حقيقة أكياس البلاستيك المخيفة... وبدائلها الأخطر!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, January 18, 2018

حقيقة أكياس البلاستيك المخيفة... وبدائلها الأخطر!

خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

 

       أثار شريط فيديو صوره طاقم التصوير الخاص بالسير دافيد أتنبورو Sir David Attenborough، لصغير طائر القطرس albatross وهو يتناول كيسا من البلاستيك بعد أن أطعمته إياه الأم مما جمعته من البحر، معتقدة أنه نوع من الرخويات أو الأسماك أمام كاميرا الفريق، اضطرابا كبيرا لدى الرأي العام.

وقررت بعدها سلسلة المتاجر آيسلاند Iceland البريطانية أنها ستوقف استخدام البلاستيك في متاجرها بحلول العام 2023، كما تم وضع الرسم الإجباري المقدر بـ 5 بنسات وتعميمه على كافة المتاجر في المملكة المتحدة، فضلا عن رسم 25 بنسا على أكواب القهوة المصنوعة من البلاستيك، كما تم منع "حبيبات البلاستيك"  Plastic microbeadsمن مستحضرات التجميل، وفقا لمقال نشره موقع Spectator البريطاني.

 

قلق عام

 

       وقد وصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في وقت سابق النفايات البلاستيكية بـ "إحدى الآفات البيئية الكبيرة في عصرنا".

       ويتابع كاتب المقال روس كلارك  Ross Clark بأن "هذه المبادرات تأتي إلى حد كبير انعكاسا للقلق العام المفاجئ والعنيف على البلاستيك، خصوصا بعد عرض السير اتنبورو للبرنامج الوثائقي The Blue Planet الذي تبثه قناة BBC، وقد شاع شراء المنتجات المحلية القريبة من مكان السكن، وحمل الأكياس المعدة للتسوق التي يعاد استعمالها، فضلا عن حمل السياسيين في بريطانيا لأكواب القهوة المصنوعة من الخيزران والمعاد استعمالها، كما بدأت متاجر البيع بالمفرق مثل Tesco و Marks & Spencer بوقف عملية التعليب البلاستيكية واستخدام الأكياس البلاستيكية التي تستعمل لمرة واحدة، أما في الصين فقد توقف استيراد النفايات البلاستيكية من المملكة المتحدة، ما حث هذه المتاجر وغيرها على القيام بهذه الخطوة".

       ويؤكد كلارك أن "هذه المبادرات السريعة قد تنطوي على قرارات متسرعة وسيئة، وبعضها قد ينتهي مع عواقب فظيعة وغير مقصودة بعيدة المدى"، ويعطي مثالا حول تشابه "المشكلة بالنسبة لهاجس البلاستيك الحديث مع انبعاثات الكربون قبل 20 عاما، وتصبح السياسة البيئية والتركيز على مشكلة واحدة، محددة وعصرية، لا يلاحظ فيها أحد أن الحلول المقترحة، بطرق أخرى، قد تجعل الأمور أكثر سوءا، فإنه في حالة معالجة انبعاثات الكربون، فقد ركزت حكومة (توني) بلير (جنبا إلى جنب مع المفوضية الأوروبية) على خفض كمية ثاني أوكسيد الكربون وشجعت سائقي السيارات على التحول إلى الديزل ما أدى إلى زيادة في انبعاثات أوكسيد النيتروجين القاتلة".

 

حصاد جائر للخيزران

 

       ويؤكد الكاتب أن "توجهنا ذو النوايا الفاضلة، نحو بدائل للبلاستيك قد ينطوي على مشاكل أكثر وقعا على البيئة"، وأعطى مثالا على ذلك كوب القهوة المصنوع من البامبو أو الخيزران المعروف باسم Gove’s coffee cup.

ووفقا لـ "الديلي ميل"، تعود هذه التسمية لوزير البيئة مايكل غوفي الذي بدأ حملة تهدف إلى التخلص من الأكواب البلاستيكية التي يقدر استهلاكها في بريطانيا بـ 2.5 مليار كوب سنويا، وفي وزارة البيئة وحدها 2.5 مليون كوب على مدى السنوات الخمس الماضية أي 1400 كوب يوميا.

وأضاف كلارك "إن استخدام هذه الأكواب المصنوعة من الخيزران، أثار حالة من التذمر، عن حصاد جائر للخيزران خصوصا في مقاطعة (سيشوان)  Sichuan الصينية، وهناك قلق عام أيضا إزاء الاستخدام واسع النطاق للبدائل الحيوية من النباتات bioplastics  بدلا من اللدائن المشتقة من النفط، وهي نفس الحجة حول الوقود الحيوي".

وقال: "هذه النباتات تحتل مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة، والتي قد تستخدم لزراعة الغذاء، وطالما أن البلاستيك الحيوي (الذي تستخدمه بالفعل بعض محلات السوبر ماركت للأغذية العضوية) يظل منتجا متخصصا للطبقات المتوسطة المعنية، فإن مسألة الأراضي ليست مهمة، أما إذا تم اعتماد اللدائن الحيوية من النباتات في كافة أنواع الصناعة، فسوف يكون هذا الأمر سببا حقيقيا للقلق".

 

البلاستيك القابل للتحلل

 

       ويتابع كلارك أنه "وفقا لتقرير حكومي عن الأثر البيئي للبلاستيك الحيوي نشر في العام 2010، فإن نمو كيلوغرام واحد من PLA، وهو أحد أنواع البلاستيك الحيوي الرئيسية، والمستخدم كبديل في تعليب الكثير من الأغذية وغيرها، يتطلب 1.7 متر مربع من الأراضي الصالحة للزراعة والتي يمكن استخدامها كبديل لكثير من البلاستيك المخصص للتعبئة والتغليف لأنواع مختلفة للأغذية".

وأضاف: "تستهلك أوروبا مثلا ما يقرب من 60 مليون طن من البلاستيك سنويا لهذه الأغراض، ويتطلب ذلك زراعة ونمو البلاستيك الحيوي في الحقول، أي حوالي 40 ألف ميل مربع، أي ما يقرب 10 بالمئة من كافة الأراضي الصالحة للزراعة في أوروبا".

وتساءل: "ماذا عن انبعاثات الكربون من البلاستيك القابل للتحلل؟"، وأردف: "هذه النباتات تتحلل بصورة كبيرة بل مباشرة إلى غاز الميثان، وهو من غازات الدفيئة يعتبر 20 مرة أقوى من ثاني أوكسيد الكربون، فإذا كان شاغلنا الرئيسي هو تغير المناخ، فإننا في الواقع أفضل حالا باستخدام البلاستيك المصنوع من البتروكيماويات، وذلك إما بإعادة تدويره أو حرقه بمجرد أن يكون قد انقضى عمره النافع".

       وتابع الكاتب: "ما هو ملحوظ حول الحرب ضد البلاستيك هو أن بداية هذه المبادرات كانت منذ عقد ونصف العقد، ولكن توقفت في مساراتها نتيجة بعض الأدلة القوية، وقد أقرت الضريبة على الأكياس البلاستيكية لأول مرة في إيرلندا في العام 2002، حينما أوجدت رسوم قدرها 15 سنتا ما خفض استخدامها بنسبة 90 بالمئة ويمكن اعتبارها مكسبا بيئيا إذا حاول المتسوقون حمل الأغراض بين أيديهم، ولكن إذا تحولوا إلى أنواع أخرى من الحقائب فمن الصعب أن يعتبر هذا الأمر مكسبا".

 

استنزاف الموارد

 

وأعطى كلارك مثالا آخر: "كان الأمر مماثلا عندما تم اقتراح ضريبة على أكياس البلاستيك في اسكتلندا، وقامت الحكومة بتقييم لمدة عامين وهو عبارة عن مقارنة (تحليل دورة الحياة) life-cycle analysis بين الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد والأكياس الورقية، وفي العام 2005، جاءت النتيجة الغريبة أن الكيس الورقي له تأثير سلبي أكثر من كيس من البلاستيك لمعظم القضايا البيئية التي تم أخذها بعين الإعتبار".

       وأشار كلارك إلى أنه "بعد ست سنوات، قارنت "ديفرا" DEFRA، أو "مؤسسة البيئة والغذاء والشؤون الريفية" Department for Environment, Food & Rural Affairs الأثر البيئي للأكياس البلاستيكية مع منافسيها، وجاءت هذه الدراسة إلى الاستنتاج الملحوظ بأن حقيبة تسوق القطن يجب أن تستخدم 173 مرة قبل أن تصبح مسؤولة عن انبعاثات كربون أقل من كيس من البلاستيك، وذلك أن القطن محصول يتطلب كميات كبيرة من المياه والأسمدة، ونظرت الدراسة أيضا في تأثير الحقائب على استنزاف الموارد والأمطار الحمضية وتلوث الأنهار بالطحالب، والسمية على البشر وعلى نباتات المياه العذبة والمخلوقات والحياة البحرية وبيئة الأراضي وإنتاج الضباب الدخاني".

وأضاف: "حتى على افتراض أن المتسوقين يستخدمون أكياس القطن الخاصة بهم 173 مرة، فإنها لا تزال أسوأ من الأكياس البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة في جميع التدابير البيئية باستثناء اثنتين، بما في ذلك التأثير على الحياة البحرية، فكيس القطن قد لا يسبب المشاكل للمخلوقات البحرية التي تم تصويرها في برنامج (الكوكب الأزرق)، ولكن تم قياس الجريان السطحي للأسمدة المستخدمة في إنتاج القطن بأن تأثيرها أسوأ عموما".

 

       لرابط الدراسة:

https://www.gov.uk/government/uploads/system/uploads/attachment_data/file/291023/scho0711buan-e-e.pdf

 

       لرابط المقال الأصلي:

https://www.spectator.co.uk/2018/01/revealed-the-truth-about-plastic/

 

       مصادر أخرى

       BBC ،Green peace ، Daily Mail غدي نيوز، ووكالات

 

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن