"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -

قبل أن يأخذ وزير البيئة فضيحة وكارثة النفايات إلى السياسة والتوظيف الانتخابي، كان الأجدر به أن يكون أول من واكب "مشهد النفايات في ساحل المتن"، لا أن يتحرك إثر كشف النائب سامي الجميل لهذه الكارثة بيوم واحد، ولن ننساق كـ ghadinews.net إلى التراشق الانتخابي، ولن نكون منصة لتبادل الاتهامات بين هذا الفريق أو ذاك، وهذا الحزب أو ذاك، أما وقد وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، فلا بد من توضيح بعضها.

لم نكن يوما صوتاً لأي فريق سياسي ولن نكون، لكن من حقنا أن نلفت الانتباه إلى أن النائب الجميل كان أول من بادر إلى تسليط الضوء على الكارثة، فيما وزراء لم يحركوا ساكنا، أو لا علم لهم بأن النفايات اجتاحت الشاطىء اللبناني من الكوستابرافا إلى برج حمود ونهر الكلب وصولا إلى عكار.

ويهمنا في هذا المجال، أن نقول لوزير البيئة أننا لسنا في ملعب كرة قدم، ننتظر منكم ومن غيركم تسجيل النقاط، فهذا أمر لا يعنينا من قريب أو بعيد، دعوا البيئة وفضائحكم خارج التوظيف السياسي الرخيص!

كما أننا لسنا مع دعوة النائب الجميل لجهة تقديم استقالتكم، لأن هذه الخطوة كان يجب أن تكون تلقائية قبل أن يدعو إليها النائب الجميل أو غيره، ومنذ زمن بعيد، لكن النظام الطائفي يحمي – وللأسف – المسؤولين المقصرين، وهم غالبا ما يتسمون بوقاحة لا يشق لهم فيها غبار، نعم وقاحة، فصحة الناس ليست ملهاة ومشهدا فولكلوريا على الطريقة اللبنانية، وبيئة لبنان أسمى من كل مصالحكم وتناقضاتكم وتنفيعاتكم.

ولعلمكم، لا يجمعنا بالنائب سامي الجميل إلا موقفه الرافض للمطامر الشاطئية، وهو ليس بموقف مستجد على خلفية الاستحقاق النيابي، وحده النائب الجميل عبر عن وجع الناس، فيما لم نسمع صوتا من حكومة أغرقت البلد في النفايات وفوضى الكسارات ومسرحية قانون الصيد البري وفتح مواسمه.

أما في قولكم أن النفايات مصدرها أعالي كسروان والمتن، فهذا "عذر أقبح من ذنب"، فالمشكلة قائمة أيا كان مصدر النفايات، وهذا لا يعفيكم من مسؤولياتكم ولا يعفي الحكومة من مسؤوليتها الأخلاقية حيال ملف النفايات!