هل يساهم "العصر الجليدي الصغير" في إبطاء الاحتباس الحراري؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, January 19, 2018

هل يساهم "العصر الجليدي الصغير" في إبطاء الاحتباس الحراري؟

"غدي نيوز" – قسم البيئة والمناخ -

    

أشارت وكالة "الأناضول" التركية إلى علماء توصلوا إلى أن العصر الجليدي الصغير المنتظر بين أعوام 2020- 2030 نتيجة تناقص النشاطات على الشمس، سيساهم في إبطاء الاحتباس الحراري العالمي.

وفي هذا الإطار، طورت العالمة فالنتينا زاكروفا، بروفسورة الرياضيات في "جامعة نورثومبريا" البريطانية، برفقة فريقها، نظاماً حسابياً جديداً يساعد في توقع التغيرات المناخية في المستقبل بطريقة رياضية.

ووفقاً لهذا النظام الحسابي، فإنه مع تناقص الموجات المغناطيسية على الشمس، ستشهد درجات الحرارة بين عامي 2021- 2050 انخفاضا كبيرا.

 

ذوبان الأنهار الجليدية

 

وبحسب النظام، يُنتظر أن يمر العالم بمرحلة شبيهة بمرحلة العصر الجليدي الصغير التي شهدها بين القرنين السابع عشر والثامن عشر الماضيين.

قال أحمد كوسيه، رئيس قسم مهندسي الأرصاد الجوية التابع لاتحاد غرف المهندسين والمعماريين الأتراك، في لقاء مع مراسل وكالة "الأناضول" إن "غازات الدفئية التي تلوث الطبيعة أدت إلى زيادة الاحتباس الحراري".

وأشار إلى أن درجات الحرارة عقب العام 1960 ارتفعت بمعدل درجتين، الأمر الذي أدى إلى ذوبان الأنهار الجليدية، وأوضح أن نتائج هذه التغيرات المناخية لوحظت خلال الصيف الماضي في عموم تركيا وعلى رأسها ولاية اسطنبول، مثل حالات هطول حبات البرَد وهبوب عواصف قوية خلال فترات قصيرة.

ولفت كوسيه إلى أن معدل عدد الأشخاص المتأثرين من الكوارث الطبيعية حول العالم يبلغ سنويا 410 مليون شخص، في حين يصل معدل الضحايا إلى نحو 7 آلاف و600 شخص.

وأردف أن 6 بالمئة من الكوارث الطبيعية يؤدي إلى سقوط ضحايا، بينما 16 بالمئة منها يؤدي إلى إصابات بشرية.

 

الإعصارات القمعية

 

ولفت كوسيه إلى أن المناخ في تركيا آخذ بالتغير، إذ يشهد تحولا نحو المناخ الاستوائي، مشيرا إلى "بدء تشكل الإعصارات القمعية في اسطنبول بكثرة".

وأضاف أنه بسبب ازدياد شدة الكوارث الطبيعية في السنوات الأخيرة، ارتفع عدد الإعصارات القمعية التي ضربت سواحل إيجه والبحر والأسود واسطنبول والمناطق المجاورة لها، وفقا للمصدر عينه.

 

عصر جليدي صغير

 

وقال كوسيه إن مناطق واسعة من القارة الأوروبية عاشت بين عامي 1645 و1715 ما يطلق عليه عصر جليدي صغير، ولفت إلى أن هناك مقالة صدرت مؤخرا، تفيد بأن البقع الشمسية تتعرض لتناقص بشكل يشبه عصر الجليد الصغير المذكور أعلاه.

وأشار إلى أنه في حال استمرار التناقص على هذا الشكل، فإنه من المحتمل أن تشهد مناطق واسعة من العالم عصرا جليديا صغيرا مجددا في الفترة بين 2020- 2030.

وأضاف قائلا: "هذا الاحتمال يجعلني أشعر بالسعادة، فلو تحقق ذلك لأدى إلى إبطاء الاحتباس الحراري، لأننا كبشر لا نستطيع الوقوف في وجه الاحتباس، لكن الطبيعة ستعمل على تحقيق التوازن من خلال العصر الجليدي الصغير سيحل فيه الشتاء باكرا".

وأفاد كوسيه أن العصر الجليدي الصغير سيساهم في خفض درجات الحرارة ما بين درجة واحدة ودرجتين.

 

تناقص الغطاء النباتي

 

وأوضح أن الإنسان لن يجد صعوبة في التأقلم مع انخفاض درجات الحرارة، على عكس من ذلك، فإن أنواعا من النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض هي التي لن تتمكن من ذلك.

ومضى قائلا: "في الفترة اللاحقة لتقدم الاحتباس الحراري سيستمر موسم البحر في إسطنبول بين 4 و5 أشهر، لكن في حالة العصر الجليدي الصغير سيتناقص الغطاء النباتي، وربما لن ينمو القمح في ولاية قونية وسط تركيا".

وأضاف: في السنوات 15- 20 الأخيرة، تناقصت أيام الربيع والخريف بمعدل 25 يوما، وازدادت أيام الصيف قياسا بالأعوام السابقة.

وتابع قائلا بأنه في حالة العصر الجليدي سيحدث العكس تماما، حيث سيبدأ الشتاء بمدينة إسطنبول في تشرين الثاني (نوفمبر) بدلا من كانون الأول (ديسمبر)، على أن ينتهي في أواسط نيسان (أبريل) بدلا من آذار (مارس)، كما أن عدد الأيام التي ستشهد تساقط ثلوج ستزداد إلى 30 يوما بدلا من 15، وفقا لـ "العربية نت".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن