبة نمو بـ 60 بالمئة".

وختم: "طرابلس على موعد مع انعقاد مجلس الوزراء فيها في فترة قريبة بعد أن حالت ظروف ماضية دون عقده، ونأمل بتعزيز العلاقات مع الصين رغم ان الميزان التجاري يميل لمصلحة الصين، ونأمل بأن يكون للبنان وكذلك لطرابلس دورا مركزيا لأنشطة الشراكة معها".

 

كيجيان

 

ختاما تحدث السفير الصيني عن سياسة الانفتاح التي تنتهجها بلاده "رغم أن نظاع العولمة يلاقي الكثير من الاعتراضات، وفي عام 2013 طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة بناء "الحزام الاقتصادي بطريق الحرير" و"طريق الحرير على البحر في القرن الـ 21"، أي مبادرة "الحزام مع الطريق"، والمضمون الرئيسي للمبادرة يتجسد في النقاط الخمس وهي تناسق السياسات وترابط الطرقات وتواصل الأعمال وتداول العملات وتفاهم العقليات".

وقال: "مبادرة الصين لبناء "الحزام مع الطريق" يهدف إلى تكريس روح طريق الحرير القديم المتمثل بالسلام والصداقة والانفتاح والشمولية والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، بما يعزز التعاون الإقليمي والتكامل بين آسيا وأوروبا وإفريقيا في العصر الجديد. سيتم الربط بين الدول والمناطق من خلال "الحزام مع الطريق" الأمر الذي يعزز التواصل بين هذه المناطق ويمكنها من تكملة بعضها بعضا في الحاجات واستفادة كل منها من مزايا غيرها، حتى تتحقق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة. إن مبادرة "الحزام مع الطريق" تجسد مفهوم تشكيل الوحدة ذات المصير المشترك، تأكيدا لأسلوب المساواة والمنفعة المتبادلة المتمثل باشتراك الجميع في البحث عن سبل بنائها وبذل الجهود المشتركة ليتمتع الجميع بإنجازاتها".

أضاف: "إن "الحزام" و"الطريق" يتلاقيان في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، لذا تعتبر الدول العربية شريكة مهمة وطبيعية في بناء "الحزام" و"الطريق". ستفضي مبادرة "الحزام مع الطريق" إلى مزيد من تعاون الصداقة بين الصين والدول العربية، ما يخلق فرصا سانحة وآفاقا مشرقة للتنمية والازدهار المشترك بين الطرفين".

وتابع: "لبنان بلد مميز جدا في المنطقة. والعلاقة بين الصين ولبنان ممتازة والتبادل التجاري يتقدم بشكل سريع والصين أكبر شريك له. لبنان يتمتع بثقافة وحضارة متنوعة وسياحة مزدهرة وقطاع مصرفي قوي وقطاعات قوية، من ثقافة وفنون وإعلام".

وختم: "منذ بدء الحديث عن إحياء الخط، كانت وجهته الوصول إلى البحر المتوسط، وتحديدا سوريا ولبنان، حيث توجد المرافئ الهامة والأسواق الصاعدة إقليميا مع البدء بإعادة إعمار سوريا والعراق، والحديث عن بدء استخراج النفط وفتح سوق شرق أوسطية كبيرة للعمل، والاستثمار بكل أشكاله الحديثة".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن