زيارة الفضائيين للفراعنة... بين الحقيقة والخيال!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, January 21, 2018

زيارة الفضائيين للفراعنة... بين الحقيقة والخيال!

"غدي نيوز" – قسم التربية والثقافة -

 

ظلت الحضارة الفرعونية وأسرها الحاكمة المتعاقبة منذ 3000 قبل الميلاد، محط أنظار العالم، وسط الألغاز والغموض الذي لحق بملوكها، تلك الحضارة التي حافظ فراعنتها على أسرارهم بعيدا من عبث المحتلين أو الحاكمين لمصر من حضارة يونانية ورومانية وغيرها، وقاد ذكاؤهم المتقدم ودراستهم للطبيعة والفلك إلى إبقاء حضاراتهم مادة للشائعات والافتراضات.

تلك الحضارة التي مرّت بثلاث مراحل متتالية، عصر الإمبراطورية القديمة وكانت عاصمتها ممفيس، وتميزت تلك الفترة ببناء الأهرامات، ثم مرحلة الإمبراطورية الحديثة، وعاصمتها طيبة، حتى بدأت الحضارة في الضعف والانحدار التدريجي، ونجحت حينها الإمبراطورية الرومانية في السيطرة على مقاليد الحكم المصري واحتلت البلاد.

لكن تعتبر أكثر الفترات التي شغلت أذهان العلماء والباحثين الأثريين، هي فترة بناء الأهرامات، الصرح الضخم، التي تعجز العقول عن ترجمة الطريقة التي استخدمها الفراعنة لإنجاز مقابرهم، بتصميم مميز يعجز العالم حتى الآن عن تقليد منحوتاتهم.

 

حجر "هيباتيا"

 

وثمة افتراضات حول الفراعنة، كان آخرها ما أطلقه موقع "Mysterious Universe" العلمي، معلومات جديدة تفيد أن باحثين عثروا على حصى، فريدة من نوعها، في جنوب غرب مصر، واعتبر الموقع الاكتشاف لغزا.

وتعرف الحصى باسم حجر "هيباتيا"، والذي يحمل اسم إحدى عالمات الرياضيات اليونانية هيباتيا، ولفت إلى أن ما يميز الحصى هو احتوائه على نسبة أكبر من الهيدروكربونات عكس مكونات الحصى على كوكبنا، وأعاد عالم الجيولوجيا في "جامعة جوهانسبرغ" جورجي بيليانين، الحصى إلى أزمنة قبل ولادة الشمس، كما تختلف قليلًا عن تركيب حصى النيازك والكواكب.

وتزامنا مع هذه المعلومات، ربط الموقع بين المعلومات السابقة وتصريح أطلقه البروفسور جوليو ماغلي Giulio Magli، رئيس قسم الرياضيات وأستاذ علم الآثار في جامعة بوليتكنيك في إيطاليا، معلنا فرضية أطلقها عبر 5 صفحات، مفادها أن التجويف الغامض، الذي اكتشفه علماء الآثار، منذ ما يقرب من الشهرين، في الهرم الأكبر للملك الفرعوني خوفو، يحمل عرش الملك المصنوع من الخشب والحديد المتداخل مع مكونات النيازك، التي سقطت على الأرض منذ آلاف السنوات، زاعما أن نصوص الأهرامات تكشف مكونات العرش الملكي وتفاصيل الغرفة.

وقال ماغلي: "بالتأكيد، لن يكون العرش مصنوعا من الحديد الذائب، بل النيزكي الساقط من السماء، لأن النصوص الفرعونية تشير إلى أن الملك يسافر إلى نجوم الشمال كما أنه سيمر ببوابات السماء ويجلس على عرشه من الحديد".

وقال ماغلي بأنه يعتمد بفرضيته على "معلومات تشير إلى أن العلماء عثروا على سكين يرجع إلى الملك الفرعوني بعصر الدولة الحديثة، توت عنخ آمون، وعقب فحص السكين لاحظوا أن من بين المواد المستخدمة في صناعة السكين، مركبات نيزكية".

 

معلومات زائفة

 

في المقابل، نفى بشكل قاطع الباحث الآثري، فرنسيس أمين، ادعاءات تفيد أن هناك نصوصا فرعونية تكشف أن العرش الملكي لخوفو من الحديد النيزكي، وقال لموقع "الميثاق" المصري: "في البداية لا بد من أن يكون المترجم للنصوص الآثرية، أثريا، كذلك نصوص الأهرامات تعود إلى فترة عقب موت الملك خوفو، من ملوك الأسرة الرابعة، على الأقل بمئتي عام، أي أنها ظهرت في أواخر الأسرة الخامسة وأوائل الأسرة السادسة، والنصوص تكون عبارة عن صلوات وطقوس لحماية الإنسان ذاته في العالم الآخر بعد الموت".

وتابع: "لم تذكر النصوص كلمة حول مادة الحديد لكن سجلت عبارات عن العرش الراسخ أو الثابت والقوي، حتى أن كلمة الحديد لم تكن في الهيروغليفية حينها".

وردًا على استخدام الفراعنة للمواد التي تدخل في تركيب النيازك، حسب ادعاءات ماغلي، أوضح أن تلك المعلومات زائفة، قائلًا: "في حالة كان هناك إثبات واحد يؤكد أن سيف توت عنخ آمون مصنوع من مواد النيازك، كانت أول من تعلن ذلك المجلات العلمية ويعترف بالمعلومة على أنها حقيقة وليست فرضية".

وتسائل مستنكرا: "كيف تطلق مثل تلك الفرضيات دون أخذ عينة من القطعة الأثرية؟!"، وأجاب: "لا يمكن إثبات تركيب أي قطعة أثرية دون أخذ عينة منها وفحصها ودراستها، وذلك غير مسموح به على الإطلاق، للعلماء المصريين أو الأجانب، لكن يسمح بمعاينة السطح الخارجي ويحمل اسم (باتينة)".

تابع: "وحتى إن كان قد فحص (الباتينة) لن يتمكن من التعرُّف على المادة الأصلية التي صنع منها السكين بفعل الرطوبة وعوامل المناخ، كذلك يتراكم أعلاها المركّبات والأتربة التي تغطي سطحها العلوى، وتغيِّر من معالمها السطحية".

 

فرضيات مغرضة

 

وكانت تلك النظريات وافتراض ماغلي، مبررا سمح لموقع Daily Star، بالربط بين استخدام الفراعنة للنيازك من الفضاء الخارجي وزيارة الكائنات الفضاية للأرض زمن الفراعنة، بل إتجهت خيالاتهم نحو مشاركة الفضائيين للفراعنة في حكم مصر ومساندتهم أثناء عملية بناء الأهرامات.

واستخدم الموقع صور برديات وعُملات، كذلك نقشا أثريا، تسعى من ورائهما إلى إصابة القارئ بالتشكك حول ما أن كان في الواقع بنى الفراعنة الأهرامات وحدهم أم ساندهم الفضائيون.

وبالرجوع إلى الدكتور حسن سليم، أستاذ علم الآثار بجامعة القاهرة، وسؤاله بشأن "افتراض تدخل فضائيين بحكم مصر"، وفقا لماغلي، نفى تماما تلك الشائعات قائلًا: "كل تلك الفرضيات ليست حقيقية، والدليل على ذلك هو اكتشاف مقابر عُمّال بناة الأهرام، وهي مقابر تابعة للأسرة الرابعة أي الملك خوفو والملك خفرع، كذلك بردية عُثر عليها منذ عدة أشهر، وهي بردية جرف حسين بالنوبة، وتكشف كيف بنى الفراعنة هرم خوفو".

وأضاف: "نحن نعلم المهندس الذي بنى هرم خوفو، حم إيونو، والموظفين إذا كيف جاء فضائيون وساهموا في البناء؟". وأوضح: "تلك فرضيات مغرضة حتى لا يعترفون بأن المصريين هُم بناة الأهرامات"، وبعبارة بالعاميّة قال: "مستخسرين أن المصريين يكونوا بناة الهرم".

 

خرافة

 

وعلى رأس الدلائل التي استعملها الموقع للربط بين الفضائيين والفراعنة، عُملة نُقِش عليها كائن غريب، ويفترض الموقع أنه نقش لكائن فضائي، كما أوضح الموقع أنه تم إيجاد تلك العملة في مصر وربما توضح أن المخلوقات الفضائية غزت مصر عَصر الفراعنة.

وفسّر الباحث الأثري أمين الصورة قائلًا: "تلك عملة رومانية ولا تمت بصلة بعصر ملوك الفراعنة، ونُقِش أعلاها أحرف لاتينية، حتى وإن عثر عليها في مصر".

نقوش تظهر أشكال طائرة هليكوبتر وغواصة ومركبة فضائية، ولفت الموقع إلى أن النقوش في معبد سيتي الأول بأبيدوس في صعيد مصر، تشير من جهتهم إلى زيارات خارجية قادمة إلى مصر في زمن الفراعنة.

ووصف أمين الأشكال المنقوشة: "خرافة، وتتكون من نص أعلى نص آخر، والنقش عبارة عن عدد من الأسماء والألقاب، كما أن حروفهم تداخلت بسبب إحلال رمسيس الثاني، على يد كهنته، لألقاب والده سيتي الأول عن طريق وضع مادة الجبس ونقش ألقابه أعلى الجبس تاركا باقي النص، لأن العبادة تكون باسم الملك الحالي لذا الذي يُعبَد من بعده ابنه رمسيس الثاني، وحدث تداخل بين الأحرف نتيجة تساقط الجبس وأصبح النقش الأول جزءا من الثاني".

 

بتصرف عن "المصري اليوم" + الدايلي ستار ووكالات

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن