بحث

الأكثر قراءةً

اخر الاخبار

العيناتي يدعي على شركتي ترابة

"خطر وبائي".. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود

حملة توعية لجمعية غدي للتعريف عن الملوثات العضوية الثابتة وأخطارها

دراسة تكشف أصول "القهوة الصباحية".. كم عمرها؟

الصحة العالمية تتخوف من تفشي إنفلونزا الطيور بين البشر.. "أخطر من كوفيد 19"

العلماء يحملون السلاح دفاعا عن غابات الأمازون!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, February 4, 2018

خضعوا لاختبارات قاسية لمواجهة مجرمين خطرين

"غدي نيوز" – قسم البيئة والمناخ -

 

ينقل الوثائقي التلفزيوني "محاربو الأمازون" تجربة فريدة ونادرة، لإنقاذ غابات الأمازون المطيرة وسكانها الأصليين من الموت الوشيك، شارك فيها متطوعون أكاديميون برازيليون وعلماء تركوا مكاتبهم ومختبراتهم وتوجهوا للمشاركة في دورات للتدريب على استخدام السلاح، والانطلاق بعدها الى عمق الغابات لمجابهة قاطعي الأشجار وجهاً لوجه، بعد فشل جهود وقف نشاطهم التخريبي المتصاعد بقوات الجيش فحسب.

الفكرة اقترحها ضابط في الجيش البرازيلي، يدعى روبرتو كابرال، عمل في وحدة "الكوماندو الخاصة لحماية الموارد الطبيعية"، وبعد تجربة طويلة توصل فيها الى قناعة، كما قال لمعدي البرنامج الألماني أثناء تدريبه أفراد الوحدة الجديدة: "المواجهة العسكرية لا تكفي وحدها للحد من انتشار عصابات قلع وبيع أشجار غابات الأمازون. لا بد من وجود أشخاص قادرين على توضيح التبعات الخطيرة لإبادة مساحات كبيرة من السطح الأخضر للكرة الأرضية بلغة علمية وأسلوب يقنع متلقيه بأن ما يقومون به لا يضر البرازيل وحدها فحسب، بل العالم كله".

 

ألغام الذهب

 

في كل دورة تدريبة خاصة يشارك عدد من الأكاديميين الذين يخضعون لاختبارات قاسية كونهم سيواجهون عملياً بعد إتمامها مجرمين خطرين لا يتورعون، من أجل الحفاظ على الأموال الهائلة التي يحصدونها من قطع الأشجار وبيعها بطرق غير شرعية، عن قتل كل من يقف في طريقهم.

بالأرقام، يشير الوثائقي الى مقتل أكثر من 160 عسكرياً نهاية عام 2016 أثناء مهاجمتهم المجرمين داخل الغابة، وأن حجم المساحات الخضر المدمرة خلال العقود الثلاثة الأخيرة يزيد عن 30 بالمئة من مساحتها الكلية.

وفي البرازيل وحدها، أبيد أكثر من سبعة ملايين كيلومتر مربع، أي نحو 6 بالمئة من مساحة غاباتها المطيرة، حتى الآن.

يصور الوثائقي من طائرة هليكوبتر تابعة للوحدة الخاصة مساحات هائلة جرداء، قطع وقلع ما فوقها بواسطة "ألغام الذهب" تلك المستخدمة في التنقيب عن الذهب بطرق غير شرعية، بالقرب من ضفاف الأنهار، وبالتالي فهم يدمرون بأفعالهم الغابات والأنهار سوية ويتسببون في تلوث المياه العذبة وبالتالي يصعب على السكان الأصليين الشرب منها وحتى الصيد في الأنهار الخالية اليوم من الأسماك!

من بين المشاركين عالم بيولوجي تمكن مع أربعة آخرين فقط من اجتياز الاختبار، فيما عادت البقية الى أعمالها المدنية.

وعن أسباب تركه المستشفيات والمختبرات والقبول بمهمة محفوفة بالأخطار الجدية قال: "طالما حلمت بحمل السلاح من أجل حماية البيئة وإلقاء القبض على المجرمين داخل الغابة. أنا بالطبع لا أريد قتل أحد، ولكن ما داموا يسعون الى الربح فنحن نسعى الى تحطيم آلاتهم وتقديمهم الى المحاكم، فهم ليسوا فوق القانون".

 

اللوبي الزراعي

 

يشرف "معهد الطبيعة في برازيليا" العاصمة على الأنشطة الخاصة بالحد من الجرائم البيئية، وعادة تصعب إدانة مرتكبيها بالجرم لأسباب قانونية معقدة، كما يوضح الضابط المشرف على الدورة: "المشكلة أن مجرمي البيئة لا أحد يعاملهم مثل بقية المجرمين، وفي معظم الحالات لا يصلون الى قاعات المحاكم، لهذا نبادر للتعامل معهم لأنهم بالفعل يلحقون أذى بالناس كما في الطبيعة".

في نيسان (أبريل) من العام الفائت، خرج آلاف من الهنود الأصليين، سكان غابات الأمازون، في تظاهرات أمام البرلمان البرازيلي، مطالبين الحكومة بالعمل على وقف نزف موارد مناطقهم وتهديد حياتهم البرية.

المفارقة أن رجال الشرطة تلقوا تعليمات بتفريق التظاهرات بالقوة. يحيل مشهد سحل بعضهم وإطلاق الغاز المُسيل للدموع عليهم وتفريقهم بالقوة، الى سؤال، عن المستفيد الحقيقي من وجود عصابات الأخشاب ومن قلع مساحات كبيرة من الأمازون وصمت الحكومات البرازيلية المتعاقبة عليها؟ بعد التحري يتضح أن "اللوبي الزراعي" المناهض إصدار قوانين تمنع الاستثمارات الربحية في الأمازون قوي جداً. قوته من قوة رأسمال يمثله بعض النواب المستفيدين مباشرة من عمليات تحويل سطوح غابات الأمازون الى مشاريع زراعية تجارية.

لا يخفي النائب وعضو اللوبي الزراعي فلاديمير كولاتو مواقفه، "من أجل مَنْ نُمنع من استخدام أرض خصبة تعود بالنفع على الاقتصاد البرازيلي. من أجل حفنة هنود نمنع من زرعها؟".

 

الحكومة البرازيلية

 

يشهد الوثائقي، أثناء مرافقته المحاربين الجدد في أولى عملياتهم، على إقدامهم وشجاعتهم في اقتحام أوكار العصابات بعد تعقبهم من الجو وبمساعدة أدلاء من الهنود الأصليين.

مع اقترابهم من موقع وجدت فيه آلات حفر وقلع، هرب أصحابها خوفاً من المهاجمين. وبعد إشعال المحاربين النار فيها ظهر شاب من بين الأشجار واعترف بعمله لمصلحة تجار الخشب مقابل مبلغ كبير من المال: "أتقاضى أسبوعياً نحو 1300 دولار. عملي على آلة الحفر ونقل الأخشاب الى التراكتورات العملاقة. لا أعرف أين يذهب الخشب ومَنْ يتاجر به!".

أثناء عودتهم بسرعة الى معسكرهم، تعرض المحاربون الجدد لهجوم مضاد من العصابات. لم يصب أحد منهم بسوء. الضابط علق على الحادث "إنه تعبير عن غضبهم ومحاولة انتقام منا، فهم يتصورون أنفسهم محصنين داخل الغابة ولا أحد يجرؤ على المجيء الى أوكارهم، وبالتالي فالعمل الذي نقوم به خطير ويحتاج الى دعم حكومي والى مزيد من المتطوعين الشجعان".

ينوه الوثائقي بالتزام الحكومة البرازيلية قرارات مؤتمر باريس الأخير للبيئة وتوصيته بالعمل على حماية غابات الأمازون من الأخطار المحيطة بها، لكنه يتساءل في الختام: هل ستلتزم حقاً؟

 

بتصرف عن "الحياة" اللندنية

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن